اعداد: القسم الثقافي
المسرحي الراحل الطيب الصديقي، أنشأ في انطلاق مسيرته الفنية فرقة «المسرح العمالي» سنة 1957 بالدار البيضاء، وكان من إنتاجاتها: «الوارث» من اقتباس أحمد الطيب العلج، و»بين يوم وليلة» لتوفيق الحكيم، و»المفتش» لغوغول.
وفي بداية الستينيات، أسس فرقة المسرح البلدي بالدار البيضاء، حيث برز بشكل جلي توجهه المسرحي الذي يقوم على الاشتغال على التراث، كما يتجلى ذلك في مسرحية «سلطان الطلبة» و»ديوان عبد الرحمان المجدوب»، «بديع الزمان الهمداني»، «الفيل والسراويل»، «جنان الشيبة»، وغيرها من المسرحيات..
بمناسبة رحيله الأليم كان لبيان اليوم اتصال بمجموعة من المسرحيين الذين جايلوه، حيث أدلوا بشهادات في حقه، شهادات مؤثر تبرز المكانة الرفيعة التي كان يحتلها في الساحة المسرحية.
رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح مسعود بوحسين
الطيب الصديقي من الفنانين الذين بصموا في المسرح سواء على المستوى الوطني أو الدولي، فأصالة إبداعاته الفنية، وكذلك فيما يتعلق بالحركة المسرحية كان من الفنانين الذين جسدوا تأهيل المسرح الوطني والعربي بشهادة النقاد.
الطيب الصديقي يتميز أيضا برؤية إنسانية، وكان كثير الولع بالمسرح العالمي كما أنه ذو ثقافة واسعة وكثير الاطلاع، سواء انفتاحه على الثقافة الفرنسية أو العربية، وتجربته الكبيرة في مجال المسرح أصبحت مدرسة تكون الممثلين في عدة مجالات، منها مجالات صناعة العرض التي كان يبدع فيها.
كان الراحل أيضا يمتاز بالحكمة وكان يتمتع بشخصية قوية وكاريزما، كان يحظى بعلاقات جد إنسانية مع كل من عرفهم وهذا بشهادات جميع الفنانين الذين عرفوه واشتغلوا معه.
صراحة لم يكن الحظ إلى جانبي من أجل رؤية إبداعاته الأولى، لكني شاهدت التسجيلات التي تعتبر إرث ثقافي، وأعتبر في هذا الصدد أن مسرحية «الخراز» شكلت نقلة نوعية في الممارسة المسرحية المغربية والعربية.
كذلك تميز الراحل بكتابة النصوص وجمع بين النص كنص ونص المخرج أي رؤية المخرج التي لا يلمس عمقها إلا المتخصصون، وأذكر هنا ديوان «عبد الرحمان المجدوب»، «أبو حيان التوحيدي»، «خلقنا لكي نتفاهم» والعديد من الأعمال التي لا زالت خالدة وستبقى خالدة في نفوسنا.
إن أعماله بدون استثناء أثرت المسرح الوطني والعربي وكان لها صدى كبير في الثقافة المغربية والعربية على السواء، وأعطت إضافة نوعية للثقافة المغربية خاصة والعربية عامة.
أكيد أن وفاته تركت الأثر الكبير في نفوس الجميع خصوصا المهتمين بالمسرح والسينما، رحم الله الفقيد. الباحث المسرحي خالد أمين
فقدت الساحة الإبداعية أحد القامات الفنية التي أثرت ليس فقط في مسار التجربة المسرحية المغربية والعربية بل الإنسانية جمعاء. لا يتسع المقام لذكر إسهامات المرحوم؛ يكفي أن نصفه بالفنان الشامل تميزت مسيرته بالريادة والتفرد في مجالات عدة، منها السينما، المسرح، التشكيل، الزجل.. كما تخرج على يده ثلة كريمة من فرسان الإبداع الفني المغربي في الغناء والتمثيل.. لقد انخرط الفقيد الطيب الصديقي عن وعي في دينامية تأصيل الممارسة المسرحية العربية منذ ستينيات القرن الماضي، إذ دشن بمسرحية “ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب” -والتي تعد بإجماع عدد من الباحثين طفرة نوعية في مسرح الصديقي بخاصة والمسرح المغربي عموما- مرحلة بأكملها من الحوار الثقافي المتبادل مع الأشكال الفرجوية التراثية من قبيل الحلقة، والبساط.. وبالفعل، فقد كان الصديقي أول مخرج مسرحي ثار على التقاليد الغربية والبناية المسرحية المغلقة. إن محصلة نقل من هذا القبيل للحلقة إلى البناية المسرحية تتمثل في أن المسرح المغربي قد أضحى موضعا للهجنة.
يمثل الصديقي، إذن، هذا الوصل بين الشرق والغرب، بين الثقافة الشعبية والثقافة العالمة، بين الفرجة الشعبية المفتوحة والبناية المسرحية المنغلقة على ذاتها.. ستتذكره الأجيال القادمة بأعماله الرائدة التي حاولت مسرحة تراثنا الفرجوي والسردي -من مقامات ونوادر وزجل- دون الانزلاق في متاهات الانكفاء والاغتراب في الماضي.. أملي أن يستدرك مغرب اليوم بقواه الحية دلالات نضال الصديقي منذ أكثر من ثلاثة عقود لإنشاء أول مسرح مستقل بالمغرب: مركب موغادور بالبيضاء الذي طالما حلم فقيدنا بإهدائه للأجيال القادمة لأجل التكوين في مجال المهن المسرحية، وتهذيب الذوق والوجدان وازدهار الثقافة المسرحية ببلدنا، بالإضافة إلى عمل الذاكرة.. أتمنى أن تظل أبواب هذه المعلمة مفتوحة ومشرعة على رحابة حلم الصديقي، وأن تتلقى الدعم الكافي لترتقي إلى طموحات مؤسس المسرح المغربي الحديث.الممثل عبد اللطيف هلال
الطيب رحمه الله، رائد مسرحي وسينمائي كبير، لم تفقده الساحة الفنية المغربية فقط، بل فقدته الساحة العربية والدولية، فالرجل كان معروفا في بعض دول الخارج أكثر مما هو معروف بالمغرب، كان يحظى بمكانة عظيمة في نفوس الجميع ممن يعرفونه أو يشتغلون معه، عشت معه مدة طويلة واشتغلت معه في عدة أعمال، قمت معه بجولات وتعلمت منه الشيء الكثير.
أتذكر في تكريمه بالرباط في عهد الوزير الأشعري، حيث طلب هذا الأخير أن يقوم أحد من المقربين إلى الطيب الصديقي بتقديم شهادة في حقه، فتقدمت بحكم العلاقة القوية التي تربطني به وألقيت هذه الشهادة التي أشرت فيها إلى الطيب الرجل القوي وتحدثت عن الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون في حياة هذا الشخص الرائع، وأشرت كذلك إلى تكوين الممثلين، فالممثل مع الطيب الصديقي لا يمثل فقط، فالممثل داخل فرقته يجب أن يتعلم الديكور، الإضاءة.. المهم أن يتعلم المهنة كلها، أي أن يكون بهذه العبارة “ممثلا كاملا وشاملا”.
وأذكر كذلك أنه في أول محاولة لي في التلفزيون، أرسل لي مع مولاي العربي العلوي، وقمت بزيارته، في أول لقاء لي معه، تحدثنا كثيرا، وطلب مني أن أقوم بجولة معه في أوروبا لمدة 6 أشهر، فترددت بحكم أني كنت رجل تعليم آنذاك والتزامي المهني لا يسمح بذلك، فقال لي بالحرف الواحد، “جوج مشات فالدار مكيشدوش الفار”، بعد مدة طويلة استحضرت هذا المثل، وفكرت مليا في الأمر لأتخلى بعدها عن التعليم وتفرغت للعمل المسرحي، حيث رافقت الطيب الصديقي في الكثير من الأعمال المسرحية بمختلف أنحاء العالم، وأذكر هنا مسرحية “مقامات بديع الزمان الهمذاني” التي لا زالت عالقة بذهني حيث حققت نجاحا كبيرا وأذكر أننا أديناها بعدة دول أجنبية وعربية، من بينها إيران.
في هذه المسرحية التي كنت أقتسم معه البطولة، حيث مثل هو أبو الفتح الاسكندراني ومثلت أنا عيسى بن هشام ، أذكر بكل صدق أني استمتعت بالطيب الصديقي فوق الخشبة أكثر مما يتمتع به الجمهور الذي ملأ المسرح، لقد كان حقا مسرحيا وممثلا رائعا.
أدعو له بالرحمة والمغفرة، كان رجلا عظيما وعزيزا، وكل الشهادات في حقه لا تكفي لإبراز دور هذا الرجل، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الناقد المسرحي عبد الرحمان بن زيدان
يجب التأكيد على أن الطيب الصديقي قيمة فنية، ترك بصماتها ليس على المسرح المغربي فقط، ولكن على المسرح العربي ككل، لأنه استطاع أن يفتح قنوات الحوار على كل التجارب المسرحية العالمية، ويوظف تقنياتها وبعض تجاربها في كتابته للنص المسرحي أو في إخراجه، كما أنه فتح قنوات الحوار مع التراث المغربي والعربي، وقام بمسرحته، كتجربة أولى في المسرح العربي، وما عودته إلى المقامات والحراز وسيدي عبد الرحمان المجدوب ونصوص أخرى كثيرة، سوى دليل على أنه تمكن من تطويع التراث إلى أسلوبه في الإخراج المسرحي، إخراجا مبهرا مكنه من أن يحتل موقفا معتبرا في التجربة المسرحية المغربية والعربية.
إن الطيب الصديقي ذاكرة المسرح المغربي بامتياز ومؤسس وهو مؤسس الفعل الإخراجي في المغرب، وحاضن المعرفة بثقافته المتنوعة، فهو كاتب ومخرج وفنان تشكيلي ومحاور ذكي لكل من يريد أن يتحدث عن الثقافة، ويكفي القول بأنه من تحت معطفه الفني والمسرحي والإخراجي، خرجت مجموعة التجارب المسرحية المغربية، وخرجت أيضا العديد من الفرق الموسيقية والعديد من الممثلين، مما جعله نموذجا يحتذى في تجارب مسرحية عربية.
في فقدان الطيب الصديقي فقدان لمرحلة غنية من حياة المسرح المغربي، وهو إن غاب فأعماله ستتحدث عنه، لأنه كان يثير الجدل الثقافي بين المثقفين وبين التجارب المسرحية العربية، لأن همه الأول والأخير هو أن يعطي لمسرحه جمالية خاصة تتوحد فيها جمالية الحوار وشعرية الصورة وبهاء العرض المسرحي ككل.
أقول في الأخير، إن ما خلفه من مسرحيات ستظل ذاكرة حية للمرح المغربي الذي أسس فيه تجربة رائدة في المسرح العربي.
الممثلة نعيمة المشرقي
كان مشهد توديعه بمقبرة الشهداء قاسيا وجد مؤثر، كنا نتابع أخباره حين كان طريح فراش المرض وكان لنا أمل في أن يشفى، لكن قدر الله المحتوم عجل برحيله. لقد عاش للمسرح وقدم عطاءات لا تنسى، وهو بذلك لم يمت، شأنه شأن العظماء الذين ما زلنا نتحدث عنهم رغم رحيلهم البعيد.
كانت تجمعني به علاقة قوية، منذ أواسط الستينيات من القرن الماضي، حين التحقت بفرقته المسرحية، كان يسود بينه وبين كافة أعضاء الفرقة، التفاهم والاحترام والتعاون، وكان يتميز بخصلات الكرم، حيث أنه لم يكن يبخل بأي شيء.
كان يشكل مدرسة حقيقية، حيث تعلم منه الكثير من المسرحيين الذين احتكوا به، من خلال إنجازه لأعمال مسرحية كبيرة، وهذا التكوين والتعلم لم يكن ينحصر فقط في الأداء المسرحي، بل يشمل مختلف التقنيات المرتبطة بأب الفنون، ومن بين الخصلات التي كان يتميز بها عن غيرها من المسؤولين المسرحيين أنه حين كان يلحظ الأخطاء لدى من يشتغلون معه، لم يكن يتردد في أن يطلب منهم إصلاحا، لأنه كان يرغب في أن يراهم متألقين.
لقد اشتغل على التراث بشكل لافت، بل يمكن اعتباره من المسرحيين الأوائل الذين حملوا إلى خشبة المسرح الأثاث المغربي التقليدي وكل ما يتصل بالأصالة المغربية، سواء ما تعلق بالهندام أو الأواني التي ترمز إلى فضاء البادية أو الصحراء، كان يوظف تلك العناصر بجمالية، حتى أن هناك من الناس من أتيحت له الفرصة لأول مرة رؤيتها والتعرف عليها من خلال الفضاء المسرحي للطيب الصديقي.
لقد كانت له مساهمة غير مباشرة في تكوين فرقة ناس الغيوان، حيث يمكن القول إنه هو من أشعل في أعضائها فتيل التعاطي مع التراث الغنائي المغربي.
كما أنه ساهم في إيصال المسرح المغربي إلى خارج الحدود، من خلال الجولات التي كان يقوم بها بمعية فرقته المسرحية في دول غربية وعربية.
لقد عشت معه حلما كان يتقاسمه مع مجموعة من المسرحيين العرب، من قبيل مدير الأوبرا الجزائري مصطفى كاتب ومدير فرقة المسرح البلدي التونسي علي بنعياد والمسرحي الجزائري الراحل عبد القادر علولة.. كان حلمهم أن يوحدوا المسرح المغاربي، وأن ينشئوا ما أسميه طريقا سيارا يربط بين البلدان المغاربية بدون تأشيرة، لقد تحقق جزء من الحلم من خلال اللقاءات والندوات الفكرية التي كانت تقام حول المسرح وتم الخروج بعدة توصيات لإنجاز أعمال مشتركة، كانت أحلاما قوية وجريئة لكن الأوضاع السياسية حالت دون إتمام الحلم.
كان له كذلك إيمان بضرورة توحيد الدول العربية، وأن يكون المغرب بمثابة القاطرة التي تقود هذا الإنجاز، وجسد ذلك مسرحيا من خلال مسرحية ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ.. لقد كان معتزا ببلده، وكان يحلم بأن ينتهي من بناء مسرح خاص يسمى موكادور، وأتمنى بالمناسبة أن يتم القيام بإكمال هذا المشروع، ولي الثقة في أفراد أسرته، على اعتبار أنهم فنانون ومحبون للمسرح. الناقد المسرحي عز الدين بونيت
ليلة حزينة من ليالي المسرح في المغرب والبلاد العربية.. لا يمكن إلا أن تكون حزينة، ليلة غادرنا فيها أسد المسرح المغربي، الكبير الطيب الصديقي، الكبير بشخصيته القوية وثقافته الواسعة وروحه الإبداعية ودعابته المميزة الساخرة القلقة.
من أوسع المسرحيين العرب ثقافة وارتباطا بتجارب المسرح العالمية؛ ومن أقلهم كلاما على هامش إبداعه المسرحي.. رجل ندر نفسه للمسرح كتابة وتمثيلا وإخراجا، بالرغم من تعدد آفاقه الفنية، فهو فنان تشكيلي، رسام وخطاط، وهو مصمم مشاهد (سينوغراف) ومخرج سينمائي..
ندر نفسه للتجريب المسرحي في كل أبعاده: في مستوى الكتابة الدرامية حيث اقتبس عددا كبيرا من الأعمال من مختلف المدارس والاتجاهات، ويحسب له أنه أول من فتح المسرح المغربي على تجربة مسرح العبث مع بيكيت ويونسكو. كما اقتبس اريستوفان من المسرح اليوناني القديم واقتبس كوكول وموليير وكولدوني وماريفو وأرابال وغيرهم. وانفتح على التراث المغربي والعربي على أوسع نطاق، حيث مسرح مقامات بديع الزمان الهمذاني ورباعيات سيدي عبد الرحمن المجذوب، الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي، فضلا عن اشتغاله على الزجل المغربي والملحون مع عبد السلام الشرايبي في مسرحية الحراز، ومع علي الحداني في مسرحية “يا بلدي المحبوب”..
كما كان أول من فتح المسرح المغربي على نمط جديد من الإخراج والبناء المشهدي حيث اتسمت الفضاءات التي اشتغل عليها في معظم مسرحياته بالتجريد، معوضا المناظر التصويرية ببحث في الكتل وتحريك المجموعات والمبالغة في تفاصيل الأزياء والأكسيسوارات إلى حد يقربها من الكاريكاتور أو الكروتيسك..
تميز مسار الصديقي أيضا بالفرجات الضخمة القائمة على اللوحات التاريخية الكبرى، مثلما فعل في عروض
“سلطان الطلبة” و”مولاي إدريس الأكبر” و”معركة الزلاقة”، و”نحن” و”المسيرة الخضراء”..
عرف بانخراطه في عدد من المبادرات التي تهم تسليط الضوء على غنى وتنوع الثقافة المغربية، حيث أصدر مع المهندس المعماري اندريه باكار كتابا عن الفنون التقليدية في الهندسة المعمارية الإسلامية بالمغرب، وقاد مبادرات من أجل أسس ما كان يسميه بالتعايش والتفاهم بين الشعوب، وفي إطار هذا المسعى كتب وأخرج مسرحية “خلقنا لنتفاهم” حول العلاقات المغربية الفرنسية. ونظم إقامة فنية لدى أحد مسارح حيفا مع فرقة مكونة من عرب 48. وتعرض لنقد شديد من مناهضي التطبيع كلفه عددا من الصداقات في الساحة الثقافية المغربية.
إلى جانب كل هذا، سيظل أسلوب الطيب الصديقي في التمثيل بصمته المميزة على صعيد أساليب التمثيل السائدة في العالم العربي. فقد كان على الدوام يصر على أداء يتميز بالازدواجية، حيث تظل ملامح الطيب الصديقي الممثل بارزة في أدائه لكل الشخصيات التي لعب أدوارها سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا. بحيث كان دائما يحتفظ بمسافة ساخرة مع الشخصية التي يقوم بأدائها. ولم يكن يعتمد أسلوب الشفافية والانمحاء القادم من منهج ستانسلافسكي.
لقد ظل الطيب الصديقي ساخرا متهكما في أعماله المسرحية أو السينمائية، بل وحتى في حياته اليومية. والذين يعرفون الرجل عن قرب يعرفون فيه هذه الخصلة. وقد كانت سخريته باستمرار سخرية ذات مذاق ينحدر من فلسفة الوجودية ومن رديفها الفني: مسرح العبث..
لقد فقدت الساحة المسرحية المغربية اليوم، ومعها عموم المسرح العربي والثقافة العربية مسرحيا من الطراز الكبير ومثقفا خصبا متعدد الحضور..
تعازينا الحارة لأسرته الصغيرة وللأسرة الفنية المغربية في هذا الفقد الكبير.