جرى أول أمس السبت، انتخاب زكية السكدالي رئيسة جديدة لمنتدى فتيات المغرب، وذلك في ختام أشغال مؤتمره الوطني الثاني الذي احتضنته مدينة طنجة ما بين 23 و 25 شتنبر الجاري بمشاركة حوالي 150 مؤتمرة من مختلف فروع المنظمة على الصعيد الوطني.
وجاء انتخاب زكية السكدالي رئيسة جديدة للمنتدى بعد انتخاب عضوات المجلس الوطني الجديد الذي يعد برلمان المنتدى، وكذا انتخاب عضوات المكتب التنفيذي البالغ عددهن 20 فتاة أوكلت لهن مهمة تنفيذ مقررات المؤتمر الوطني الثاني لهذه المنظمة الموازية لمنظمة شباب حزب التقدم والاشتراكية.
وخلال الجلسة الختامية لهذا المؤتمر الذي انعقد تحت شعار “تمكين الفتيات مدخل لتحقيق التنمية المستدامة والمساواة”، دعا محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عموم الشباب المغربي إلى الانخراط في العمل السياسي الجاد والملتزم، أو في العمل الموازي للعمل السياسي، في إطار المنظمات الشبابية، على غرار منظمة الشبيبة الاشتراكية التي يتطلب الانخراط فيها الكثير من الالتزام والكثير من الوفاء والتضحية والصبر والكثير من التطلع إلى المستقبل.
واعتبر محمد نبيل بنعبد الله، أن مناضلات منتدى فتيات المغرب، ومن خلالهن مناضلي ومناضلات الشبيبة الاشتراكية، نموذجا للشباب الواعي والملتزم الذي اختار الانخراط في العمل السياسي الجاد والهادف، خاصة وأن الأغلبية الساحقة من الشباب غير منخرطين في أي منظمة، سواء كانت مدنية أو سياسية.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن وجود شابات بمنتدى فتيات المغرب وبمنظمة الشبيبة الاشتراكية، يبعث الأمل على أن هناك من سيحمل مشعل النضال في حزب التقدم والاشتراكية، الحزب الذي يبقى، رغم المظاهر السلبية التي تطغى على الحقل السياسي الوطني متميزا بحيويته وقدرته على النضال وعلى بلورة المواقف، والسعي من أجل مواجهة هذا الواقع الذي وصفه بـ”المتردي”، وكذا التواجد إلى جانب فئات عريضة من الشعب المغربي من أجل تصحيح المسار ومن أجل الدفع بالمسلسل الإصلاحي، وهو الأمر الصعب، بحسب بنعبد الله، خاصة في ظل أزمة الثقة في المشهد السياسي، ووضع جميع الأحزاب السياسية في خانة واحدة دون التميز فيما بينها، لا من حيث التاريخ ولا من حيث الجدية في العمل، ولا من حيث تواجد مناضلين ومناضلات ملتزمين، حقيقة، بقضايا الوطن والشعب.
وأوضح محمد نبيل بنعبد الله ، أن الحزب هو ذات جماعية، ولا يمكن اختزاله في شخص واحد، مهما كانت أهميته وقدرته، مشيرا إلى أن النضال القاعدي في القرى أو في المدن أو بالمجالس المنتخبة قد تكون له أهمية أكثر من الخطابات التي تصدر أحيانا من القيادة الوطنية، كما أن تغيير الواقع الصعب، يفرض بالضرورة، يضيف المتحدث، الانخراط في العمل السياسي وفي حزب التقدم والاشتراكية الذي يسعى لمحاربة الظلم، وإلى إقرار المساواة بين الجنسين.
وأكد محمد نبيل بنعبد الله على أن تسريع وتيرة تحقيق المشروع الديمقراطي الذي يناضل من أجله حزب التقدم والاشتراكية، يفرض بالضرورة المساهمة الواعية والفاعلة للمرأة المغربية والفتاة المغربية بشكل خاص، مبرزا الصعوبات التي يواجهها العمل السياسي الجاد، في هذا الباب، خاصة خلال انتخابات الجماعات الترابية، خاصة القروية منها، حيث يصعب إيجاد نساء وفتيات منخرطات في العمل السياسي وقادرات على الانخراط في المعارك الانتخابية.
وأشار القيادي الحزبي، إلى أن حزب التقدم والاشتراكية من خلال تنظيماته الموازية وفروعه المحلية والإقليمية والجهوية يسعى لتحضير خزان من الفتيات والنساء المناضلات من أجل خوض المعارك الانتخابية في مختلف مستوياتها، ومن أجل احتلال مواقع تمكن من المساهمة في إنجاح المشروع الفكري التحرري والديمقراطي الذي يحمله حزب التقدم والاشتراكية، مؤكدا على استحالة تقدم المجتمع المغربي دون تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل.
وفي السياق ذاته، شدد محمد نبيل بنعبد الله على مجموعة من القضايا التي يتعين تكثيف النضال من أجل تحقيقها، وفي مقدمتها مدونة الأسرة التي شكلت تقدما في بداية الألفية، لكنها اليوم أصبحت متجاوزة، بحسبه، وبات من الضروري أن تلامس مواضيع وقضايا أساسية في إطار السعي نحو المناصفة والمساواة.
ومن جملة القضايا التي يتعين على مدونة الأسرة إيجاد حل لها، ومنعها بشكل جذري ونهائي هي مسألة تزويج الفتيات القاصرات، لأنه من غير المقبول، يقول بنعبد الله “أن تغتصب الفتيات الصغيرات في حياتهن بشكل عام، تحت أية ذريعة كيفما كانت”، لافتا الانتباه إلى وضعية الفتاة القروية وعلاقتها بالتمدرس وأيضا بالتشغيل وغيرها من القضايا ذات الصلة التي يتعين النضال من أجلها ومن أجل تعزيز المسار الديمقراطي في بلادنا.
وربط الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية تراجع حيوية النضال من أجل المساواة ومن أجل حقوق النساء، بتراجع حيوية النضال من أجل حقوق الإنسان والنضال من أجل توسيع الديمقراطية وحرية التعبير والحريات الفردية والجماعية بشكل عام، وكذا بتراجع هذه الحيوية في واجهات نضالية أخرى نقابية وسياسية.
وبالمناسبة، دعا بنعبد الله مناضلات منتدى فتيات المغرب، ومناضلي ومناضلات الشبيبة الاشتراكية إلى جعل المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب التقدم والاشتراكية، المزمع عقده 11 -12 و 13 نونبر المقبل، محطة أساسية تشكل حدثا أساسيا، من أجل إبراز قضايا مختلفة، بعضها مرتبط بالوضع السياسي العام وبالأفق الغير واضح، وبهذه الحكومة الضعيفة، التي قال إنه “يتعين تنبيهها بذلك، وأن عليها أن تستيقظ من سباتها، وصمتها في ظل التهاب الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة التي باتت ترهق الأسر المغربية”.
وشدد الأمين العام على رغبة قيادة حزب الكتاب في جعل المؤتمر الوطني الحادي عشر فرصة لإيقاظ مجموعة من الأوساط وإسماعها صوت حزب التقدم والاشتراكية بكل الأساليب الديمقراطية المشروعة، والعمل بالآليات التي ينص عليها الدستور من أجل التأثير في القرار السياسي، وأن يتم إبراز العديد من القضايا المرتبطة بالديمقراطية وبالوضع الاقتصادي العام، بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي الذي يعرف تردي غير مسبوق في النقاش العام الذي يسبق المؤتمر.
وبدوره قال يونس سيراج، الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، “إن إعادة إحياء منتدى فتيات المغرب ينطلق من قناعة شباب حزب التقدم والاشتراكية، بأن أي تقدم فعلي لن يكتب له النجاح دون إشراك حقيقي للمرأة في جميع المجالات، السياسية منها والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية”، مشيرا إلى أنه من منطلق هذه القناعة ومن تشبعها المبدئي بالقضية النسائية عامة و قضية الفتاة بصفة خاصة، وبعد تفكير عميق وتحليل ملموس وواقعي لوضعية الفتاة بالمجتمع وبناء على التحديات الناشئة التي يعرفها السياق الوطني والدولي، التي أصبحت تؤثر بشكل مباشر على وضعية النساء والفتاة في كل أماكن تواجدهما،ارتأت منظمة الشبيبة الاشتراكية ضرورة بعث نفس جديد لمنتدى فتاة المغرب، باعتباره منظمة موازية للشبيبة الاشتراكية.
وأضاف يونس سيراج، أن هاجس قيادة الشبيبة الاشتراكية، ظل دائما هو الرغبة في بناء فضاء قادر على زرع ثقافة مجتمعية داعمة، وحاضنة لتعزيز قيم المساواة بين الجنسين ويقوي تمكين المرأة والفتاة على حد سواء من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، مشيرا إلى أن ذلك ينسجم مع مدرسة حزب التقدم والاشتراكية التي كان لها السبق في تبني مواقف مناصرة ومدافعة عن حقوق المرأة منذ الحزب الشيوعي المغربي، مرورا بحزب التحرر والاشتراكية، فحزب التقدم والاشتراكية.
وبحسب الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، فإنه على الرغم مما تحقق لفائدة المرأة المغربية خاصة ما يتعلق بتعزيز الترسانة القانونية من خلال المصادقة على الصكوك الدولية ذات الصلة بحقوق النساء، فإن ذلك غير كاف للنهوض بحقوق المرأة و الفتاة، والتي تتطلب في نظره، مساءلة الإرادة السياسية الهادفة إلى الدفع قدما لترسيخ ثقافة مجتمعية تقضي بترسيخ الفعل الديمقراطي وتؤمن بفعلية المساواة وفاعليتها.
وأوضح سيراج أن بلوغ تلك الغايات كان من أبرز حوافز الشبيبة الاشتراكية، كشبيبة تقدمية، من أجل إحياء منظمة موازية تهتم بالفتاة و بسط إطار وطني يجعلها تناضل داخله من أجل نفس ديمقراطي جديد يروم تنزيل بنود الدستور المتعلقة بالمناصفة وتمكين النساء والدفع في اتجاه بدل جهد تشريعي كبير في هذا الباب.
وقال يونس سيراج “إن النضال من أجل تنزيل بنود الدستور المتعلقة بالمناصفة، يجب أن يكون اليوم، أولوية نضالية يجب أن نؤسس لها وننخرط فيها إلى جانب كل القوى التقدمية التي لها نفس النظرة والتوجه والمبادئ، في ظل تغييب السياسيات العمومية للعدالة و الرعاية الاجتماعية خاصة بالنسبة للمطلقات والأرامل ومحاربة الهشاشة و الفقر و البطالة التي أصبحت موسومة بتاء التأنيث، و الإصلاح الجذري لمنظومة التربية والتعليم ومحاربة الأمية والهذر المدرسي والتهميش والنهوض بوضعية النساء والفتاة بالبوادي والقرى وهوامش المدن، ونبذ كل أشكال التمييز ضدها، وإرساء بنود قانونية تقطع قطعا نهائيا مع تزويج القاصرات، وتشديد العقوبات المتعلقة بالاغتصاب خاصة في حق القاصرات”.
من جانبها، أكدت فاطمة الزهراء برصات عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية رئيسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني لمنتدى فتيات المغرب، أن إعادة إحياء منتدى فتيات المغرب بعد عشرين سنة من الجمود، لم يكن عبثا، بل كان مفكر فيه من أجل إعادة بعث الروح في هذه المنظمة التي تعنى بقضايا الفتاة المغربية من داخل منظمة الشبيبة الاشتراكية.
وذكرت فاطمة الزهراء برصات أن قضية المساواة والنضال من أجل تمكين النساء وإقرار حقوقهن، تعتبر معطى أساسيا ومحوريا في نضال حزب التقدم والاشتراكية على مختلف الواجهات، وذلك بالنظر إلى إيمانه الراسخ بأنه لا يمكن تحقيق التنمية والتقدم المجتمعي دون إقرار المساواة بين النساء والرجال، مشيرة إلى أن مغرب القرن الواحد والعشرين لم يتمكن بعد من استثمار رأسماله البشري خاصة النساء، على الرغم من المجهودات التي تم تحقيقها بفضل نضالات القوى الحية والتقدمية في البلاد، ضمنها حزب التقدم والاشتراكية والجمعيات النسائية والحركة الحقوقية.
وبحسب رئيسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فإن المسار الحقوقي الذي توج بدستور 2011 يعتبر دستور الحقوق والحريات بامتياز حيث نص لأول مرة في دساتير المملكة، على السعي نحو تحقيق المساواة ما بين النساء والرجال في الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، بالإضافة إلى السعي نحو تحقيق المناصفة.
وفي الموضوع ذاته، قالت برصات “إن دستور 2011 بات يوفر مجموعة من الضمانات الأساسية، والتي كانت مسبوقة بمجموعة من المبادرات الرامية إلى تعزيز حضور النساء في الحياة السياسية من خلال اعتماد آلية التمييز الإيجابي لتمكين النساء من التواجد داخل المؤسسات المنتخبة والمساهمة في بلورة القرار السياسي”، مؤكدة على أن كل ذلك غير كاف من أجل الوصول إلى المساواة الفعلية، والتي لا يمكن تحقيقها، فقط عبر التمييز الإيجابي الذي يبقى آلية انتقالية فقط، من أجل الرفع من منسوب الوعي المجتمعي بضرورة وحيوية تواجد المرأة في المؤسسات المنتخبة، وبالتالي تضيف المتحدثة “فإن تحقيق المساواة الفعلية التي رسمها دستور 2011 تمر بالضرورة بمعالجة الأسباب الجهورية التي تحول دون ذلك، على المستوى القانوني والسياسي والثقافي والمجتمعي”.
وبدورها ذكرت زكية السكدالي الرئيسة الجديدة لمنتدى فتيات المغرب، أن النقاشات التي عرفها مؤتمر المنتدى كانت نقاشات عميقة، سلطت الضوء على العديد من القضايا الجوهرية المرتبطة بالنهوض بأوضاع وحقوق الفتاة المغربية، ومن أجل تبوئها المكانة اللائقة بها داخل المجتمع المغربية.
وعرجت زكية السكدالي على ما ورد في دستور 2011 من مكتسبات تروم تعزيز المساواة بين الرجال والنساء، وتمكينهن من حقوقهن المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبيئية والثقافية، مشيرة، في السياق ذاته، إلى المعاهدات والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب والتي تروم القضاء على كل أشكال التمييز، وتؤكد على التزام المغرب بالنهوض بوضعية المرأة والفتاة المغربية وتمكينها من كافة حقوقها.
وأعربت رئيسة منتدى فتيات المغرب عن أسفها، لكون الواقع الفعلي للمرأة وللفتاة المغربيتين لا يرقى إلى مستوى النصوص والقوانين التي توجد في المغرب وفي مقدمتها الدستور، مشيرة إلى أن وضعية الفتاة في المغرب، تبقى مقلقلة ولا تبعث على الاطمئنان، على مختلف المستويات من الهذر المدرسي إلى تزويج القاصرات، مرور بتفشي الفقر والهشاشة، والاستغلال الاقتصادي والأمية والتمييز المبني على النوع الاجتماعي، كل هذه مظاهر السلبية، تعيق، في نظر زكية السكدالي تحقيق التنمية في المجتمع المغربي.
*************
عضوات المكتب التنفيذي لمنتدى فتيات المغرب المنتخب:
الرئيسة: زكية السكدالي
عضوات المكتب:
وفاء بعلاوي، شيماء مسكي، أميمة العراك، حسناء مورادي، يسرى خالد، لمياء جمان، نجلاء بناكة، كوثر المقدمي، إيمان الشهبي، أمينة بارصة، دنيا بوقشقوش، فاطمة غميد، هند الرحموني، خديجة بوتالهوت، إيناس حتى، نجوى الشادلي، هبة بنغنية، سناء بهلول، خولة النويري، هادية العبدلاوي، يسرى بنخيرة.***
< محمد حجيوي