> محمد حجوي
تصوير: رضوان موسى
جدد المجلس الوطني لمنظمة الطلائع أطفال المغرب المنبثق عن المؤتمر الوطني الخامس، الذي اختتم أشغاله صباح أمس الأحد ببوزنيقة، الثقة في رشيد روكبان رئيسا للمنظمة.
وحظي رشيد روكبان، المرشح الوحيد لرئاسة المنظمة، بإجماع أعضاء المجلس الوطني في دورته الأولى، كما صادق بأغلبية أعضائه، وعددهم 168 عضوا ثلثهم من الإناث، على لائحة أعضاء المكتب التنفيذي المقترحة من قبل رئيس المنظمة وفق القانون الذي ينظم سير أشغال المؤتمر.
وكان المؤتمر الوطني الخامس لمنظمة الطلائع أطفال المغرب الذي انعقد تحت شعار “دعونا نشارك”، قد واصل أشغاله ببوزنيقة يومي السبت والأحد وفق برنامج مكثف وموزع على شكل ورشات وجلسات عامة خصصت لمناقشة مختلف الوثائق المعروضة على المؤتمر الذي تميز بحضور حوالي 600 مائة مؤتمرة ومؤتمر يمثلون مختلف فروع المنظمة على الصعيد الوطني.
ومباشرة بعد الجلسة الافتتاحية التي التأمت مساء الجمعة الماضي، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، انتقل المؤتمرون لمركب الشباب والطفول ببوزنيقة، حيث تم عقد الجلسة العامة الأولى عرض فيها رئيس المنظمة رشيد روكبان التقرير الأدبي الذي استعرض فيه حصيلة المنظمة منذ المؤتمر الوطني الرابع في مختلف مستوياته الاشعاعية والتنظيمية والترافعية، بالإضافة إلى توقفه عند مجموعة من المحطات الفارقة في حياة المنظمة خلال الولاية السابقة، خاصة تخليد الذكرى الثلاثين للمنظمة وإطلاقها للعديد من الحملات إلى جانب منظمات تربوية وحقوقية والتي تهم قضايا الطفولة المغربية على وجه الخصوص.
كما توقف رشيد روكبان، في التقرير الأدبي، عند بعض جوانب القصور التي اعترت عمل القيادة المنتهية ولايتها، والتي كانت في مجملها مرتبطة بمجموعة من المشاريع التي كانت تعتزم المنظمة إطلاقها، وأطلقتها لكنها لم تحقق الأهداف المرجوة، وعزا رئيس المنظمة ذلك للعديد من العوامل الموضوعية المرتبطة بشركاء المنظمة بالإضافة إلى بعض العوامل الذاتية المرتبطة بضعف القوة الترافعية حول تلك المشاريع.
كما تميزت الجلسة العام الأولى بعرض للتقرير المالي من طرف نائب أمين المال كمال الشرايطي الذي فصل فيه مختلف أوجه الصرف ومصادر مالية المنظمة خلال الفترة الفاصلة بين مؤتمرين.
وبعد نقاش مستفيض دام حوالي أربع ساعات، تمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمتالي بالإجماع، بعد ذلك مباشرة أعلن عن استقالة المجلس الوطني وأعضاء المكتب التنفيذي المنتهية ولايتهم، وتم تكوين رئاسة المؤتمر من محمد حجيوي رئيسا وعضوية رشيد روكبان وحمادي بيتي ومنية لحكيم وفاطمة الزهراء برصات، كما تم الإعلان عن منسقي ومقرري لجن المؤتمر.
وطلية يوم السبت الماضي تواصلت أشغال المؤتمر بمناقشة وثائق المؤتمر داخل اللجن الأربعة، وهي لجنة الوثيقة التربوية بتنسيق كمال الشرايطي وتقرير جميلة أيت بلال ولجنة المخيمات الصيفية بتنسيق رشيد بوكبيدة وتقرير خديجة الباز، ثم لجنة القوانين بتنسيق عز الدين العمارتي وتقرير لبنى الصغير بالإضافة إلى لجنة البيان العام بتنسيق فاطمة الواحي وتقرير محمد الصفى.
وبعد يوم كامل من النقاش داخل هذه اللجن، تم المصادقة بالإجماع على تقارير اللجن بعد المناقشة خلال الجلسة العامة الثانية.
وتميزت الجلسة العام الثالثة بالمصادقة بالإجماع على البيان العام للمؤتمر الوطني الخامس لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، عبر من خلاله المؤتمرون عن مواقفهم المبدئية من مختلف القضايا التي تهم واقع الطفولة على المستوى الدولي والجهوي والوطني.
وعبر البيان العام للمؤتمر عن استنكاره للواقع الطفولة المغربية المحتجزة في ظروف قاسية، بمخيمات تندوف أمام صمت رهيب للمنتظم الدولي، كما عبر المؤتمر عن تضامنه المطلق مع الأطفال الموجودين بمناطق النزاع سواء في فلسطين المحتلة أو في سوريا والعراق وليبيا وهي الدول العربية التي تعرف فيها الطفولة انتهاكا صارخا جراء التقتيل والعنف والتهجير القسري محملا المنتظم الدولي مسؤولية هذه الأوضاع.
من جانب ثمن المؤتمر الوطني الخامس لمنظمة الطلائع أطفال المغرب الإصلاحات التشريعية التي عرفها المغرب والمتعلقة بحقوق الطفل بدءا بمدونة الأسرة وقانون الجنسية ورفع سن الرشد الجنائي إلغاء الفقرة الثانية المشؤومة من الفصل 475 من القانون الجنائي التي كانت تكافئ المجرمين المتورطين في جرائم الاعتداء الجنسي واغتصاب الطفلات القاصرات بتزويجهم من ضحاياهم وعدم متابعتهم والسماح لهم بالإفلات من العقاب.
كما عبر البيان العام عن استنكاره الشديد وتنديده باستمرار عمليات الاعتداء التي تطال الأطفال من خلال تعرضهم لكل أشكال الاعتداء والاستغلال الجنسي والاقتصادي، مستحضرا بأسى عميق حالات الوفيات والتشويهات الجسدية والنفسية، ومؤكدا على مواكبة منظمة الطلائع أطفال المغرب، وتتبعها للعديد من الملفات بكل الوسائل والآليات القانونية.
بالإضافة إلى ذلك، عبر المؤتمر الوطني الخامس، رفضه تحديد سن العاملات والعاملين المنزليين في أقل من 18 سنة انسجاما مع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، كما عبر عن رفض منظمة الطلائع أطفال المغرب تزويج الطفلات القاصرات البالغة أعمارهن أقل من 18 سنة، إلى جانب مطالبتها بتوسيع الفئة العمرية المحددة للأطفال في وضعية صعبة برفع العتبة العمرية المقررة إلى 18 سنة، عوض 16 سنة المعمول بها حاليا.
وكانت لجنة الانتداب التي تتكون من أعضاء سابقين في قيادة المنظمة، وهم رشيدة الطاهري كأول رئيسة للمنظمة والطيبي الطويل الرئيس الأسبق للمنظمة وموسى الكرزازي أحد مؤسسي المنظمة وأحمد الزاوي من قدماء المنظمة وأنس نومير عضو المكتب التنفيذي السابق، وتمثلت وظيفة هي اللجنة في التدقيق في قانونية المؤتين وحصرهم.
ووفق ما أعلنت عنه لجنة الانتداب فقد بلغ عدد المؤتمرين والمؤتمرات خلال المؤتمر الخامس لمنظمة الطلائع- أطفال المغرب 594 شخصا، قدموا من 112 فرعا من مختلف جهات المملكة، ضمنهم 193 مؤتمرة و401 مؤتمرا، 75.5 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 سنة بمعدل 448 مؤتمر ومؤتمرة، في حين 14.8 بالمائة تتراوح أعمارهم بين 35 و45 سنة بمعدل 88 مؤتمر ومؤتمرة، و9.8 بالمائة تفوق أعمارهم 45 سنة بمعدل 58 مؤتمر ومؤتمرة. ينقسمون بين 262 طالبا وطالبة و 91 موظفا وموظفة و128 مستخدما ومستخدمة و113 معطلا ومعطلة، حيث بلغت النسبة على التوالي 44.1 و15.3، 21.5 و19 بالمائة.