كانت الأسماء الإبداعية في مختلف المجالات: القصة، الشعر، المسرح، التشكيل.. إلى غير ذلك، حتى وقت قريب، معدودة جدا، إلى حد أنه يمكن تذكر أسمائها دون عناء، بالنظر إلى أن الساحة الثقافية كانت لا تزال بكرا، إذا صح التعبير، غير أنه في العقدين الأخيرين على الأقل، تضاعف حضور المبدعين على اختلاف اتجاهاتهم.
في هذه السلسلة، تفتح جريدة بيان اليوم، على امتداد الشهر الأبرك، نافذة للإطلالة على عوالم الأسماء البارزة الممثلة للجيل الجديد، وللإصغاء إلى انشغالاتها وطموحاتها.
القاصة نجاة الجحيلي: أحب التمرد على القوالب الجاهزة
نجاة الجحيلي، كاتبة قصصية نشيطة، راكمت عدة نصوص في هذا المجال، تنشر في الصحف الورقية والمجلات الإلكترونية، وتستعد لجمع هذه النصوص في أضمومة أو أكثر.
كان احتكاكها بنصوص إبداعية لكتاب عالميين: مكسيم غوركي، دوستويفسكي، إميل زولا، البير كامو، نجيب محفوظ، حيدر حيدر، حنا مينة، عبد الرحمان منيف.. إلى جانب كتاب مغاربة، دافعا قويا لها لأجل الانخراط في الإبداع الأدبي.
< كيف كان انخراطك في مجال الإبداع الأدبي؟
> انخراطي في مجال الإبداع لم يكن وليد الصدفة، بل كان في صلب اهتماماتي، من خلال قراءة النصوص الإبداعية لكتاب عالميين وعرب كبار: مكسيم غوركي، دوستويفسكي، إميل زولا، البير كامو، نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، حيدر حيدر، حنا مينة، عبد الرحمان منيف.. وغيرهم من الكتاب الذين بصموا على مسارات إبداعية رائدة في الرواية والقصة.
ومن خلال القراءة والتتبع، بدأت تساورني فكرة الانخراط في الإبداع بصفة عامة وكتابة القصة بصفة خاصة.
< ما هي أهم أعمالك الإبداعية؟
> أهم أعمالي تم تنقيحها ونشرها في بعض المنابر الأدبية والإعلامية، ومنها عدد من القصص القصيرة المنشورة على صفحات “بيان اليوم”، من بينها: أوراق الخريف – زمن غادر – فرحة زائفة – بين دروب غرناطة – اعترافات..
* ما هي الرسالة التي تحملها هذه الأعمال؟
> رسالتي في كل الإبداعات هي رسالة سلام. رسالة تلفت الانتباه إلى أن هناك أناسا يعيشون المحن في صمت ويكابدون المشاق في المعيش اليومي ولا أحد يتحدث عنهم وينتبه لمعاناتهم (خصوصا المرأة ). هذه هي رسائلي في إبداعاتي القصصية.
< ما هي الأعمال الأدبية التي كان لها أثر على تجربتك الإبداعية؟
> الأعمال التي كان لها أثر في حياتي يمكن تصنيفها كما يلي:
أعمال عالمية: “الأم” لمكسيم غوركي، “الحرب والسلم” لتولستوي، “البؤساء” لفيكتور هيغو… وعلى الصعيد العربي، أذكر الروائيين: نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، حنا مينة، عبد الرحمان منيف… وهناك أعمال للعديد من الكتاب المغاربة: محمد زفزاف، أحمد المديني، خناثة بنونة، الطاهر بنجلون، ليلى أبوزيد، محمد برادة..
< هل يمكن الحديث عن منحى تجريبي في إنتاجك الإبداعي؟
> التجريب كما يعرفه أغلب النقاد هو “تكسير المألوف وعدم الاستكانة للجاهز في عالم الإبداع”. ويستند التجريب على فلسفة إبداعية تؤطرها “المغايرة الخلاقة” أساسها الاستغلال الأمثل للقدرات القاضية بتدعيم التطور الفني، الجمالي والدلالي للإبداع السردي، وذلك وفق “مسار تعاقبي”، قوامه توليد الجديد من المتداول. وتشييد النصوص التي تخلخل الجاهز وتتمرد عليه.
من هذا المنطلق يمكن الإشارة إلى المنحى التجريبي في نصوصي الإبداعية من خلال التمرد على القوالب الجاهزة للقصة. فكل نص يتشكل وفق بنية مختلفة تعتمد خلخلة الأزمنة وتشييد أمكنة أخرى مغايرة، تبعا لشخصيات وأفكار النص القصصي. وكل نص له خصوصياته وبنيته السردية.
< كيف هي علاقتك بالتواصل الرقمي؟
> التواصل الرقمي ضرورة راهنة لا مناص منها، فأغلب الكتابات والرسائل أصبحت لصيقة به، لأنه طغى على أغلب مناحي الحياة. لذا بات من الضروري التأقلم مع هذا الوافد الجديد والاعتماد عليه في التراسل والكتابة.
< هل يمكن الحديث عن منعطف جديد في التجربة الإبداعية للجيل الحالي؟
> نعم يمكن الحديث عن ذلك، نظرا لوجود منصات التواصل الاجتماعي، فبفضلها تمكن العديد من المبدعين الخروج إلى العلن بعدما كان من الصعب إيجاد موطئ قدم في الجرائد الوطنية والمنتديات الأدبية. وهنا أتحدث عن المنابر الإعلامية الالكترونية الجادة التي تحترم نفسها وتحترم قراءها.
< ما هي مشاريعك الإبداعية القادمة؟
> هناك بعض الأعمال القصصية في طور الإنجاز وهناك مشروع “مجموعة قصصية” تلم شتات القصص القصيرة المنشورة هنا وهناك، أي في منابر إعلامية مختلفة.
> إعداد: عبد العالي بركات