احتضن مقر جهة الشرق بوجدة يوم الجمعة الماضي، لقاء تواصليا، نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل، حول النهوض بمجال الثقافة والشباب بالجهة.
ويندرج هذا اللقاء الذي حضره وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في إطار المقاربة التي تنهجها الوزارة في دعم الحوار والتواصل وإشراك جميع الفاعلين والخواص والمجتمع المدني في تنزيل استراتيجية النهوض بقطاعات الشباب والثقافة والتواصل.
وبهذه المناسبة، التي حضرها أيضا على الخصوص: معاذ الجامعي، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة – أنجاد، وعبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، ومحمد امباركي، المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، ومسؤولون بالوزارة، أكد بنسعيد، أن هذا اللقاء وزيارته لجهة الشرق، يندرجان في إطار الاستراتيجية الوطنية لتفعيل المفهوم الجديد المتعلق بالصناعة الثقافية، الذي هو الاستثمار في الثقافة بالمفهوم الاقتصادي.
وقال إن الأمر يتعلق باستثمارات مهمة في هذا المجال، حيث لا ينبغي للثقافة أن تظل مرتبطة بالترفيه فقط، بل أن تصبح استثمارا حقيقيا يمكن أن يوفر فرص شغل حقيقية للشباب، خاصة أن الإشكالية التي تعاني منها اليوم هذه الفئة هي معضلة التشغيل.
وأشار الوزير إلى أن تحدي الاستثمار في هذا المجال الذي ستكون البداية فيه بجهة الشرق، هو بحث ما ستقدمه هذه الصناعة الثقافية (مسرح، سينما، فنون…) في هذه الجهة، داعيا إلى انخراط الجميع، من سلطات محلية ومنتخبين وكافة الفاعلين المحليين والجهويين، في إنجاح هذه العملية.
من جهته، أكد الجامعي، أن هذه الاستراتيجية، التي اعتمدت اليوم، تهدف إلى بلورة الآليات الكفيلة بجعل الشباب محور السياسات العمومية، وكذا توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، ومساعدته على الاندماج في سوق العمل والحياة الجمعوية، وكذا تيسير ولوجه للثقافة والتواصل والإعلام والعلم والتكنولوجيا والفن والأنشطة الترفيهية.
وأبرز الدور الذي تضطلع به الثقافة والشباب والتواصل في المساهمة في رقي وتنمية الجهة، مشيرا إلى أهمية مساهمة العديد من المهرجانات والتظاهرات الفنية المقامة بالجهة في إشعاعها والتعريف بمؤهلاتها من تجهيزات وبنيات ثقافية وكذا برأسمالها البشري (أدباء، شعراء، فنانين تشكيليين، موسيقيين).
وأكد والي جهة الشرق على ضرورة الاستفادة من الموروث الحضاري والثقافي الذي تزخر به جهة الشرق في دعم عملية التنمية الاقتصادية من خلال صيانته وإعادة تأهيله وتوظيفه ودمجه في حياة المدينة عمرانيا واجتماعيا وثقافيا.
بدوره، ثمن بعوي، كافة الجهود الرامية للنهوض بالمشهد الثقافي وبقضايا الشباب على مستوى الجهة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة للاعتزاز بثراء وتنوع الهوية الثقافية التي تزخر بها الجهة من عادات وتقاليد وموروث غني يعكس مقومات الانفتاح والتنوع الثقافي بالجهة.
وبعد أن ذكر بدعم مجلس الجهة لمختلف الأنشطة والبرامج والتظاهرات الثقافية والفنية بمختلف أقاليم الجهة، أكد رئيس مجلس الجهة أنه بات من اللازم التوافق بشأن بناء رؤية تشاركية بخصوص النهوض بالمجال الثقافي وجعل الثقافة تحتل المكانة التي تستحقها باعتبارها قاطرة أساسية للتنمية وجعلها أيضا مدخلا أساسيا لتعزيز آليات التعاون الدولي اللامركزي.
وفي هذا الصدد، أكد بعوي، بالخصوص، على أهمية تأهيل وتعزيز البنية التحتية ذات الصلة بالثقافة والشباب، وبناء خطط متكاملة وتشاركية للنهوض بالمشهد الثقافي بالجهة، وإرساء أسس الصناعة الثقافية ودعم الصناعة السينمائية بالجهة والانخراط في عالم المعرفة والتواصل وتنمية الانتاج الثقافي.
وعلى هامش هذا اللقاء، قام الوزير والوفد المرافق له، بزيارة لعدد من المشاريع بمدينة وجدة؛ بما في ذلك مركز للتكوين والتأهيل المهني التابع لقطاع الشباب، والذي يشرف على تكوين عدد من نساء مدينة وجدة في مجالات مختلفة.
كما قام بزيارة تفقدية لمسرح محمد السادس الذي يعد من أكبر المسارح بالمملكة، بالإضافة إلى مركز للتعريف بالتراث بثانوية عمر بن عبد العزيز، وكذا متحف دار السبتي، ورواق الفنون “ديجيتال كرتون”.
لقاء بوجدة حول النهوض بالثقافة والشباب بجهة الشرق
الوسوم