بالرغم من كل الأصوات السلبية التي نادت بمقاطعة مباريات كأس أفريقيا للأمم الخاصة بالمحليين لحسابات ضيقة، فان المنظمين نجحوا في ضمان حضور جماهيري لافت، رغم الأجواء الماطرة وبرودة الطقس، الشيء الذي منح دفئا خاصا لمدرجات مركب محمد الخامس، المركب/المعلمة التي أعدت على نحو أفضل، على غرار باقي ملاعب مدن كطنجة، مراكش وأكادير لاحتضان الحدث الأفريقي.
وبحضور سام لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، كانت الانطلاقة على نحو أفضل، حفل افتتاح رائع، تميز بعروض لافتة عكست عمق الحضارة المغربية، وارتباطها بالجذور الإفريقية، كما حضر الجمهور بأعداد مهمة، وشجع بطريقة حضارية، وكان مسك الختام تحقيق العناصر لوطنية لانتصار مدو على حساب منتخب موريتاني، قاوم بشجاعة فاجأت حقيقة “أسود الأطلس”، إلى أن انهار كليا في النصف ساعة الأخيرة، تحت ضغط أشبال المدرب جمال السلامي.
هذا العرس الكروي الذي تطوع المغرب لاستضافته في آخر لحظة، تطلب بذل مجهودات كبيرة في ظرف زمن قياسي، وبالفعل كان كل في الموعد، بفضل حنكة وتجربة أطر مغربية، ومن ورائها إدارة حازمة تتمثل في جهاز الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي تحركت في كل الاتجاهات، ونجحت بسرعة قياسية، في تحسيس المدن بأهمية احتضان عائلة كرة القدم الأفريقية، وضمان انخراط فعلي لكل الفعاليات والسلطات المحلية والهيئات المنتخبة، ومن أجل تشريف صورة المغرب، أمام أصدقائنا الأفارقة ومختلف الفعاليات والشخصيات الدواية الوازنة، التي جاءت للمغرب خصيصا لمتابعة مباريات “الشان”.
ولعل النقطة الإيجابية التي منحت ثقة أكثر، تمثلت في المستوى اللافت الذي ظهرت به العناصر الوطنية، والتكامل الذي أبانت عنه مختلف الخطوط، خصوصا وأن التشكيلة ضمت أفضل لاعبي البطولة الوطنية، مع بعض الاستثناءات القليلة بطبيعة الحال، بتواجد أبرز لاعبي فرق الرجاء والوداد والجيش والفتح ونهضة بركان الخ…
والمنتظر هو أن تواصل العناصر الوطنية عروضها اللافتة، وأن يحضر جمهور كرة القدم للمدرجات الملاعب الأربعة، قصد تشجيع أصدقاء عبد الإله الحافظي الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة الأولى، والحضور بكثافة والتشجيع بطريقة حضارية أحسن طريقة للتأكيد أننا شعب يعشق كرة القدم ويرحب بضيوفه…
محمد الروحلي