حقق المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة، تأهلا تاريخيا لثمن النهاية بمنافسات كأس العالم التي تحتضنها ليتوانيا. تأهيل مهم يعد الأول من نوعه، بعد مشاركتين متواضعتين خلال دورتي التايلاند 2012 ، وكولومبيا 2016. وأهمية الوصول لدور الثمن، جاءت بالنظر للتطور الذي أبان عنه خلال السنوات الأخيرة، مما مكنه أولا من تحسين ترتيبه بتصنيف الفيفا، بالوصول إلى المرتبة السابعة عشرة، وثانيا بالتفوق في طريقة اللعب، وصياغة جمل تكتيكية جديدة، تعتبر حسب الخبراء من إبداع مغربي مائة في المائة، وهذا شهد به حتى المدرب البرتغالي نفسه خلال الندوة الصحفية عقب المباراة، وهو اعتراف قوي من إطار يعد من الخبراء الكبار في اللعبة على الصعيد الدولي.
ثالث النقط المهمة بالنسبة لإنجاز أسود الأطلس، تتمثل في طريقة الأداء التي أحرجت بالفعل أبطال أوروبا، وهذا ما شهد به أيضا العميد البرتغالي ريكاردينو كواحد من أبرز اللاعبين العالميين، وكل هذا لم يأت من فراغ، بل نتيجة عمل في العمق، ومجهود مثمر ، بذل على مستوى توفر الإمكانيات، وإحاطة هذا المنتخب بالرعاية الضرورية.
خلال اللقاء الإعلامي بعد نهاية المباراة، قال هشام الدكيك إن نتيجة اليوم واحتلال المرتبة الثانية بمجموعة صعبة، تعتبر أحسن جواب على جهاز الفيفا، التي ظلم بالفعل المغرب، عندما وضعه أثناء عملية القرعة في التصنيف الرابع، رغم أنه بطل إفريقيا خلال دورتين متتاليتين، بجنوب إفريقيا سنة 2016 ، والعيون المغربية 2020، بينما تم وضع منتخب مصر في التصنيف الثالث، وهو الذي أقصى خلال مونديال ليتوانيا من الدور الأول.
كل هذا يؤكد أن توفر الإمكانيات ووجود مدرب كفء، لابد وأن يقود إلى تحقيق الإنجازات المهمة والمثيرة، كما يحدث حاليا بمونديال ليتوانيا.
قاعة مدينة كليبدا، شهدت حضور جمهور قياسي، وهى سابقة بهذه الدور، بعد تزايد الاهتمام بمرور الجولات. وبالفعل كان هناك حضور مغربي لافت ضمن المدرجات، مما منح دعما مهما للعناصر الوطنية. والجميل أنه بعد كل هدف مغربي، يتم بث مقطع من الأغنية التاريخية “العيون عينيا”، مما أضفى أجواء وطنية رائعة وسط القاعة، وزاد من حماس اللاعبين الذين تحكموا في أطوار المباراة، الى درجة جعل البرتغاليين يفضلون البقاء أمام مرماهم، والتكتل في الدفاع، قصد الحفاظ على التعادل، وتفادي الهزيمة غير المنتظرة.
الخصم القادم بدور الثمن سيكون في الغالب هو فنزويلا، المباراة ستجرى بمدينة كوناس، ويعد المنتخب الفنزويلي من أبرز منتخبات قارة أمريكا اللاتينية، أنهى هذا الدور باحتلال المرتبة الثانية بالمجموعة الأولى، وراء أوزبكستان صاحب الصف الأول بفارق الأهداف.
ستجرى هذه المقابلة التي لن تخلو من صعوبة يوم الأربعاء القادم، هو اختبار آخر لأسود الأطلس، أمام واحد من كبار قارة أمريكا اللاتينية، وهى فرصة لمواصلة هذه المغامرة الجميلة والرائعة، والتي فتحت أمام اللاعبين المغاربة باب العالمية، حيث تحولوا إلى نجوم حقيقيين تتابع مسارهم بكثير من الاهتمام الصحافة الدولية، والمؤمل هو أن تواصل هذه المغامرة الجميلة إلى أبعد نقطة ممكنة.
تصريحات
سفيان مسرار: تأهل لم يأت مصادفة
«هذا الإنجاز لم يأت مصادفة، بل نتيجة عمل أربع سنوات. منا نتوقع مباراة قوية ضد المنتخب البرتغالي الذي يعرف الجميع أنه من الخمسة الأوائل في العالم. استطعنا فرض نسقنا في المباراة وتحقيق تعادل ثمين خول لنا التأهل كثاني المجموعة حيث سنلتقي منتخب فنزويلا في دور الثمن».
بلال البقالي: ثمرة عمل لـ 5 سنوات
«الحمد لله على نقطة التعادل أمام البرتغال الذي يعد منتخبا قويا وفاز بآخر نسخة لكأس أمم أوروبا. هذا الإنجاز لم يتحقق هكذا، بل ثمرة عمل 5 سنوات مع المدرب هشام الدكيك. اللاعبون قدموا روح قتالية وبرهنوا أننا قادرون على قول كلمتنا في الدور المقبل».
يوسف المزراعي: إنجاز كبير وتاريخي
«إنه إنجاز كبير وتاريخي. أشكر جميع اللاعبين والطاقمين التقني والطبي والمرافقين على مساندتهم وتشجعيهم وعملهم وتفانيهم. أهدي هذا التأهل التاريخي لكافة المغاربة. أشكرهم على مساندتنا ودعمهم لنا بعد نتيجة التعادل في المباراة السابقة ضد تايلاند. نجحنا اليوم في العودة في النتيجة وقدمنا مباراة كبيرة أمام البرتغال».
< ليتوانيا: مبعوث بيان اليوم محمد الروحلي