وقفت اللجنة المركزية للتحكيم التابعة لجامعة كرة القدم، من خلال ندوتها الأسبوعية، على أغلب الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، عرفتها مقابلة الديربي بين فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، برسم الدورة السادسة من البطولة الاحترافية لكرة القدم.
أغلب الحالات التي خلفت نقاشات واسعة واحتجاجات متزايدة وبلاغات منددة، كان من الضروري الوقوف عليها، وشرحها بالتدقيق والمعالجة، قصد جعل المتتبع في الصورة كاملة، ووضع طاقم التحكيم وتقنية “الفار” تحت مجهر المتابعة والمساءلة…
وحسب عضو اللجنة المركزية للتحكيم، الحكم الدولي السابق بوشعيب لحرش، تبين من خلال استعراض أغلب الحالات المثيرة للجدل، أن طاقم التحكيم كان موفقا في قراراته، ولم يرتكب أخطاء مؤثرة على مجريات المباراة أو نتيجتها…
تعددت الحالات التي أثير حولها نقاش كبير، سواء بالنسبة للهدف الأول الموقع لفائدة الوداد من طرف أيمن الحسوني، أو الخطأ المرتكب من طرف المدافع الأوسط للوداد الجزائري بن عيادة، نفس الأمر بالنسبة لشكوك حامت حول عدم الإعلان عن ضربة جزاء، بعد لمس الكرة يد يحيى جبران خلال الجولة الثانية.
تبين من خلال التفسيرات المقدمة خلال ندوة أول أمس الثلاثاء، أن القرارات المعلنة من طرف الحكم بمساعدة تقنية الفيديو كانت صحيحة، إلا أن هناك ملاحظة تتعلق بعدم إدراج اللقطة التي منح على إثرها الحكم ضربة جزاء للرجاء، والتي سجل من خلالها هدفها الوحيد بواسطة محمد الناهيري.
ورغم كل ما جاء خلال هذه الندوة التحكيمية، فلازال هناك من يشكك ومن يزايد، ومن يقدم تفسيرات تجادل أصحاب الاختصاص والدراية والتكوين، بل هناك من يرفض كل شيء، لإقناع نفسه أن هناك مؤامرة ضد الرجاء، وهناك من يسعى لعرقلة مسارها، مع سبق الإصرار والترصد…
صحيح أن حدوث أخطاء وهفوات وقرارات غير صحيحة أمر وارد، لكننا لا نعتقد أن أطوار المباراة شهدت حالات تحكيمية، أثرت بالفعل أخطاء مجريات المباراة ونتيجتها، ورجحت كفة فريق على حساب آخر، فهذا غير مثبت من طرف أية جهة محايدة، تنظر للأمور بالعين المجردة، وليس بمنظار العاطفة والمزايدة، وغرض التصعيد والقراءات المبنية على حسابات خاصة…
والواقع أن الأحكام الجاهزة، والقرارات والمواقف المسبقة، والشحن المتزايد وطغيان ثقافة الشك، والسعي بشتى الطرق لتصدير الأزمة، ومحاولات التغطية على سوء تدبير المرحلة…كلها حيثيات وضعت الحكام في قفص الاتهام، بل جعلت طاقمه مذنبا، قبل وأثناء وبعد المقابلة، دون تمتيع أفراده بالحق في محاكمة عادلة ومنصفة…
رسالة لأصدقائنا الرجاويين، ابحثوا عن الأسباب الحقيقية وراء تعثر بداية هذا الموسم، فلا الحكم جيد ولا زميله سمير الكزاز، ولا حتى يحيى حدقة وراء أزمة النتائج التي يمر منها الفريق الأخضر، هناك أسباب مباشرة وأخرى هيكلية وتسييرية وراء هذا التعثر، وهناك أمرا غاية في الأهمية، لابد من شذ الانتباه إليها، ويتجلى في انعكاسات الشحن الزائد والترويج غير الصحيح للاتهامات المجانية وإلصاق التهم بالطرف الآخر … فهي سلوكات غير سليمة تماما يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، ليست في صالح أي طرف…
>محمد الروحلي