عبد العالي بركات
تحت شعار “الطيب الصديقي أو من أجل حب الإنسانية”، نظمت مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع، في إطار الأنشطة الثقافية الموازية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، مساء أول أمس، حفلا تكريميا لروح هذا الاسم الشامخ في المسرح المغربي.
تم في هذا اللقاء عرض مقتطف من فيلم يوثق لجوانب من الحياة اليومية للمسرحي المحتفى به، بعنوان “حكواتي الأزمنة المعاصرة” وهو من إخراج أيوب العياسي، وحظي هذا الشريط بتفاعل ملحوظ من طرف الجمهور، سيما وأنه تضمن المواقف الساخرة والمثيرة للطيب الصديقي، فضلا عما تحبل به من عمق فكري. في هذا الشريط تم إبراز كيف أن الصديقي كان مهووسا بالبحث في أصول الكلمات، ومدى المكانة التي تحتلها ساحة جامع الفنا في وجدانه.
ومن أقواله الطريفة والمثيرة التي نطق بها في هذا الشريط والتي ضجت القاعة على إثرها بالضحك قوله: “أنا عنصري.. أكره العنصريين” وكذا قوله: “هناك مسرحيون فضوليون يخلطون بين أومليط وهاملت”.
كما تم في هذا اللقاء إنشاد بعض المقاطع من مسرحيات الراحل. وألقيت في حقه شهادات من طرف مجموعة من أصدقائه الفنانين ومجايليه وبعض ممن تتلمذوا على يديه.
ومن بين المشاركين في هذا اللقاء الاحتفائي، الفنانة المسرحية ثريا جبران، التي تولت إلقاء التعزية الملكية، التي جاء فيها أن الطيب الصديقي “مشهود له بالتألق والإبداع، والجرأة في التجديد، وبالتعريف بالمسرح المغربي عربيا ودوليا. وكان حريصا على استلهام مواضيع مسرحياته من عمق التراث الثقافي المغربي الأصيل، مما أكسبه إعجاب وتقدير جمهور واسع من عشاق فن المسرح في المغرب وفي الخارج”.
وكانت وزارة الثقافة حاضرة في هذا اللقاء من خلال كاتبها العام لطفي المريني الذي أشار إلى أن المسرحي الراحل كان فريد عصره، وأنه قام بأشياء غير عادية ومتفردة في عمله المسرحي وفي انشغالاته الفكرية.
وأبى المريني إلا أن يلقي بدوره قصيدة زجلية، استحضر فيها العوالم المسرحية للصديقي ورموزها.