أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي يوم الجمعة المنصرم في لندن، أن الاستثمار في قيم التعايش هو السبيل الوحيد لضمان السلام بين الشعوب والتنمية المستدامة.
وأعرب عبادي الذي كان يتحدث في لقاء/مناقشة تحت عنوان: “المغرب، أرض التسامح والتنوع الثقافي”، عن أسفه لكون العالم يخسر عدة مليارات من الدولارات في أنشطة مدمرة للبيئة، وفي سباق التسلح بدلا من الاستثمار في النهوض بالقطاعات الحيوية مثل التعليم أو الصحة وضمان التنمية المستدامة.
وأكد المتحدث على فضائل التعايش التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال فهم جيد للدين الذي تسمح مراجعه بالتقاطع بين النص والعقل والسياق مع ضمان الارتقاء الروحي.
من جانبه، أبرز سفير المغرب بلندن، عبد السلام أبودرار أن المغرب بلد غني بمكوناته المختلفة، العربية والامازيغية والعبرية والحسانية كما هو مبين في ديباجة دستورها، والتي تؤكد أيضا على التمسك “بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار المتبادل بين جميع الثقافات والحضارات في العالم”.
كما أشار إلى أن المغرب يتواجد فيه حتى الآن أكبر عدد من اليهود في العالم العربي، مضيفا أن جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين سهر دائما على حماية ثراء وتعددية الأمة المغربية و الحفاظ على التراث اليهودي، ولا سيما من خلال إطلاق برنامج لتجديد مئات المعابد والمقابر اليهودية، بالإضافة إلى متحف اليهودية المغربية بالدار البيضاء، الفريد من نوعه في المنطقة.
وبالنسبة للدبلوماسي المغربي،فانه “من الضروري تشجيع التفاعل والحوار، ونبذ العنف والتطرف، وتعزيز التعايش والتسامح وتقبل خلافاتنا، التي هي مفاتيح السلام والاستقرار و التماسك الاجتماعي “.
ويندرج تنظيم هذا المؤتمر في إطار الأيام الثقافية المغربية التي تقام في الفترة من 16 إلى 18 يناير الجاري.
وتروم هذا التظاهرة المنظمة بمبادرة من سفارة المغرب في لندن وبدعم من دار الصانع، اطلاع الجمهور البريطاني على ثقافة وتراث المغرب وثراء تقاليده وطبخه وموسيقاه والأوجه المتعددة لفنونه.
وكان المغرب قد دعا في مؤتمر دولي بعنوان “السيرة النبوية وتعزيز الوسطية والاعتدال” في ختام فعالياته إلى اعتماد ميثاق للتعايش الديني والحضاري.
وشددت توصيات المؤتمر على “ضرورة مراجعة المناهج التعليمية والتربوية بما يبني الوسطية والاعتدال لدى أجيال الأمة” وأوصى باستحداث علم التصرفات النبوية وتدريسه في مختلف مجالات الدراسات الإسلامية والعلوم الشرعية وعلم الاجتماع والقانون.
كما دعا المؤتمر الذي نظمه المنتدى العالمي للوسطية (غير حكومية) وجامعة الحسن الثاني (حكومية) وجمعية “المسار” (غير حكومية)، إلى كتابة السنة النبوية بمنهج مقاصدي يدمج جزئيات الشريعة بكلياتها، والتركيز على الجانب الإنساني والاجتهادي في السيرة النبوية.
وفي ختام أعمال المؤتمر دعا رئيس الحكومة إلى التمييز بين الديني والدنيوي باعتباره “محورا لتجديد العقل المسلم وتخليص المسلمين من آثار عصور التخلف”.
المغرب يبرز في لندن فضائل التعايش
الوسوم