تبدأ اليوم بالعاصمة الإسماعيلية مكناس فعاليات الملتقى الدولي الثاني عشر للفلاحة، وذلك تحت شعار: “النشاط التجاري الزراعي وسلاسل القيمة الفلاحية المستدامة”، كما تقام المناظرة التاسعة للفلاحة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، وتنكب على موضوع مركزي هو: “إمدادات الماء، الفلاحة والأمن الغذائي”، ويمثل هذا الموعد، الذي يستمر إلى غاية 23 أبريل الجاري، مناسبة، ككل عام، لاستحضار محورية القطاع الفلاحي في تطلعنا التنموي العام، وعلى مستوى تطوير واقع عيش شعبنا، والنهوض بساكنة الأرياف والفلاحين.
إن شعار مناظرة الفلاحة يحيل رأسا على رهان أساسي يطرح اليوم على بلادنا، كما هو مطروح على عديد بلدان أخرى وعلى المجتمع الدولي ككل، وهو حماية الموارد المائية وترشيد استعمالها وصيانة البيئة تبعا لذلك، كما أن شعار الدورة الثانية عشرة من الملتقى يحيل، هو بدوره، على قطاع التجارة الفلاحية، وعلى أهميته في ناتجنا الداخلي وفي حجم اليد العاملة، بالإضافة إلى ما يمثله من تطلعات وإمكانيات على مستوى تنافسيته وتطوره الصناعي وانعكاس ذلك على المستهلك، وعلى التنمية الفلاحية بصفة عامة.
لقد راكم معرض مكناس تجربة على امتداد سنوات إقامته، وهو اليوم يعد من أهم المعارض الفلاحية بإفريقيا، كما أنه يطور تدريجيا سمعته الدولية، وقد أسس لذاته إشعاعا إقليميا وعالميا مهما داخل الأوساط المهنية المهتمة، علاوة، بالطبع، على شهرته الوطنية داخل البلاد، حيث يحظى بزيارة العديد من الأسر والمهنيين من مناطق مختلفة، وكل هذا نتج عنه أيضا حركيّة تجارية وسياحية وخدماتية لفائدة المدينة الإسماعيلية.
معرض مكناس يشهد كذلك فرص تواصل ولقاء بين مهنيي القطاع، ومناسبة للتعريف بتنوع وثراء الفلاحة المغربية ومميزاتها الإنتاجية، وأيضا ما تقدمه من ممكنات استثمارية وفرص للشراكة والتعاون.
ويتميّز معرض مكناس، في السياق ذاته، بحضور عارضين من عشرات الدول عبر العالم، يصل عددها هذه السنة مثلا إلى حوالي 56 دولة، من بينها إيطاليا التي أختيرت ضيف شرف هذه الدورة.
وتعتبر إيطاليا بلدا فلاحيا مهما في أوربا والعالم، وهي ترتبط بشراكة وعلاقات تعاون مع المملكة منذ ستينيات القرن الماضي.
المعرض كذلك هو فرصة للتعرف على آخر الابتكارات في المكننة والتقنيات الفلاحية، والاطلاع على تجارب وطنية ودولية متنوعة، والسعي لإبرام وتطوير شراكات استثمارية وصناعية وتجارية بين المهنيين…
معرض الفلاحة، الذي يتزامن موعده مع اقتراب عرض برنامج الحكومة الجديدة، واعتبارا لما تقدمه مناقشات أشغاله، وخاصة على مستوى جلسات المناظرة، يجب أن تنصت السلطات العمومية إلى مقترحات المهنيين المشاركين فيه، وأن تسعى للتفاعل معها، وأن تستحضر الخلاصات والمطالب ضمن برامجها وإصلاحاتها، وذلك أولا للنهوض بواقع الأرياف في بلادنا ولتحسين عيش صغار الفلاحين، وثانيا من أجل تطوير فلاحتنا وحماية الموارد المائية وتجويد الحكامة الفلاحية وتمتين المتانة الإنتاجية والاستثمارية للقطاع وتنافسية صادراته.
محتات الرقاص