أصدرت اللجنة التأديبية التابعة لجامعة كرة القدم، مساء أول أمس الثلاثاء، قراراتها بخصوص الأحداث اللارياضية التي عرفتها مقابلة، نهضة بركان ضد الرجاء البيضاوي برسم الجولة عشرين من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
تضمنت هذه القرارات، إنزال عقوبات الإيقاف نافذة في حق كل من محسن متولي (مقابلتان)، لقيامه بحركة لا أخلاقية، وإلياس الحداد وبكر الهيلالي (ثلاث مقابلات)، لكل واحد منهما، مع فرض غرامات مالية بمبالغ مختلفة، على اللاعبين الثلاث، وأيضا على فريقي نهضة بركان والرجاء البيضاوي.
وكما كان متوقعا، جاءت التعاليق وردود الفعل متباينة، بل متناقضة، بين معارض ومنتقد، وبين مستغرب وغير متقبل لها، مع وجود نسبة قليلة من المؤيدين لإصدار عقوبات في حق كل المخالفين.
اختلفت وجهات النظر من طرف الجمهور، بحكم درجة الانتماء، بين الرجاء والوداد على حد سواء، وكل طرف يرى الأمور من زاوية خاصة به، لكن السمة الطاغية هي افتقاد النظرة الموضوعية للتعامل مع الأحداث، وعدم الانسياق وراء أساليب الشحن والتعصب والانفعالات الزائدة.
فالرجاويون رأوا في توقيف متولي والحداد، قرارا مبالغا فيه، بل تصفية حسابات، وتصعيدا من طرف الجامعة، وذهب البعض إلى وصف العقوبات بمثابة إعلان “حرب” على الرجاء، وعدم رغبة الجهاز المشرف على كرة القدم الوطنية، في تتويج الرجاء بلقب البطولة.
في نفس سياق الرفض، جاء رد فعل جمهور الوداد، مع العلم أن فريقه ليس طرفا في المقابلة التي شهدت الأحداث المؤسفة، لكن رفض الوداديين، جاء مختلفا عن الجانب الرجاوي، فكل تعاليق الغريم التقليدي، أجمعت على أن العقوبات جاءت مخففة، ولا ترقى إلى مستوى السلوك الذي صدر عن اللاعبين، ووصفت ذلك بنوع من المجاملة من طرف الجامعة اتجاه الرجاء.
تعاليق الجانب الودادي ذهبت إلى حد المقارنة بين ما صدر من عقوبات الآن، وما سبق أن قضت به نفس اللجنة، في حق إسماعيل الحداد ويحيي جبران، مع أن سلوك لاعبي الوداد -لم يصل في نظرهم- إلى مستوى الحركة اللا أخلاقية التي قام بها متولي، أو تبادل الضرب واللكم، بين الحداد الذي يتحول بين الفينة والأخرى، إلى ملاكم، والهيلالي اللاعب المنفعل على الدوام، والذي لا تمر مباراة دون أن تصدر عنه سلوكات تخلق جوا من التوتر وكثرة الاحتجاجات.
يبقى الطرف ثالث وهو الجمهور البركاني، فهو الآخر ينتقد ويندد، حتى وإن كان تأثيره لا يصل إلى مستوى الغريمين التقليدين، إلا أن هناك إصرارا على إسماع الصوت، مع التعبير عن رفض ما أسماه بـ “نوع من الامتياز” الممنوح لجهة على حساب أخرى.
هناك تفاعل جهة رابعة، تتمثل في الجانب المحايد الذي يرى في أحداث ملعب بركان خطرا على كرة القدم الوطنية، وتهديدا لسلامة الممارسة الرياضية عموما، مع المطالبة باتخاذ قرارات وإجراءات صارمة، قصد تفادي الوصول إلى منحى خطير، على غرار الأحداث المؤسفة التي شهدها الدوري المكسيكي يوم، وما أسفرت عنه من جرحى في مشاهد صادمة ومروعة هزت العالم.
إذن التصعيد هو السلوك الطاغي حاليا على مختلف ردود الفعل، في انتظار موقف مسؤولي فريقي الرجاء ونهضة بركان، المفروض من جانبهما أن يذهبا في اتجاه تهدئة الأوضاع وعدم وراء التصعيد وتجنب الركوب على أمواج الشعبوية القاتلة…
>محمد الروحلي