اهتز سكان مدينة الخميسات عقب شيوع النبأ المفجع لمقتل تلميذة إثر حادث غريب تسببت فيه شاحنة في موقع ورش إصلاح شارع ابن سينا، والذي كان قد أثار الكثير من الكلام والشبهات والانتقادات حول تدبيره ومبلغ صفقته “التاريخية”؟ وحسب شهود عيان، فقد وقع الحادث ظهرا حينما كانت الضحية؛ (ع. هجر)، ذات الـ 16 سنة، تمشي على الرصيف في طريقها إلى مدرستها “إعدادية المغرب العربي”، وفجأة وقع على رأسها عمود الإنارة العمومية المثبت أصلا وسط الطريق، وذلك بعد صدمه من طرف شاحنة.
وخلف هذا الحادث المأساوي استياء عميقا وسط الساكنة المحلية ولدى أسرة التعليم وآباء وأولياء التلاميذ. وعبر عدد من المواطنين عن احتجاجهم واستنكارهم للامبالاة المسؤولين المحليين؛ وهي اللامبالاة التي يؤدي ضريبتها المواطنون الأبرياء بطرق مختلفة، من أكثرها مأساوية وقساوة وإيلاما اليوم وفاة التلميذة هجر.
وقد تعددت تعبيرات وطرق الاحتجاج سواء في عين المكان، أو أمام المستشفى الإقليمي، حيث جرى نقل جثة الضحية لمستودع الأموات، في انتظار استكمال الإجراءات، أو أيضا من خلال ما عممته مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
وحمل المحتجون المسؤولية لمدبري الشأن العام بالمدينة، على اختلاف مسؤولياتهم، وذهب البعض إلى اتهام الشركة المكلفة بإصلاح الشارع، والتي لوحظ عليها عدد من الخروقات أسالت المداد الكثير منذ بداية هذا الورش العجيب، وسبق أن أبرزت “بيان اليوم” تفاصيله، ونبهت إلى الاختلالات والتجاوزات..
ويطالب المحتجون، بفتح تحقيق في هذا الحادث الأليم، والوقوف على حيثيات تأخر الأشغال بالشارع المذكور خصوصا، وبالتالي العمل على رفع التهميش عن الخميسات وسكانها.
هذا الحادث المأساوي الذي تسبب في مقتل التلميذة هجر، وقع على مستوى شارع ابن سينا قرب “الديور الصوفر”، زوال أول أمس الثلاثاء 24 أبريل 2018، وبالضبط حوالي الساعة الواحدة النصف، بينما كانت الفقيدة متوجهة، رفقة صديقاتها، إلى إعدادية المغرب العربي، وتزامن مرورهن مع اصطدام إحدى الآليات “شاحنة”، التي تعمل في ورش الإصلاح الذي يشهده شارع ابن سينا، بمدينة الخميسات، بعمود كهربائي حديدي، ما أدى إلى سقوط العمود مباشرة على رأس التلميذة، وأرداها قتيلة على الفور، في حين تمكنت صديقاتها من الفرار والنجاة.
وتقطن الفقيدة مع أسرتها بحي أوسكار بمدينة الخميسات وتدرس بالثانوية الإعدادية المغرب العربي ووالدها يعمل جنديا بالقوات المسلحة الملكية.
وجرى تشييع جثمان الراحلة إلى مثواها الأخير، عصر أول أمس، بمقبرة آيت المجدوب بجماعة آيت اوريبل ضواحي الخميسات، وذلك بحضور عامل إقليم الخميسات، والكاتب العام للعمالة ومدير الديوان ورئيس المنطقة الإقليمية للأمن الوطني بالخميسات، والقائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الإقليمي للقوات المساعدة، والقائد الإقليمي للوقاية المدنيةْ، بالإضافة إلى عدد آخر من المسؤولين وعائلة الفقيدة وزملائها وأصدقائها وممثلي هيئة التدريس، وحشود غفيرة من المواطنين.
بيان اليوم