تم مؤخرا بالرباط، تقديم كتاب “المغرب: عدالة مناخية وطوارئ اجتماعية”، وهو مؤلف جماعي أعدته مجموعة من الصحفيين، بهدف إبراز الارتباط الوثيق بين العدالة الاجتماعية والنضال في مجال المحافظة على البيئة.
ويتوزع هذا المؤلف، الصادر بمبادرة من أربعة عشر صحفيا، على اثني عشر تحقيقا وتقريرا وحوارا صحفيا، تجتمع جميعها لتسليط الضوء على التحديات البيئية الرئيسية التي تواجه البلاد، مع اقتراح الحلول والتوصيات التي ينبغي التفكير فيها.
وجاء في الكتاب “أن التصحر والجفاف والتلوث واختفاء النظم الإيكولوجية والأخطار التي تهدد التنوع البيولوجي والتدهور البيئي تمثل آفة اجتماعية في جميع مناطق المغرب، مما يؤدي إلى تفاقم وضعية الفئات الأكثر هشاشة، ويعرض للخطر أنماط العيش التراثية، كما يضع علامة استفهام أمام التوجهات الاقتصادية والسياسية.
ويقدم المؤلف الذي صيغ مضمونه بطريقة حية، عدة مواضيع منها “نشطاء من أجل مغرب أخضر” لهشام حذيفة، و”واحة سكورة تراث مهدد بالانقراض” لدنيا مسفر، و “رحل أقصى الشرق: بين الاحتباس الحراري و الجفاف السياسي” لسفيان حناني”، و”الأنواع المهددة: التنوع البيولوجي في خطر” لفدوى التونسي، و ” الإيكولوجيا الفلاحية، بديل عن المدخلات الكيميائية” لغيتة الزين.
وأكد هشام حذيفة، وهو صحافي ومدير مجموعة «تحقيقات في كلمة بالمناسبة، على أن هذا العمل الجماعي هو الثامن من نوعه ضمن مجموعة «تحقيقات»، مشيرا إلى أن المسألة المناخية تؤثر بشكل مباشر على صحة وجودة حياة المواطنين في أماكن عيشهم.
وأضاف أن «هذا المؤلف عبارة عن عمل استقصائي لعرض الحلول التي تقدمها الساكنة والمجتمع المدني المحلي بهدف إخبار الرأي العام وخاصة السلطات العمومية من أجل أن يضطلعوا بأدوارهم كاملة».
من جهتها، اعتبرت دنيا مسفر، الصحافية والناشطة في الشبكة المغربية لصحفيي الهجرات وشبكة الصحفيين الأفارقة، أن الاستراتيجيات لا تتماشى مع ما يحدث على أرض الواقع ولا تلبي احتياجات السكان، مشيرة إلى أن «الهدف من هذا الكتاب هو نقل الحلول التي قدمها المجتمع المدني وإطلاق مبادرات لاستعادة التنوع البيولوجي وإعطاء الصوت لمن لا صوت لهم».
أما الباحث في العلوم الصحية، سفيان حناني، فأبرز بدوره أن هذا المؤلف الجماعي يروم منح صوت للأشخاص الذين يعانون من الإقصاء الاجتماعي والتداعيات السلبية للأزمة المناخية لتسليط الضوء على حلول مستمدة من حياتهم اليومية ونابعة منهم.
وجرى حفل التوقيع على هذا المؤلف الجماعي بحضور ثلة من الشخصيات من عوالم الثقافة والفن والإعلام.