أفادت معطيات، صادرة بشكل مشترك عن الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب ومعهد الحسن الثاني للبحث الزراعي والبيطري، عن توفير قطاع الحليب لنحو 460 ألف منصب شغل دائم في سلسلة قيم الإنتاج، وتحقيقه لرقم معاملات يناهز 13 مليار درهم، تضخ نحو 50 في المائة منها في العالم القروي.
جاءت هذه المعطيات في إعلان الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب ومعهد الحسن الثاني للبحث الزراعي والبيطري عن تنظيمهما اللقاءات الدولية في دورتها الثانية حول قطاع الحليب كقاطرة للتنمية، يوم غد الأربعاء وبعد غد الخميس بالرباط، وذلك بشراكة مع المنظمة الدولية للأغذية والمعهد الوطني للبحث الزراعي، ومعهد الزراعة والبيطرة والغابوي الفرنسيين.
وأكد الطرفان المنظمان أن هذه اللقاءات التي سيشارك فيها ممثلو 13 بلدا، تعد بمثابة أرضية للنقاش حول الوضعية الراهنة لسلسلة إنتاج الحليب، والإمكانات الكبيرة التي يمكن استغلالها مستقبلا خاصة على الصعيد الدولي، مشيرين إلى الأهمية التي بات يحتلها قطاع الحليب والذي يمكن أن يتحول لسلسلة محورية في الدورة الاقتصادية الخاصة بفئة الفلاحة، عبر التأهيل المهني لمنتجي الحليب، وتطوير التصنيع.
ومن المقرر أن تتمحور أشغال اللقاء الذي سيحضره عدد من الخبراء في المجال، حول أربعة محاور موضوعاتية، تشمل تطور الأسواق المحلية والدولية، ودور المواد الحليبية في التغذية، وقطاع الحليب كسلسلة إنتاجية تمثل عاملا اجتماعيا واقتصاديا في العالم القروي، وكذا موضوع الاستعمال المستدام للموارد المائية في إنتاج الحليب.
وأشارت الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب ومعهد الحسن الثاني للبحث الزراعي والبيطري إلى أنه، خلال هذه اللقاءات، ستعطى عناية خاصة لموضوع تحليل تأثير السياسة القطاعية، ودور النساء والشباب في النهوض بالقطاع، وكذا الآفاق والتحديات في البلدان السائرة في طريق النمو.
هذا وتعد اللقاءات الدولية التي ستحتضنها الرباط، بداية من يوم غد الأربعاء، الثانية من نوعها بعد اللقاءات الدولية الأولى التي احتضنت أشغالها مدينة رين الفرنسية سنة 2014، حيث أكد المنظمون أن عقد هذه الدورة بالمغرب يعد اختيارا استراتيجيا، هدفه إشراك أكبر للبلدان الإفريقية والبلدان السائرة في طريف النمو في الحوار الرامي إلى رفع الإنتاج لتنشيط الدورة الاقتصادية وتوفير فرص الشغل.
ويرى عبد الرحمان بن لكحل المدير العام الفيدرالية البيمهنية، في تصريح للصحافة، أن “المغرب يمتلك تجربة كبيرة في مجال سلسلة إنتاج الحليب، والتنظيم المهني للقطاع وكذا إنتاج الحليب في ظل ظروف اتسمت بشح التساقطات المطرية”.
وأضاف في هذا الصدد أن المغرب له القدرة على المساهمة في نقل المعرفة وتقاسم التجارب بين البلدان الأوروبية والإفريقية، وذلك في إطار تعاون جنوب – جنوب”، مشيرا إلى أن سلسلة الحليب بالمغرب تهم حوالي 300 ألف مربي للأبقار الحلوب، حيث أن 90 في المائة منهم يستغلون أقل من 10 رؤوس، علما أن عقد البرنامج لتنمية سلسلة الحليب يهدف إلى بلوغ 4 ملايير لتر في حدود سنة 2020، ما يعادل زيادة بـ 1.55 مليار لتر، مقارنة مع سنة 2015، وزيادة رقم المعاملات ليصل إلى 23 مليار درهم، علاوة على الاستثمارات بالضيعات الكبيرة، فيما يعد تأطير وإدماج المربيين الصغار والمتوسطين في سلسلة قيمة فعالة، أساسيا وضروريا للوصول إلى الأهداف الطموحة المحددة، حسب ما يؤكده المنظمون.
فنن العفاني