القاص أحمد شرقي: من صاحب الحروف توددت إليه المعانيتشتمل هذه السلسلة على حوارات مع مبدعات ومبدعين من مشارب مختلفة، تختلف اهتمامتهم واتجاهاتهم الإبداعية، لكنهم يلتقون حول نقطة بعينها، ألا وهي الصدق في العطاء الفني والطموح إلى التجديد.
في هذه الأيام المطبوعة بالوباء وبإكراهات الحجر الصحي، فتحوا لبيان اليوم صدورهم وتحدثوا لنا عن تجاربهم الإبداعية، عن معاناتهم، وعن أحلامهم وطموحاتهم.
< من هو أحمد شرقي؟
> أحمد شرقي، من مواليد مدينة المحمدية عام 1990، قاص صدرت لي مجموعة قصصية موسومة ب”عوالم شفّافة”، كما شاركت في مجموعة من الكتب الجماعية صدرت في بلدان عربية مختلفة. فازت مجموعة قصصية لي غير منشورة بالجائزة الأدبية لجامعة الحسن الثاني صنف القصة القصيرة بالعربية(ستُنشر قريبا)، وذلك بوصفي طالبا باحثا في سلك الماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ماستر النوع الاجتماعي، الخطاب والتمثلات.
شاركت في مجموعة من الملتقيات الأدبية، كما فزت بجوائز عديدة منها: جائزة ملتقى أحمد بوزفور الوطني بزاكورة الدورة 18 (المرتبة الثانية)، المرتبة الأولى لمسابقة مجلة العربي “قصص على الهواء”، الجائزة الأدبية لجامعة الحسن الثاني…وغيرها من الجوائز والمشاركات الأدبية في القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.
أحاول الجمع بين شغب وشغف القصة القصيرة قراءة وكتابة من جهة، والبحث العلمي من جهة ثانية، وكذا الوظيفة التي تستهلك الكثير من جهد ووقت صاحبها، وقد تبعده عن الإبداع إذ تتعارض-في غالب الأحيان- مع الحرية والاختيارات الفردية.
< ما هي المهنة التي كنت ترغب فيها غير التي تمارسها الأن؟
> منذ أن كنت تلميذا في المستوى الإعدادي، بدأ يظهر ميولي لمهنة المتاعب، من خلال متابعة البرامج الإذاعية والتلفزية ومحاولة تقليد مقدميها، وهو ما دفعني في ما بعد إلى دراسة الصحافة والإعلام بعد البكالوريا بالموازاة مع الدراسة الجامعية. وتأتى لي الحصول على شهادة في الصحافة خوّلت لي الاستفادة من تداريب مهنية في مجموعة من المنابر، وكذا العمل كمحرر وكمعِدّ/منشط /مقدم لبرامج تلفزية لمدة أربع سنوات، قبل أن يتغير مساري المهني وألتحق بالوظيفة العمومية سنة 2015.
< ما هو أجمل حدث عشته في مسارك الفني؟
> أحداث كثيرة ستبقى راسخة في ذاكرتي ومميزة لمساري الإبداعي، منها تلك المتعلقة بالجوائز الأدبية التي ميّزت تجربتي القصصية الفتيّة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، والتي زرعت فيّ آمالا للاستمرار ومنحتني ثقة إضافية لامتشاق القلم. وأذكر هنا جائزة مجلة العربي الكويتية سنة 2018، وجائزة ملتقى أحمد بوزفور الوطني للقصة القصيرة2019، والجائزة الأدبية لجامعة الحسن الثاني في القصة القصيرة 2020.
< ما هو أسوأ موقف وقع لك في مسارك الابداعي؟
> أتجاوز العثرات ولا أعيرها أدنى اهتمام، أنهض بسرعة مستجمعا قواي، أنظر إلى الأمام دائما وإلى النصف الممتلئ من الكأس كما يقولون. لكن ما يؤرقني هو تخوف بعض الناشرين-لاعتبارات عدة لا مجال للخوض فيها- من التعامل مع الكتاب الشباب، ضاربين عرض الحائط جودة وجِدّة الإنتاج الأدبي، ومولين اهتماما أكبر للإسم، وهو الأمر الذي لا ينطبق على بعض الناشرين فقط، بل على بعض الكتاب الذين لهم اسمم في الساحة الأدبية، وهنا لا أعمم بطبيعة الحال.
< ما هو الشيء الذي كنت تطمح إليه ولم يتحقق لحد الآن؟
> إلى جانب ولعي بالقصة القصيرة قراءة وكتابة، لا أخفي في كل مناسبة، شغفي بالرواية المغربية، العربية والعالمية، وخوض مغامرة كتابتها أمر مؤكد بالنسبة إلي، ويبقى مسألة وقت، حيث أتريث قدر الإمكان حتى تنضج بعض الأفكار، وحتى لا أتطفل على عالم الرواية فأكون من الخائبين.
< ما هي نصيحتك لشباب اليوم؟
> أعتبر نفسي غير مؤهل بعد لإعطاء النصائح، كوني كاتبا في البدايات يحاول نحت اسمه في ساحة أدبية مغربية وعربية تعج بالإبداعات والمبدعين الأفذاذ، لكني أومن بأمر مهم، أحاول زرعه في محيطي أوّلا وبين معارفي، وهو ” من صاحب الحروف، توددت إليه المعاني”، ما يعني أن القراءة هي السند والأساس لبناء جيل قارئ، واع ومبدع.
< كلمة اخيرة؟
> أشكركم صديقي المبدع محمد الصفي على هذا الاهتمام والتشجيع، والشكر موصول لجريدة بيان اليوم الغراء، التي كانت وستظل نافذة جميع المبدعين.
> سلسلة من إعداد: محمد الصفى