انسجام المغرب مع عمقه الإفريقي

جددت منتخبات أفريقية مرة اخرى، طلباتها لخوض تصفيات كأس أمم أفريقيا القادمة بالمغرب، بعد تعذر إجراء الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس أفريقيا للأمم «الكان» بالكوت ديفوار، فوق ملاعبها.
وحسب ما هو متوفر من أخبار، فإن عدد الطلبات وصل إلى عشر منتخبات وهى : غينيا كوناكري، غينيا بيساو، الكونغو الديمقراطية، بوركينافاسو، ليبيريا، السودان، افريقيا الوسطى، النيجر،غامبيا، وساوتومي.
جاء ذلك، بعد رفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم المصادقة على تأهيل ملاعب هذه المنتخبات، نظرا لعدم استجابتها لدفتر التحملات، والشروط المطلوبة لإجراء مباريات كرة القدم، في ظروف عادية ومناسبة.
وليست هذه المرة الأولى التي تتقدم فيها دولا أفريقية، بنفس الطلب للمغرب، فقد سبق احتضان مباريات رسمية، تدخل في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم، أو كأس العالم، بمجموعة من الملاعب مدن مراكش، الرباط، الدار البيضاء وغيرها.
والأكيد أن المغرب لا يمكنه رفض استقبال منتخبات تمثل بلدان أفريقية صديقة وشقيقة، وهو موقف مبدئي نابع من عمقه الإفريقي، وانسجاما مع مواقفه الأساسية، والتي تتجلى في التضامن والتآزر، وتقديم يد العون لحظة الحاجة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك مجموعة من الاتفاقيات الثنائية، والشركات المبرمة مع العديد من الاتحادات الوطنية الإفريقية، سبق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن وقعتها، وتصل إلى 45 اتفاقية، ترمي إلى تبادل الخبرات، وتمكين الأطر المحلية، من تكوين المدربين، والاستفادة من التجهيزات الرياضية المغربية.
إن لجوء الدول الإفريقية للمغرب، وبهذا الزخم غير المسبوق والكم الهائل، يعد حقيقة مصدر فخر واعتزاز بالمكانة التي تحظى بها بلادنا، وتقديرا لمختلف المجهودات المبذولة، في سبيل الارتقاء بكرة القدم على مختلف الأصعدة والمستويات.
وجاء تألق الفريق الوطني بمونديال قطر، وما تبعه من تنظيم رائع للموندياليتو، ليزيد من الرغبة في الاستفادة من الإمكانيات المهمة، التى يتوفر عليها المغرب، ليس فقط من حيث التجهيزات والبنيات التحتية المتطورة، بالعديد من المجالات، لكن ايضا هناك الخبرة والتجربة وحسن التنظيم، ووجود أطر عليا، قادرة على الإشراف على أكبر التظاهرات الدولية.
وعندما يتقدم المغرب بطلب احتضان كأس إفريقيا لأمم سنة 2025، فإنه يضع كل المميزات التي يتوفر عليها، رهن إشارة تظاهرة في حاجة إلى نفس جديد، وبعد دولي، يفتح أمام الحدث القاري فضاءات أكثر رحابة، والعبور به نحو مجالات التسويق العالي، والترويج بطريقة محترفة…
كل هذه الرسائل والمميزات والأبعاد ستطرح، أمام المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، يوم التصويت لاختيار الدولة التي ستحتضن كأس الأمم الأفريقية سنة 2025، وما عليهم سوى الاحتكام إلى المنطق السليم والتفكير أساسا في مصلحة كرة القدم بالقارة، وعدم الانسياق وراء خرجات التهييج والبروباغاندا الفارغة…
المغرب جاهز، واثق من إمكانياته، وصديق يمكن الاعتماد عليه، وما على العائلة الإفريقية سوى الاختيار بعقلانية، وتفكير أساسا في خدمة المستقبل، وليس الرجوع سنوات إلى الوراء…

>محمد الروحلي

Related posts

Top