بعد فوز صعب تحقق يوم الاثنين الماضي، ضد منتخب طاجيكستان، يعود المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات، لملاقاة نظيره البنمي، في ثاني مباراة له عن المجموعة الخامسة، من مونديال اوزبكستان 2024.
فوز، في أول ظهور له بهذا الحدث الدولي الهام الذي يشارك فيه للمرة الرابعة على التوالي، يعتبر نتيجة إيجابية، وبحصة أربع إصابات لاثنتين، إلا أنها لا يمكن أن تفسر بكون المهمة كانت سهلة، بل بالعكس كان الفريق الطاجكستاني، خصما عنيدا وصعب المراس؛ إلى درجة إحراج أصدقاء العميد هشام مسرار …
تحقيق فوز بهذه الطريقة، لم يكن أبدآ متوقعا، بالنظر للمسار الرائع المحقق خلال السنوات الأخيرة، والتطور الملحوظ بقيادة الخبير الدولي هشام الدكيك، إلا أن المباريات تختلف، خاصة خلال موعد يراهن عليه كل منتخب، من أجل الظهور بمستوى لافت، والدفاع عن كامل الحظوظ…
وكدليل على ذلك على الصعوبة التي واجهها الفريق المغربي، نجاح الحارس المغربي عبد الكريم أنبيا في صد محاولات خطيرة للخصم، واختياره كأفضل لاعب خلال هذه المواجهة…
وجاءت هذه الصعوبة البالغة، بالنظر إلى الاستعداد البدني الذي أظهره الفريق الخصم، وتطبيق نهج تكتيكي تم إعداده وفق تصور يحد من فعاليات المنتخب المغربي، وذلك بالتقدم أكثر إلى الأمام وتكسير عملية بناء العمليات في مهدها، مع العلم أن الفريق المغربي، يعرف بالتقنيات الفردية للاعبيه، وإتقانه التمريرات القصيرة، والسرعة في التنقل وسط رقعة الملعب…
أظهر هذا التكتيك المبني على قراءة مسبقة لأداء أسود القاعة، نجاعته، مستمدا فعاليته من الحضور اللافت للاعبيه من الناحية البدنية، وربح النزالات الثنائية، بما في ذلك التدخلات الخشنة، مما أحرج فعلا المنتخب المغربي، وساهم في ذلك بروز نوع من التراخي غير المفهوم على أداء العناصر الوطنية، الشىء الذي لم يعودنا عليه أشبال الدكيك، هذا المدرب المعروف بالتعامل الحازم، والصرامة في طريقة تدبير المجموعة، وعدم التساهل مع مثل هذه الحالات غير العادية، وغير مألوفة تماما…
تحقق الفوز إذن في أول مباراة، وهى نتيجة تبقى ايجابية، إلا أن المؤكد هو أن المهمة لن تكن أبدا سهلة، هذا علمنا أن الكل يسعى لاحتلال المرتبة الأولى، بهذه المجموعة، قصد تفادي صعوبة باقي الأدوار…
فثاني مواجهة عصر يومه الخميس، ستكون أمام منتخب بنما، قبل الاصطدام بالبرتغال في ثالث مباراة عن دور المجموعات يوم 22 شتنبر.
صحيح أن المنتخب البنمي ضعيف، وظهر ذلك من خلال الهزيمة الثقيلة التي حصدها في أول مباراة له بهذا المونديال، حيث انهزم أمام البرتغال بحصة (10 – 1)، إلا أن الإشكال الحقيقي، هو أن الفريق المغربي مطالب بالفوز بحصة ثقيلة، مراعاة لحسابات المجموعة، وأهمية احتلال مقدمة الترتيب…
وعليه، فالمنتظر أن يستعيد المنتخب المغربي جديته وتكامل صفوفه، وتحقيق فوز مريح في انتظار موقعة الأحد، التي لن تكن أبدا سهلة، في مواجهة أبطال العالم…
محمد الروحلي