بيان24: صلاح الدين برباش
أعلن نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، الثلاثاء الماضي، عن تعيين أسطورته الفرنسية زين الدين زيدان مدربا للفريق الأول، خلفا للمدرب المقال الإسباني رافاييل بينتيز.. قرار رحبت به جماهير النادي لما تكنه من مشاعر حب صادق لـ “زيزو”.
اختيار ذكي من الرئيس فلورونتينو بيريز المغضوب عليه من لدن فئة واسعة من الأنصار، إذ من المنتظر أن ينجح زيدان (43 عاما) في تهدئة الأجواء داخل القلعة البيضاء، في ظل النتائج المتذبذبة للفريق الذي خرج الموسم الماضي دون ألقاب.
“زيزو”، المتوج أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات (1998 و2000 و2003)، بدأ عمله كمدرب للفريق أول أمس الثلاثاء، بإشرافه على أول حصة تدريبية شهدت حضور ما يقارب 6000 متفرجا، وهي حصة عرفت جوا من الألفة المفقودة بعدما قام زيدان بتحية لاعبيه النجوم واحدا واحدا.
ولعل أول مهام زيدان، الذي حصل في ماي 2015 على دبلوم تدريب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “الويفا”، تكمن في إعادة الاستقرار إلى بيت النادي الملكي بعدما برزت مؤخرا خلافات كثيرة بين بينتيز وبعض نجوم الفريق، وهي مهمة تبدو غير سهلة رغم كاريزما “زيزو” الهادئة.
فأن تدرب ناديا بحجم الريال يضم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والويلزي غاريث بايل، والفرنسي كريم بنزيمة، والكولومبي خاميس رودريغيز، والكرواتي لوكا مودريتش، والألماني طوني كروس، أمر صعب للغاية، لكن من سيدربهم هو الآخر نجم صال وجال بملاعب فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بل واختير أفضل لاعب بأوروبا على مدار نصف القرن الأخير.
الأكيد أن اختيار زيدان لخلافة بينتيز لم يكن أمرا مفاجئا، لأن فلورونتينو بيريز، “جلاد المدربين”، بدأ في إعداد “زيزو” لهاته المهمة منذ 2010 عندما عينه مستشارا له، ثم وقع عليه الاختيار في 2013 كمساعد للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي قبل منحه مهمة تدريب الفريق الرديف “كاستيا”.
وقال زيدان، خلال تقديمه لوسائل الإعلام، إنه “مستعد لمواجهة هذا التحدي”، وأنه يهدف إلى “إضفاء البهجة على الفريق”، في وقت أكد أنه لن يرضى إلا بالفوز، ومبرزا أن ما يطلبه من لاعبيه “هو العمل والاجتهاد وتقديم الأفضل في كل مباراة والعمل ببهجة في كل تدريب”.
قد يعتقد البعض أن زيدان يفتقد للخبرة الكافية لقيادة ناد بحجم ريال مدريد، في وقت يحلم آخرون بأن يقود الفرنسي النادي الملكي إلى إنهاء هيمنة الغريم الأزلي برشلونة، خاصة أن أوجه التشابه كثيرة في ظروف تعيين “زيزو” وتعيين الإسباني بيب غوارديولا مدربا للبارصا منتصف 2008.
بيد أن أوج التشابه لا تعني نجاح زيدان كما نجح غوارديولا، نظرا لاختلاف أسلوبي التدبير في الريال والبارصا تقنيا وإداريا، ما يفسر التفوق الواضح للكتلان على المدريديين في العقد الأخير، كما أن زيدان نفسه يرفض عقد مقارنة مع بيب غوارديولا
زيدان الذي بصم نفسه واحدا من أساطير كرة القدم على مر العصور بتألق لافت مع الريال ونادي يوفنتوس الإيطالي والمنتخب الفرنسي، وحصد ألقابا محلية وقارية وعالمية، يسعى لتكريس نجاحاته هذه المرة خارج رقعة اللعب، وبالضبط من مقاعد البدلاء بداية من مباراة ديبورتيفو لاكورنيا السبت القادم بالدوري الإسباني.