تفاجأ الرأي العام الرياضي الوطني، بخبر استبعاد الدولي السابق مصطفى حجي من منصبه، كمدرب مساعد لوحيد خاليلوزيتش، على رأس الإدارة التقنية للفريق الوطني المغربى لكرة القدم.
حتى الآن، لم يصدر أي بلاغ عن إدارة الجامعة، لا بتأكيد الخبر أو نفيه، إلا أن مجموعة من المصادر المتطابقة، أكدت أن الخبر صحيح، وأن قرار الاستبعاد اتخذ على عجل نهاية الأسبوع الماضي، علما أن مصادر مقربة من حجي، أكدت الأسبوع الماضي أن صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لسنة 1998، أسر خلال تواجده بمدينة مراكش لبعض مرافقيه، أنه لم يعد يرغب في الاستمرار داخل الفريق الذي يقوده المدرب البوسني، وأنه يفضل تغيير الأجواء.
هناك روايات متعددة حول أسباب الاستغناء عن حجي، بعد ثماني سنوات بمنصب عايش خلاله ثلاث مدربين، البداية كانت مع بادو زاكي، مرورا بالفرنسي هيرفي رونار، وصولا إلى الناخب الحالي وحيد خاليلوزيتش.
فترة طويلة كان من المنتظر أن يظهر خلالها حجي تطورا ملموسا، ورغبة ملحة في تغيير مساره نحو الأفضل، بأخذ المكانة التي يستحقها كاسم بارز على الصعيد الدولي، شريطة الخضوع للتكوين وتنمية المدارك…
إلا أن حجي فضل البقاء في الظل، والاكتفاء بالمنصب الذي أوكل له منذ التحاقه بالطاقم التقني للمنتخب، وغياب الطموح الذي أثر بالفعل على صورة نجم حقيقي أعطى الكثير كلاعب، وكان الجميع ينتظر منه أن يعطي أكثر كإطار من مستوى عال، قادر على خدمة كرة القدم الوطنية من موقع آخر، إلا أنه -للأسف-أظهر محدودية غريبة نوعا ما.
جاء استبعاد حجي لينهي الكثير من الجدل الذي أثير حول دوره في المنتخب خلال السنوات الأخيرة، منها سلبية المهمة التي يقوم بها، واتهامه بإثارة المشاكل، وتحميله مسؤولية ابتعاد لاعبين عن صفوف المنتخب، كما هو الحال بالنسبة لعبد الرزاق حمد الله، وبعده الثنائي المثير للجدل، حكيم زياش ونصير مزراوي.
كل هذه الاتهامات التي لا تستند على معطيات ملموسة، أثرت بالفعل على صورته، إلى درجة تحولت قضية إبعاده، إلى مطلب أساسي بالنسبة للرأي العام الرياضي الوطني.
وبالرغم من كل هذه الحيثيات، يبقى قرار الإبعاد غريبا نوعا ما، سواء في توقيته أو طريقة إخراجه، خصوصا وأنه جاء أياما فقط قبل موعد سفر البعثة المغربية إلى الكونغو الديمقراطية، لخوض مباراة الذهاب بكينشاسا.
هذه السرعة في التنفيذ، تؤكد أن أمرا ما حدث، لم يكن بالإمكان تجاوزه، أو انتظار مرور المواجهة المزدوجة ضد الكونغو، مما عجل باتخاذ قرار لم يكن منتظرا في هذا التوقيت بالذات.
ودائما في غياب أي توضيح رسمي من طرف إدارة الجامعة، فإن مصادر صحفية تؤكد أن حجي سيتم تكليفه بمهام أخرى، داخل الإدارة التقنية الوطنية.
المهم أن حجي يستحق أن يكون له دور ضمن تركيبة كرة القدم الوطنية، إلا انه مطالب من جانبه بالتطور، وإظهار رغبة قوية في كسب المكانة التي يستحقها كاسم كبير، كثيرا ما أسعد الجمهور الرياضي، بعطاءات لا تنسى…
محمد الروحلي