أكادير: فريق طبي في حملة صحية بجماعة تدرارت

> حسن أومريــبط
في إطار تطبيق اتفاقية الشراكة بين القطاعية الموقعة سنة 2012 في مجال الصحة المدرسية والجامعية، نظمت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بأكادير إداوتنان وبتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني حملة طبية همت بالخصوص تلميذات وتلاميذ المستويات الأولى بالسلكين الابتدائي والاعدادي.
ولهذا الغرض حلت مجموعة من الأطقم الطبية بدوار أكرسواكوتدرارت لفحص التلميذات والتلاميذ المتمدرسين المستهدفين بمجموعة مدارس حليمة السعدية وبالثانوية الاعدادية عقبة بن نافع والذين استفادوا من عروض تقديمية وإرشادية ذات البعد التوعوي إضافة إلى فحوصات دقيقة ومركزة، استهدفت بالخصوص البصر والأسنان والفحوصات العامة التي قام بها فريق طبي مكون من أطباء وممرضين وتقنيين مختصين في طب الأسنان والعيون والطب العام، والذين قاموا بمجهودات كبيرة لإنجاح مهمتهم الطبية التي طغى عليها الطابع الإنساني والاجتماعي، لاسيما، وأن الجماعة تفتقر لأبسط الظروف الصحية في ظل الإغلاق شبه الكلي للمركز الصحي الوحيد المتواجد في ترابها وفي ظل البعد الجغرافي للدواوير والمداشر التابعة للجماعة، من المركزين الصحيين التابعين لإيموزار وتقي، الشيء الذي دفع بأصحاب البدلة البيضاء المشاركين في هذه الحملة الصحية إلى تمديد مهمتيهم التفقدية والعلاجية إلى وقت متأخر من النهار.
التفاتة، كان له وقع إيجابي كبير على ساكنة المنطقة وعلى آباء وأولياء المتعلمات والمتعلمين الذين استحسنوا المبادرة ونوهوا بالخدمات الجليلة التي قدمت لهم بسخاء خاصة وأن غالبية الساكنة من الطبقة المقهورة والمغلوبة على أمرها تعوزها امكانيات توفير فرص الفحص والعلاج لفلذات أكبادها، إلا من خلال بعض الزيارات الطبية المحتشمة التي تقوم بها بعض جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في المنطقة وفي مناسبات محدودة يصعب معها الإحاطة بكل المشاكل الصحية لساكنة هذه المناطق المحسوبة على المغرب العميق .
وبخصوص الأهداف من وراء هذه المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة، أكدت الدكتورة أسماء هومام، رئيسة مصلحة التجهيز والأعمال التنقلية الإقليمية لبيان اليوم، على أهمية هذه الحملات الطبية التي تستهدف بالخصوص المؤسسات التعليمية بالعالم القروي الذي يعاني ما يعانيه من مشاكل وأوجاع، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بساكنة هذه المناطق التي تتأثر بكل الفصول، قساوة البرد وخطورة التساقطات على مساكنها المتواضعة في الخريف والشتاء، وجفاء الطبيعة وشدة الحرارة المشفوعة بنذرة المياه، وانتشار الحشرات السامة والضارة صيفا، تضيف المسؤولة بالمندوبية الإقليمية بوزارة الصحة التي أوضحت بأن هذا  الوضع صعب وقاس على أبناء هذه الربوع العميقة، داعية إلى ضرورة  تجند  الجميع  وإلى تتضافر كل الجهود للتخفيف على الأقل من وطأته، وهي السياسة التي سنتها الوزارة الوصية في السنتين الأخيرتين من خلال برامجها المكثفة المسطرة أفقيا وعموديا ابتغاء الاستجابة لانتظارات ومطالب سكان المناطق النائية من مختلف بقاع المملكة .
واستطردت الطبيبة قائلة بأن زياراتها المتكررة لمجموعة من المؤسسات التعليمية القروية من خلال هذه الحملة الوطنية للكشف والتكفل بالمشاكل الصحية للفئة المتمدرسة، سمحت لها وللأطقم الطبية والتمريضية المرافقة لها بالوقوف على مجموعة من حالات مرضية تستوجب التدخل الميداني العاجل، كما وقفوا على حالات تتطلب المزيد من الفحوصات السريرية والكلينيكية الدقيقة تبعا لدرجة خطورتها على  التلميذ المريض وعلى زملائه في الدراسة، وهذا في حد ذاته، تقول المتحدثة، مؤشر أساسي على ضرورة إيلاء أهمية قصوى للجانب الصحي بالمؤسسات التربوية المتواجدة في الأرياف والقرى البعيدة.
واختتمت هومام ردها بإشادتها القوية بالعمل الجبار الذي تقوم به الأطقم المشاركة في هذه الحملة الطبية التي تستغرق أزيد من ثلاثة أشهر والمنظمة تحت شعار “صحة جيدة لتمدرس ناجح”والتي تلامس عن قرب الهموم الصحية والسيكولوجية للطفل القروي بالجماعات القروية لأمسكرود وإيموزار وتدرارتوالتامريوإمسوان، في انتظار تعميمها على باقي الجماعات القروية المتبقية.

Related posts

Top