الزهايمر هو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى ضمور الدماغ وموت الخلايا بداخله. يؤدي المرض إلى انخفاض مستمر في القدرة على التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية؛ ما يؤثر سلباً على قدرة الشخص في إدارة جميع نواحي حياته.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن هذا المرض في ازدياد كبير، حيث يعاني كل عام الملايين من الزهايمر حول العالم.
وفي جديد الطب دراسة علمية لـ”مايو كلينك” تشير إلى إمكانية إبطاء مرض الزهايمر والحفاظ على نشاط الدماغ. فماذا جاء فيها؟
ما هو الهدف السريري من إبطاء تقدم مرض الزهايمر؟
يعيد الخبراء صياغة فهم تأثير العلاج بمرور الوقت، والحاجة إلى العلاجات المركّبة.
فقد قام فريق عمل من الخبراء بإعادة صياغة ما هو ذو مغزى سريريا لإبطاء تقدم مرض الزهايمر خلال التجارب السريرية، بما في ذلك تأثير العلاج بمرور الوقت والحاجة إلى العلاجات المركّبة.
وقد نُشرت في دورية رابطة الزهايمر نتائج وتوصيات المجموعة، وجاءت على النحو الآتي:
– إن تباطؤ تقدم المرض -بدلا من إيقافه، وهو ما قد يحدث في النهاية- له فوائد قابلة للقياس وذات مغزى للمرضى وعائلاتهم، خاصة في حالات مرض الزهايمر المبكر عندما يكون الإدراك والذاكرة سليمين في الغالب أو بشكل تام.
– قد تشير فائدة ذات دلالة إحصائية في تجربة سريرية مدتها 18 شهرا إلى تغيير أكثر جدوى عند توقعه على مدى السنوات التالية.
– من غير المحتمل أن يكون لأي إجراء تصحيحي على التغييرات الدماغية المرتبطة بالخرف تأثير سريري كبير من تلقاء نفسه. لتحقيق تأثير أكبر، ستكون هناك حاجة إلى علاجات مركبة (الزهايمر والخرف)، تماما كما يتم علاج ارتفاع ضغط الدم الطفيف والسرطان اليوم.
أهمية الأدوية المركّبة في كبح تطور المرض
تهاجم عملية مرض الزهايمر الدماغ لسنوات، وحتى لعقود، قبل أن يصاب الشخص بمشاكل في الذاكرة والتفكير. لكن التجارب السريرية للعلاجات المعدلة للمرض في مرحلة الأعراض تستمر عادة حوالي 18 شهرا. وبالنظر إلى نتائج تجارب الأدوية، نظر فريق العمل في كيفية تقييم المرضى والأسر والمجتمع العلمي لما هو مفيد حينما يتعلق الأمر بإبطاء تقدم مرض الزهايمر.
يقول رونالد بيترسون، دكتور الطب، والحاصل على الدكتوراه، طبيب أعصاب، ومدير مركز البحوث المعنية بمرض الزهايمر في مايو كلينك وعضو في فريق العمل ومؤلف رئيسي لمقال الدورية: “قد يؤدي إبطاء تدهور الدماغ حتى من أربعة إلى ستة أشهر في المراحل المبكرة من داء الزهايمر، إلى الحفاظ على وظائف الدماغ للمرضى، التي يمكن أن تكون مهمة للغاية للمرضى وعائلاتهم. كلما طالت مدة قدرة الشخص على تأخيره لفقدان استقلاليته، واستمراره في المشاركة في الأنشطة اليومية، زادت أهمية هذه النتائج”.
خطوة أولى مهمة
لا تحدث التغييرات التي تطرأ على الدماغ من داء الزهايمر، بمعزل عن غيرها. عادة ما يكون لدى الشخص الذي يعاني من ضعف معرفي، عمليات تنكس عصبي أخرى تحدث في نفس الوقت.
وقد كتب المؤلفون أنه على مدار 18 شهرا من التجارب السريرية، “من المتوقع بدرجة معقولة أن يكون التأثير السريري الملحوظ لأحد الإجراءات التصحيحة معتدلا للغاية”. ومع ذلك، إذا استمر العلاج لفترة أطول واستمرت فعاليته، فستصبح الفوائد التراكمية أكثر وضوحا.
يلاحظ فريق العمل أنه تماما كما يتم علاج ارتفاع ضغط الدم والسرطان بأدوية متعددة، ستكون هناك حاجة أيضا إلى تدخلات علاجية متعددة لمعالجة التغييرات المعقدة في الدماغ، ومشاكل الذاكرة والتفكير ذات الصلة.
يقول الدكتور بيترسون: “أدرك فريق العمل أننا بحاجة إلى تعديل التوقعات لأحد الإجراءات التصحيحية في المجموعة المعقدة من العمليات التنكسية العصبية، لكن التقدم الأخير في أدوية الزهايمر المعتمدة حديثا يعد خطوة أولى هائلة”.
في عام 2021، أشارت مقالة من الطاولة المستديرة لرابطة أبحاث الزهايمر، إلى وصف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، للمعنى السريري، وهو أنه “يكون للعلاج تأثير إيجابي وهام على كيفية شعور الفرد أو عمله أو بقائه على قيد الحياة”.
سيكون تفسير المعنى السريري جزءا من المناقشات التي سيجريها الأطباء مع المرضى وعائلاتهم، عندما يفكرون في الفوائد والمخاطر والتحديات المحتملة للعلاجات المعدلة للأمراض المعتمدة حديثا، لعلاج الزهايمر.
“إنها عملية اتخاذ قرار مشتركة حينما يتحدث المرضى والعائلات مع أطبائهم حول أي علاج محتمل. بينما نناقش المعنى السريري لإبطاء تطور مرض الزهايمر، يجب نقل التوقعات الحقيقية للفوائد والمخاطر”، يختم الدكتور بيترسون.