واهم من كان يعتقد أن الأمور ستتغير بعد حصيلة الرياضة الوطنية، بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024، وصفت بالمخجلة وغير المقبولة…
بالفعل كانت حصيلة مخجلة، مما فجر سخطا جماهيريا عارما، امتد إلى أوساط لا علاقة لها بالفعل الرياضي، حيث حصل إجماع على رفض الواقع والآليات المتحكمة فيه، والمطالبة بضرورة إحداث تغيير جدري بهياكل القطاع الرياضي عموما…
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد المشاركة المغربية بهذا المحفل الدولي الهام، انتقادات واسعة وردود فعل غاضبة، إلى درجة توقع “السدج” من أمثالي، أن الأمور يمكن ان تتحسن، وأن إجراءات وقرارات حاسمة ستتخذ فورا؛ تقود الرياضة الوطنية بجل أنواعها نحو افاق اخرى، تقويها من الداخل، وتبعد المفسدين عن المجال، سواء طوعا أم قسرا عن المجال، بل سيحاسبون عن حصيلة، يتحملون جزءا كبيرا من أسبابها ومسبباتها…
إلا أن شيئا من هذا لم يحدث، فحتى عندما تمكنت لجنة الشؤون الاجتماعية والرياضية بالبرلمان، من جر وزير الشباب والرياضة آنذاك محمد اوزين، ومعه رؤساء أغلب الجامعات الرياضية للمساءلة، مباشرة بعد دورة لندن سنة 2012، سرعان ما هدأت الأمور، وخفتت الزوبعة، لتعود الوضعية إلى ما كانت عليه، وكأن ما شهدته قبة مجلس النواب حينها، من جلسات مطولة، مجرد در الرماد في العيون، ووسيلة لامتصاص الغضب الجماهيري، ووقف مرحلي لموجة الغضب الساطع…
نفس السيناريو نعيشه اليوم، بالرغم من تزايد درجة التصعيد الذي شهدته الساحة الوطنية، بفعل تطور أساليب الاحتجاج بالعالم الافتراضي، وطغيان دور وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الهدوء بدأ يعم الفضاء، تماما كما تعودنا علي ذلك خلال كل أربع سنوات، فاصلة عن كل دورة أولمبية…
هدأت إذن العاصفة، ورغم الخسائر الفادحة وتمظهراتها المتعددة، فإن المسؤولين لازالوا بمقاعدهم، يخفون رؤوسهم وسط رمال الأزمة إلى حين هدوء الأوضاع، فلا حسيب ولا رقيب، ولا من يتجرأ على المطالبة بكشف الحساب، والأكيد أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء الرؤساء المبجلين سيحضرون بحول الله وقدرته، دورة لوس أنجلوس سنة 2028، بل هناك من خطط جهرا للبقاء بالمنصب المغري خلال الأربع سنوات القادمة، إلا اذا حالت ظروف صحية قاهرة دون ذلك، ظروف قد تحول دون تمكنه من الوقوف على رجليه؛ قصد السفر المريح عبر الطائرة، والاستفادة من الامتيازات المتعددة، وتحمل ظروف السفر والإقامة من الناحية البدنية والصحية، وليست المالية بطبيعة الحال، التي تبقى في كل الأحوال مريحة وراقية…
وفي انتظار أن تأتي القرارات الاستعجالية، والحلول الكفيلة بتغيير هذا الواقع الذي لا يشجع، ولم يعد يسمح بأي تطور، نتمنى كامل الصحة والعافية لرؤساء جامعاتنا الأجلاء، شافاهم الله ومنحهم موفور الصحة، والعافية وطول العمر، حتى يستمروا صامدين معززين مكرمين، يستفيدون من الامتيازات والعائدات، والصلاحيات الواسعة لنظام رياضي معمول به منذ سنوات خلت…
اللهم لا حسد…
محمد الروحلي