لم يكن الخطأ الذي ارتكبه الحكم المساعد الأول لتيسيما، مقبولا سواء بحضور تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) أو بدونه، لأن العملية واضحة حتى بالعين المجردة، ودون الاستعانة بهذه التقنية، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب هذا الخطأ المرتكب.
فنفس هذا الثلاثي الإثيوبي، سبق أن ارتكب أخطاء مماثلة في حق الرجاء خلال مواجهة تيبي مازيمبي الكونغولي، برسم نصف نهاية عصبة الأبطال للسنة الماضية، حيث ألغى هدفا مشروعا وقعه أحداد، والأكثر من ذلك أصر المخرج التلفزي للمباراة، على عدم إعادة اللقطة، أمام استغراب المتتبعين، خاصة المحايدين منهم.
على هذا الأساس، فمن المستبعد أن يكون خطأ مباراة الجمعة الماضي، أمام مولودية وهران، عاديا أو هفوة غير مقصودة، فالطاقم التحكيم يعرف جيدا أن تقنية “VAR” غير متوفرة، وبالتالي يسهل ترجيح كفة الفريق الضيف، على حساب فريق مغربي، كما كان الشأن بالنسبة الرجاء.
وبناء عليه، فإن الضرورة تفرض الكثير من اليقظة والانتباه، وحشد القوى الحية داخل كرة القدم الإفريقية، من أجل مواجهة لوبي الفساد، الذي يتشكل من دول لا تنظر بعين الرضا للحضور المغربي الذي أصبح لافتا ومؤثرا، بفضل الاستراتيجية المتبصرة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، والتي فتحت الباب أمام الكفاءات المغربية، وبالفعل كانت في الموعد، حيث تم استمرار هذا الحضور على أعلى مستوى على النحو الأفضل.
وهذا يعود أولا إلى الكفاءة والنظرة الاستباقية للأشياء، والأهم من كل هذا نظافة اليد، وسط ساحة تعج بالمكائد والصراعات والتحالفات المبنية على المصالح الضيقة والخاصة، حيث أكدت الأطر المغربية بجامعة كرة القدم بقيادة فوزي لقجع، أنها في مستوى الثقة وحجم المسؤولية التي تحملتها.
قيمة هذا الحضور المؤثر، تجلت أيضا في النتائج الايجابية التي أسفرت عنها قرارات المكتب التنفيذي للكاف الذي اجتمع بالعاصمة الرواندية كيغالي، أول أمس السبت، حيث تم اختيار مدينة الدار البيضاء لاحتضان المباراة النهائية لعصبة الأبطال الأفريقية، وهذا يعد بالفعل انتصارا مهما، خاصة وأنه يأتي بعدما احتضنت مدينة الرباط السنة الماضية نهاية كأس الكاف، والتي فاز بها فريق نهضة بركان على حساب بيراميدز المصري.
الانتصار الثاني، تكليف لقجع بمهمة تنفيذ مشروع تحسين وضعية الملاعب والبنيات التحتية على صعيد القارة، حيث وضعت تحت تصرفه ميزانية تصل إلى مليار دولار، وهذه الثقة تعود لسببين، أولا الاستفادة من التجربة الرائدة للمغرب في هذا المجال، ثانيا كفاءة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
اجتماع الكاف، كان مناسبة مهمة، حمل فيها لقجع أعضاء الجهاز التنفيذي للكاف مسؤوليتهم كاملة، إذ لا يعقل أن تجرى مقابلات مهمة بدون اعتماد تقنية الفيديو، مع ما يترتب عن ذلك من أخطاء فادحة تخدش صورة كرة القدم الإفريقية، مستندا في ذلك على الخطأ الفادح الذي ذهب ضحيته الوداد، بعد رفض هدف مشروع وقعه وليد الكرتي بمرمى الفريق الجزائري.
برافو لكل الكفاءات المغربية التي تشرف صورة مغرب التحدي، وعلى الانتصارات دائما نلتقي …
>محمد الروحلي