خلد العالم، أمس الاثنين، السادس من أبريل، اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، موعد قررته الجمعية العامة باقتراح مغربي، وتم تبنيه قصد تحسيس العالم بأهمية الرياضة كوسيلة قوية لتحقيق الاندماج الاجتماعي، والمساواة بين الجنسين، وتمكين الشباب من كامل مسؤولياته، وترسيخ قيم ذات دلالة كبيرة بالنسبة للمجتمعات، كاللعب النزيه وروح الفريق.
إحياء هذا اليوم هذه السنة، يأتي في ظرفية صعبة وصعبة جدا بسبب تداعيات وباء كورونا الذي هز العالم، وعلى هذا الأساس اختارت اليونسكو كشعار لعالم 2020 موضوع: “النشاط الرياضي والبدني أثناء كورونا” ، بالتركيز على الفوائد الصحية للرياضة والنشاط البدني، وبخاصة في هذا الوقت الذي يخيم فيه الذعر والشك والريبة، بسبب تدابير العزل الصحي، بالحفاظ على أنماط عيش حيوية وصحية، تساهم في التغلب على تبعات الحجر والعزل الاضطراري.
إلا أن التداعيات على المجال الرياضي، وعلى غرار كل القطاعات الحيوية، كانت كبيرة وكبيرة، والخسائر لا يمكن حصرها في الأمد القريب، حيث شلت الحركة كليا، وتوقفت كل الدوريات بجل دول العالم، ولم يعد من الممكن انتظار أو برمجة أي نشاط رياضي، في ظل تبعات الأزمة التي تجتاح العالم.
ولعل أكبر الخسائر تمثلت في تأجيل تظاهرات كونية، أبرزها أولمبياد “طوكيو 2020” والألعاب البارالمبية، التي كان من المقرر أن تستضيفها العاصمة اليابانية الصيف المقبل، كما قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تأجيل بطولة كأس أمم أوروبا “يورو 2020” إلى العام القادم.
نفس القرار اتخذه اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم “كونميبول”، بتأجيل منافسات النسخة المقبلة من بطولة كوبا أمريكا التي كان مقررا إقامتها الصيف المقبل، إلى عام 2021 كما أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” عن تأجيل بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين التي كانت مقررة بالكامرون.
كما علّقت بطولة دوري أبطال أوروبا وبطولة الدوري الأوروبي، عقب الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا في عموم القارة العجوز، نفس الأمر بالنسبة للدوريات الكبرى الخاصة بكرة المضرب، إلى درجة أن كل نشاط رياضي عبر العالم، إما أجل أو ألغي نهائيا، وهو مصير لم تشهده الرياضة الدولية طيلة عقود من الزمن.
ومع ذلك لابد وأن نحافظ على تفاؤلنا بغد أفضل، وهذا يمر عبر انخراطنا جميعا من إنجاح الإجراءات الاستعجالية التي قررتها أجهزة الدولة، والمساعدة على تسهيل مهمة نساء ورجال الصحة والأمن والسلطات المحلية في كل عمالة وإقليم وحي، وهذا هو الرهان الوحيد المفروض أن ننجح فيه جميعا، ليصبح وباء كورونا مجرد ذكرى سيئة علمتنا معنى التشبث بالحياة، رغم كل الصعاب …
محمد الروحلي