يحيي العالم، يومه الخميس فاتح دجنبر، اليوم العالمي لمكافحة داء السيدا، وهو الداء الذي مازال يعتبر برأي منظمة الصحة العالمية “أحد أبرز مشاكل الصحة العامة”، إذ أدى حتى الآن إلى وفاة نحو 40.1 مليون شخص. وفي عام 2020، توفي 680 ألف شخص لأسباب متعلقة بالفيروس وأصيب بالفيروس 1.5 مليون شخص.
كما تشير تقديرات المنظمة الأممية إلى أن عدد المصابين بالفيروس بلغ 38.4 مليون شخص في نهاية عام 2021، ويعيش أكثر من ثلثي هؤلاء المصابين (25.6 مليون شخص) في إفريقيا.
وتحيي المنظمة اليوم العالمي لمكافحة السيدا 2022 في ظل مخاوف مما تراه “خطرا” يهدد الجهود العالمية في هذا الاتجاه، وذلك بسبب التعثر الذي يشهده، خلال السنوات الأخيرة، مسار التقدم نحو الأهداف المرجوة، واضمحلال الموارد، فضلا عن أوجه اللامساواة في إجراء الفحوصات وتلقي العلاجات الضرورية، واستتباب مظاهر الوصم والتمييز اتجاه المتعايشين مع المرض، خصوصا من النساء والأطفال ومختلف الفئات المجتمعية الهشة.
ولذلك اختارت المنظمة شعار “الإنصاف” للاحتفال مع شركائها باليوم العالمي لهذا العام، داعية قادة ومواطني العالم إلى الاعتراف الجريء بأوجه عدم المساواة التي تعيق مساعي القضاء على السيدا، ومعالجتها، وتحقيق المساواة في إتاحة الخدمات الأساسية.
ولحد الآن، لا يوجد علاج لعدوى الفيروس. لكن في ظل تزايد إتاحة الوسائل الفعالة للوقاية من عدوى الفيروس وتشخيصها وعلاجها، بما فيها حالات العدوى الانتهازية، أصبحت العدوى حالة صحية مزمنة يمكن تدبيرها علاجيا، مما يمكن المصابين بالفيروس من العيش أعمارا طويلة متمتعين بصحة جيدة.
وعلى الصعيد العالمي، كان 28.2 مليون شخص من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس يحصلون على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في عام 2021. وبلغ مستوى التغطية العالمية بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية في عام 2020 نسبة 73%. ومع ذلك، يلزم، حسب منظمة الصحة، بذل المزيد من الجهود من أجل زيادة نطاق العلاج، ولاسيما علاج الأطفال والمراهقين. وبحلول نهاية عام 2020، كان 54% فقط من الأطفال والمراهقين يحصلون على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.
وقبل الوصول إلى مرحلة العلاج، يعد الولوج إلى الفحوصات والتحاليل المخبرية ضرورة مهمة في استراتيجية مكافحة الداء والوقاية منه. وينصح الخبراء بعمل فحص تحليل فيروس نقص المناعة المكتسبة ولو مرة في العمر على الأقل. وتفيد التقديرات أن 13% ممن تعرضوا إلى مصادر العدوى من المصابين قد لا يعرفون فعلا أنهم مصابين. وتكون معرفتهم بالمرض بعد تغلغل الفيروس وتأثر الجهاز المناعي لديهم بشكل كبير مما يزيد من صعوبة الحالة ويعقد بروتوكولات العلاج.
“السيدا مازال كاينة… لنتبرع”
في المغرب، يتزامن إحياء اليوم العالمي لمكافحة السيدا مع إطلاق النسخة التاسعة لحملة “سيداكسيون المغرب 2022” التي تنظمها جمعية محاربة السيدا تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وتقام خلالها حملات للتوعية وجمع التبرعات في جميع أنحاء المغرب ما بين 1 و31 دجنبر الجاري.
وتنطلق الحملة، هذه السنة، في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19 على جهود الاستجابة لفيروس نقص المناعة في المغرب والانخفاض الحاد في تمويل مكافحة الفيروس، مما دعا جمعية محاربة السيدا إلى رفع شعار “السيدا مازال كاينة… لنتبرع!” لهذه الحملة.
وذكر بلاغ أصدرته الجمعية، بالمناسبة، وتوصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن بيانات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تظهر “انخفاضا كبيرا” في عدد اختبارات الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري التي أجريت في المغرب على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث تم إجراء 275.439 اختبارا للكشف عن فيروس نقص المناعة البشري المكتسب في سنة 2021 مقارنة بـ300.640 في سنة 2020 و388.141 في سنة 2019. كما سجل انخفاض بنسبة 30٪ مرتبط بشكل خاص بوباء كوفيد-19، وهذا ما يفسر أنه في سنة 2021، لا يزال واحد من كل ستة أشخاص متعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري يجهل إصابته بالفيروس مما يحد من فرصة تلقيه للعلاج وعدم نقله الفيروس.
وتهدف النسخة التاسعة من سيداكسيون المغرب إلى جمع التبرعات التي ستسمح بالحفاظ والاستمرار في تنزيل برامج التوعية، التحسيس، والكشف وكذلك التكفل. وبالتوازي مع حملة التبرعات، ستنظم حصص للتوعية والتحسيس للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري في المدارس العمومية والخاصة.
كما تستمر، في نفس الفترة، فعاليات حملة الكشف الوطنية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في نونبر المنصرم، يشراكة مع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة السيدا بالمغرب ومبادرة من الائتلاف المدني لمحاربة السيدا.
< سميرة الشناوي