استأنفت نهاية الأسبوع مباريات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، حيث أجريت منافسات الجولة الثالثة والعشرين بالقسم الثاني، بينما انطلقت أمس الاثنين اللقاءات المؤجلة عن القسم الأول، كمرحلة أولى، على أن تنطلق مباريات الجولة الواحدة والعشرين يوم الأربعاء 12 غشت القادم، لينتهي الموسم في نفس اليوم من شهر شتنبر القادم.
وبذلك تكون كرة القدم الوطنية قد كسبت الرهان الصعب، بنجاحها في قطع خطوة كبيرة بصفتها أول بطولة على الصعيد القاري، تتمكن من استئناف نشاطها المتوقف منذ أربعة أشهر بسبب وباء كورونا المستجد، وهو الرهان الذي عجزت عن تحقيقه الأغلبية الساحقة من الدول العربية والأفريقية.
فبعد شهر تقريبا من انطلاق التداريب الفردية والجماعية، ومرور هذه الفترة الصعبة بدون خسائر، اللهم من ثبوت بعض الحالات الإيجابية المعزولة لفيروس “كوفيد 19″، والتي تم تطويقها بسرعة وبكثير من المسؤولية والالتزام، فإن أجواء التداريب في المجمل كانت عادية، بعد أن طبعها الحرص على تطبيق البروتوكول الصحي بالكامل، معززا بإنجاز تقارير يومية، ترصد تفاصيل إعداد كل فريق على حدة.
لقد ارتفعت أصوات منفردة تطالب بالإعلان عن نهاية مبكرة للموسم الرياضي ككل، إلا أن المصلحة كانت تقتضي التعاطي من زاوية مغايرة، تراعي العديد من الأسبقيات والأبعاد المختلفة، وهذا ما تم استحضاره من طرف الجهاز الجامعي لكرة القدم، تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، بعد تلقي الضوء الأخضر من طرف الحكومة والسلطات العمومية والإدارية.
نجاح المرحلة الأولى يتطلب المزيد من الحرص على إنهاء الموسم الكروي في أحسن الظروف. صحيح أن الوضعية الوبائية لازالت مقلقة، كما أن الأرقام المسجلة خلال الأيام الأخيرة، لا تبعث على الاطمئنان بشكل نهائي، إلا أنه لابد من التعايش مع الوباء بشكل جدي ومسؤول، والالتزام بكل التدابير الوقائية والصحية.
والأكيد أن المغرب سيكون المستفيد من العائدات الإيجابية للفعل الرياضي، وما يخلفه من الأجواء الإيجابية وتقوية معنويات ونفسية فئات واسعة من المرتبطين بالقطاع الرياضي، والذين يقدر عددهم بالآلاف، برقم معاملات يصل إلى الملايير من الدراهم، ومناصب شغل تضعه في مقدمة القطاعات المنتجة على الصعيد الوطني.
لننتصر جميعا لإرادة الحياة، ولنجعل من الرياضة بارقة أمل، وجعل من المغرب بلدا نموذجيا ومثالا يحتذي في اتخاذ القرارات الاستباقية والحاسمة …
>محمد الروحلي