اقترح حسن السنتيسي الإدريسي، رئيس الاتحاد المغربي للمصدرين، صباح أمس الثلاثاء، خلال منتدى ZLECAF الأول في الدار البيضاء، إنشاء الاتحاد الأفريقي للمصدرين من القطاع الخاص، وإحداث صندوق الدعم العمومي الأفريقي للمصدرين، مشددا على أن التشغيل إحدى الركائز الأساسية للتحول في أفريقيا.
وأوضح السنتيسي في كلمته، أن الاتحاد الأفريقي للمصدرين من القطاع الخاص، سيعمل على تعزيز التعاون بين المصدرين في القارة، وتسهيل تبادل الخبرات والممارسات الجيدة، والدفاع عن المصالح المشتركة على الساحة الدولية، مبرزا أن صندوق الدعم العمومي الأفريقي للمصدرين سيقدم المساعدة المالية والتقنية للشركات الراغبة في إطلاق أو تطوير الصادرات، في إطار ZLECAF.
وفي الصدد ذاته، اعتبر السنتيتي، أن العمل هو الكرامة، وهو الاستقرار الاجتماعي، وهو مفتاح الرخاء، مشددا على أن الأمر لا يتعلق فقط بالأرقام أو الإحصائيات، بل عليهم كرجال أعمال أن يكونوا في طليعة إحداث فرص الشغل المؤهلة والمستدامة، من خلال الالتزام بالاستثمار في قطاعات المستقبل، وتكوين الشباب، والتركيز على الابتكار.
وتابع السنتيسي بأن ذلك يبدأ بمشاريع ملموسة، ترتكز على واقع أراضينا، ولكن برؤية قارية، مردفا: “أنا على اقتناع بأن أفريقيا لديها القدرة ليس فقط على تلبية احتياجاتها، بل أيضا على أن تصبح رقما رئيسيا في الاقتصاد العالمي”.
وأضاف السنتيسي: “يجب علينا أن نعمل معا حتى تتمكن شركاتنا من خلال ZLECAF من غزو أسواق جديدة، وزيادة الشراكات، وتكون ناقلات للابتكار والقدرة التنافسية؛ يجب أن نكون أبطال “صنع في أفريقيا””.
وقال رئيس الاتحاد المغربي للمصدرين: “نحن، قادة الأعمال، نتحمل مسؤولية رئيسية في تحقيق طموحات ZLECAF. نحن لسنا مجرد جهات فاعلة اقتصادية؛ نحن محركات التحول لمجتمعاتنا. إذا كان ZLECAF يقدم إطارا، فإن الأمر متروك لنا لجلب هذه الدينامية إلى الحياة، من خلال الاستثمار والابتكار وخلق فرص العمل”.
وشدد السنتيسي على أن القارة الأفريقية غنية بالإمكانيات والموارد، وقبل كل شيء، برأس المال البشري، معتبرا أنه مع وجود سكان شابين وديناميين وطموحين، فإهم يمتلكون جميع المكونات اللازمة لبناء اقتصاد متكامل وتنافسي.
لاواعتبر السنتيسي أنه لا يجب أن يقتصر كل استثمار يقومون به على إنشاء شركة أو تطوير نشاط ما، مستطردا: “في المقام الأول، يتعلق الأمر ببناء منظومة اقتصادية، وإنشاء سلاسل القيمة على نطاق قاري، وتعزيز قدرتنا على الصمود في مواجهة الصدمات العالمية. وسواء كان ذلك في الصناعة الزراعية، أو الطاقات المتجددة، أو الخدمات اللوجستية، أو السيادة الصحية، أو حتى التقنيات الرقمية، فإن كل فرصة يتم اغتنامها في أفريقيا تمثل خطوة نحو اقتصاد أقوى وأكثر شمولا”.
وأضاف السنتيسي أنه يجب النظر إلى ما هو أبعد من الحدود الوطنية، مردفا: “إن ZLECAF عبارة عن دعوة لتفكيك اقتصاداتنا، وتسهيل التجارة البينية الأفريقية، وتطوير شراكات متينة مع جيراننا. إنها دعوة لتجاوز أنماط الحماية القديمة وفتح أسواقنا، مع ضمان الحفاظ على مصالحنا الاستراتيجية”.
“من الضروري أن نتعامل، نحن رواد الأعمال الأفارقة، مع علاقاتنا مع نظرائنا الغربيين بموقف غير مقيد، ونؤكد ثقتنا في قدراتنا وإمكاناتنا، وبالإضافة إلى ذلك، دعونا نضمن أن التجارة والاستثمارات بين البلدان الأفريقية تحكمها مبدأ “رابح – رابح” والمعاملة المتساوية، وبالتالي ضمان شراكات متوازنة ومفيدة للطرفين”، يضيف رئيس الاتحاد المغربي للمصدرين.
وشدد حسن السنتيسي الإدريسي، على أنه لكي تتمكن ZLECAF من تحقيق إمكاناتها بالكامل، يجب استيفاء شرطين أساسيين: التحسين السريع للسلسلة اللوجستية والامتثال الصارم لمبادئ التنمية المستدامة.
وأوضح السنتيسي أن اللوجستيات الفعالة ضرورية لتبسيط التجارة وخفض التكاليف، وهو ما أبرزته المبادرة الأطلسية التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس، مبرزا أنه في الوقت نفسه، تضمن التنمية المستدامة النمو الاقتصادي الذي يحافظ على البيئة ويعود بالنفع على الأجيال القادمة.
عبد الصمد ادنيدن