أقصي فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، أول أمس الأحد، من دور نصف نهاية كأس العرش، بعد خسارته القاسية أمام غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي.
يقال بأن هزيمة واحد لصفر، جاءت بنيران صديقة بعد ارتطام الكرة بالمدافع الأوسط أرسين زولا، استقرت مباشرة بمرمى الحارس يوسف المطيع، وهي النتيجة التي انتهت بها المواجهة، رغم تعدد الفرص والمحاولات من الجانب الودادي، إلا أن العجز كان واضحا لأسباب متعددة.
وحين يوصف الهدف الموقع في الدقيقة 14 بنيران صديقة، فإن حقيقة الأمور يمكن أن تناقش من زاوية أخرى، لأن هناك نيرانا صديقة داخل القلعة الحمراء، هي التي تسببت في الخسارات المتتالية طالت الوداد هذا الموسم، سواء بعصبة الأبطال أو الدوري المحلي، وصولا إلى كأس العرش، اللقب الذي يغيب عن خزينة الفريق الأحمر منذ سنة 2001.
نيران صديقة أو بالأحرى داخلية، لم تعد شرارتها خافية على الرأي العام الرياضي، فهناك أخطاء بالجملة تسببت في خروج النادي هذا الموسم بصفر لقب، بعدما لعب على أكثر من واجهة، وكان يمني النفس بتحقيق، ولو لقب واحد ينقذ حصيلته.
التابث أن الوداد حقق خلال الثماني السنوات الأخيرة نتائج وضعته في قمة الأحداث وطنيا وقاريا، كما شارك مرتين بمونديال الأندية، وتوج بخمس بطولات بالدوري المحلي، ولقبي عصبة الأبطال، ولا أحد يمكن أن ينكر هذه المكاسب، إلا أنه وعوض استغلال الأجواء الإيجابية التي خلقتها هذه الحصيلة، قصد هيكلة النادي وتقوية بنياته، وتعدد مصادر قوته، حدث العكس تماما.
فما حدث في الواقع، أن الأمور سارت في الاتجاه الخطأ، تم استغلال النتائج لإسكات الأفواه، والرد على كل الملاحظات والانتقادات، والأفراد بكل السلط، أكانت تسييرية أو إدارية أو مالية وحتى تقنية.
فالانفراد بكل الصلاحيات، يمكن أن ينجح مرة أو اثنين وحتى ثلاثة أو أربعة، لكن لا يضمن الاستمرارية، فالطريقة التي يسير بها سعيد الناصري وضعت النادي ككل، ضمن تصور أحادي، رأي واحد يسود على كل المجالات، ومصدر واحد تصدر عنه كل القرارات، وهذا ما أوصل النادي إلى مرحلة لم يعد بالإمكان استمرارها.
فالوداد كناد مرجعي بتاريخه ورصيده الغني، وقاعدته الجماهيرية العريضة داخل المغرب وخارجه، وبتعدد طاقاته وكفاءاته، لا يمكن أن يختزل في شخص واحد.
صحيح أن الرئيس الحالي منح الاستقرار المطلوب، وساهم في تمويله، وضمان حضوره الدائم بواجهة الأحداث، إلا أن هذا لا يعطيه كل الحق في جعل النادي ملكية خاصة، كما يصف ذلك معارضوه الكثر.
ونعود ونقول إن الإقصاء بمختلف الواجهات ليست نهاية العالم، والأندية الكبيرة تمرض ولا تموت، ولكن إذا كان ذلك مدخلا للإصلاح وإعادة تقييم التجربة، على نحو يمكن من الانفتاح على كفاءات أخرى، وإعادة الهيكلة واحترام مبدأ التخصص، والتفكير الجماعي في مستقبل النادي ككل.
>محمد الروحلي