التقدم والاشتراكية يكرم الباحث والمناضل عبد القادر برادة

> محمد  حجيوي
دأبت الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية، منذ طبعتها الأولى، على تكريس مبدأ الاعتراف بعطاءات وإسهامات العديد من الرواد والمناضلين الذين بصموا المشهد الوطني في مجالاته المتعددة، من الفكر إلى الإبداع،  وإلى السياسية وغيرها من الحقول المعرفية والاجتماعية.   
هذه الدورة التي التأمت أول أمس حول موضوع “القطاع العام والخدمات العمومية بالمغرب”، لم تخرج عن القاعدة، واحتفت، في جو متميز، بواحد من أعلام الفكر الاقتصادي ببلادنا، الأستاذ والباحث الاقتصادي المناضل عبد القادر برادة الذي يظل وفيا للمبادئ التقدمية والقيم السامية التي تربى عليها ضمن مدرسته السياسية المتميزة المتمثلة في حزب التقدم والاشتراكية، مع التزامه، في التعاطي مع قضايا تخصصه، بالمقاربة العلمية الرصينة والصارمة.  
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن تكريم المناضل والمفكر عبد القادر برادة، هو اعتراف واعتزاز بعطاءات هذا الرجل التي لا تنضب، مشيرا إلى أن المحتفى به السي عبد القادر برادة لا يزال حاضرا بقوة كباحث اقتصادي من طراز رفيع، وباحث جاد،  ومثير للاهتمام وربما للجدل أيضا “بالمعنى الإيجابي”، سواء في المغرب أو خارجه، ولا أدل على ذلك من أن مقالته المنشورة مؤخرا، وتحديدا في نونبر 2015، بالعدد 23 من مجلة “سنة المغرب العربي” revue L’Année du Maghreb، متوفرة الآن في أزيد من 230 مكتبة أجنبية.
وأضاف نبيل بنعبد الله أن عبد القادر برادة، كان إلى جانب رفاق آخرين، المشكلين لما كان يعرف باللجنة الاقتصادية للحزب، سندا قويا للقائد التاريخي لحزبنا، الرفيق المرحوم علي يعته، من حيث تقديم الاستشارات والمعطيات اللازمة، خاصة لدى مناقشة قوانين المالية، لكي يضطلع سي علي “منذ1977” بدوره كنائب برلماني يقر الجميع بأنه كان لوحده نائبا بدرجة فريق نيابي كامل ومتكامل.
وبما أن الأستاذ عبد القادر برادة من رجالات الفكر الاقتصادي ببلادنا، فقد قدم في حقه محمد شيكر رئيس مركز عزيز بلال للدراسات والأبحاث الاقتصادية، شهادة ضافية ومؤثرة، لقيت إعجاب المشاركين في الجامعة السنوية الذين وقفوا لمدة طويلة للتصفيق بحرارة تقديرا للرجل ولإسهاماته التي لا تنضب.
 فقد قال في حقه محمد شيكر إن “الأستاذ عبد القادر برادة يستحق أكثر من الاحتفاء والتكريم، عرفانا بعطاءاته، وأيضا لأنه يمثل امتدادا وتتويجا لمسار فكر الراحل عزيز بلال”، مشيرا إلى أن السي عبد القادر “ظل لا يتبرم في قول الحق ولو على نفسه، ولا يقبل الصمت، وكان بمثابة سيف لم يغمد ولو للحظة، لا يخاف لومة لائم في الجهر بالحقيقة ولا يخشى التشهير بالريع وبضرورة التصدي للتخلف”.
وأضاف محمد شيكر أن اجتهادات السي عبد القادر برادة في مجال تخصصه المتمثل في المالية العمومية جالت الآفاق، وأن من سمات المحتفى به أنه حين يتطرق لموضوع يفه حقه من التحليل الرصين والموضوعي.  
من جانبه، اعتبر عبد القادر برادة، المحتفى به، أن لحظة تكريمه من طرف حزب التقدم والاشتراكية، تنم عن أسلوب حضاري، مستحضرا العديد من الذكريات الجميلة التي أعادته إلى باريس، وإلى جامعة كرونوبل وإلى مقر حزب التقدم والاشتراكية بزنقة أسفي بالرباط.
وفي تسليطه الضوء على التطور الذي عرفه المغرب، قال عبد القادر برادة “في سبعينيات القرن الماضي، كنا نضطر للكتابة بأسماء مستعارة حتى لا يعرفوننا”، مشيرا إلى أن “مغرب اليوم في حاجة إلى رجاله ونسائه الذين لم يغيروا من قناعاتهم، وظلوا على عهدهم أوفياء”، معبرا عن فخره بانتمائه لـ “عائلة سياسية لم تغير من جلدها، وظلت مؤمنة بأن على اليسار أن يكون مستعدا للمساهمة في حل مشكل البلاد بشكل تدريجي”.  
وأضاف عبد القادر برادة الذي قال “إنه يتفاءل خيرا بالمستقبل”، أن تكريم الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية، لشخصه، هو تكريم لكل الجامعيين والباحثين الذين يتعين أن تتاح لهم الفرصة وتعطاهم الإمكانيات ليتمكنوا من خدمة بلدهم.  
وكانت لحظة تكريم الأستاذ برادة، لحظة قوية، جسدت عمق السلوك الحضاري لمدرسة حزب التقدم والاشتراكية، في الاعتراف بعطاءات الرواد الذين يعتبر عبد القادر برادة واحدا منهم، وباعتباره أيضا النموذج الفذ للشخصية المغربية التي أثرت الفكر الاقتصادي المغربي الحديث، فهو من القلائل الذين يتميزون بالموسوعية والشمولية والتنويع، وأن أعماله تتوزع على مختلف مجالات الفكر الاقتصادي والمالية العمومية، وقد ظل في كل كتابته، مسكونا بهاجس الإصلاح وبالطموح نحو رؤية وطنه يرتقي الدرجات نحو وضع أفضل في شتى المناحي الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية. 

Related posts

Top