الأهداف في كرة القدم هي الهدف الذي يسعى له كل فريق خلال المباراة، سواء أن سجل هدفا يضمن له الفوز أو أحرز نتيجة أكبر من الخصم .. ويصعب على الكثيرين تذكر كافة أطوار مباراة ما كيفما كانت درجة أهيمتها، لكن تذكر هدف مميز أسهل بكثير .. هدف ضمن فوز ثمين في الأنفاس الأخيرة من المقابلة .. هدف سجل بطريقة استثنائية يستحيل تكرارها .. هدف ضمن لك التأهل إلى مسابقة قارية أو دولية .. هدف منحك لقبا لا يقدر ثمن .. وفي هذه السلسلة الرمضانية الرياضية نستعرض مجموعة أهداف ما تزال راسخة في تاريخ المنتخب المغربي على مدار عقود من الزمن:
حجي .. أول هدف بالمونديال الفرنسي
حظي جناح نادي ديبورتيفو لاكورنيا الإسباني مصطفى حجي بشرف تسجيل أول هدف للمنتخب المغربي بنهائيات كأس العالم التي استضافتها فرنسا صيف سنة 1998، وذلك خلال المباراة التي جمعت كتيبة “أسود الأطلس” بالمنتخب النرويجي في 10 يونيو على أرضية ملعب “دي لاموسون” بمونبولييه برسم الجولة الأولى من دور المجموعات لحساب المجموعة الأولى التي تضم أيضا منتخبي البرازيل واسكتلندا.
هدف حجي جاء بطريقة جميلة وضعته في خانة أفضل أهداف البطولة، بعد هجمة مرتدة قادها مايسترو الوسط الطاهر لخلج الذي مرر كرة متقنة إلى يسار منتصف منطقة الخصم انطلق نحوها حجي كالسهم وتسلمها على مشارف نقطة الجزاء ليتوغل بالكرة ويراوغ المدافع نرويج دان إيغان بطريقة النجوم الكبار، ليسدد الجناح المغربي كرة قوية في مرمى الحارس في الدقيقة 37 من عمر المباراة، لتنطلق فرحة اللاعبين والمتفرجين بأول هدف مغربي بمونديال فرنسا.
هدف حجي الذي منح “أسود الأطلس” تقدما كان الجميع يتوقع أن يتعزز بهدف آخر يحسم المباراة لصالح الجانب المغربي، لكن يوسف شيبو أعاد اللقاء إلى نقطة الصفر بعدما حول عرضية إلى مرمى الحارس إدريس بنزكري، وفي الشوط الثاني استطاع المهاجم عبد الجليل حدا المعروف بـ “كاماتشو” هز شباك النرويجيين في الدقيقة 60، إلا أن الفرحة لم تكتمل بتسجيل المدافع دان إيغان هدف التعادل، لتنتهي المباراة بتعادل غير منصف للمنتخب المغربي.
ومنح هذا الهدف الرائع حجي شهرة أكبر على المستوى الدولي، ما مكن جناح ديبورتيفو لاكورنيا من الحصول على عقد مغر آنذاك بالنسبة لمحترف مغربي، إذ ضمه نادي كوفونتري سيتي الإنجليزي مقابل 5,5 مليون جنيه إسترليني، إلا أن أهم مكافأة تلقها حجي في تلك السنة كانت حصوله على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في إفريقيا نظير أداء رائع بكأس الأمم الإفريقية ببوركينافاسو ومونديال فرنسا، ليلتحق بركب اللاعبين المغاربة المتوجين بهذه الجائزة، وهم أحمد فرس (1975) ومحمد التيمومي (1985) وبادو الزاكي (1986).
> صلاح الدين برباش