لقاء حول التجربة الأدبية والنقدية لزهور كرام ومحمد مفضال

تستمر المكتبة الشاطئية بالجديدة كعادتها كل صيف في استقطاب العديد من المفكرين والروائيين والشعراء والنقاد لإماطة اللثام عن مجموعة من القضايا والظواهر الإبداعية، وهكذا  كان لعموم الحضور الكريم موعد مع لقاء مفتوح بحضور الروائية والناقدة زهور كرام والباحث  في الثقافة الرقمية محمد مفضال  في موضوع الثقافة الرقمية، سير هذا اللقاء الثقافي المعرفي الأستاذة سعيد الأشهب والأستاذ عبدالفتاح الفاقد.
وقبل أن تغوص الأستاذة سعيدة الاشهب في عالم الكتابة لدى ضيفة هذه الحلقة الدكتورة  زهور كرام ، ألقى بالمناسبة  عبدالله السليماني محافظ المكتبة الوسائطية التاشفيني كلمة رحب من خلالها بالدكتورة زهور كرام، وكافة الحاضرين  شاكرا كل الداعمين والشركاء. 
وتكلفت المبدعة سعيد الأشهب بإعداد ورقة حول الضيفة كأرضية لنقاش، تناولت بالأساس أهم إصدارتها وخاصة كتابها الأخير في الكتابة الرقمية، مؤكدة في كلمتها أن الروائية والناقدة كرام استطاعت أن تجمع بين الإبداع السردي والبحث الأكاديمي، ونجحت فيهما أيما نجاح، وهي التي قال عنها سعيد يقطيف في كتابه “فتنة الإبداع “: ” لا يمكن الحديث عن زهور كرام 
وعن اهتمامها الثقافي والإبداعي وما يتميز  به من جرأة وتبصر، دون التركيز على البعد  الأخلاقي  والإنساني في سلوكها  وعلاقاتها، إنها كما تشتغل بالبحث الأكاديمي والإبداع،  تتحدد علاقاتها بزملائها الباحثين والمبدعين والطلبة، في ضوء  المبادئ والأخلاق 
التي تؤمن بها وتكرس جهدها  لذلك، حيث نجدها تبرئ نفسها عن الاهتمام  بما لا يعنيها من سفاسف الحياة، أو الخوض فيما يضر بالعلاقات الإنسانية أو تسيء إليها، منشغلة أكثر بما يفيدها ويطور تجربتها الأكاديمية والإبداعية.
وأضافت الأستاذة الأشهب أن هذا   البعد الإنساني أكسبها محبة الجميع لها، وتتجسد اليوم من خلال هذا الكم الغفير من الحاضرين والطلبة المهتمين، لأنها “ممن يؤلف ويألف “حسب الناقد سعيد يقطين.
وعددت الأشهب إصدارات الدكتورة كرام، 
منها  “جسد ومدينة”، “السرد النسائي العربي”، “مولد الروح”، “الادب الرقمي”، “نحن والتراث الرقمي” وهو موضوع حلقة هذا المساء.
إلى ذلك تحدثت الدكتورة زهور كرام عن  بداياتها الأولى في عالم الكتابة، معتبرة أن فعل الكتابة ينطلق من القراءة، وهو سلوك تولد لديها منذ الصغر، ولعل للأسرة دور فعال في ذلك، لأنني عندما فتحت عيني وجدت الوالد يتأبط كتابه وصحيفة كل صباح، وأخذت منه توجيهات كثيرة  وتشحيعات  على القراءة وحب القراءة، تقول كرام. 
وفي معرض حديثها عن تجربتها الكتابية، أكدت على أننا لا يمكن أن نكتب في غياب القراءة، لأن القراءة ثقافة، فن، تربية، هواية، شغف، وكل واحد يكتب، لكن طرق الكتاية تختلف، لأننا بكل بساطة عندما نقرأ  نحن نفكر، نصنع عوالم  من هذا التفكير والبعض يحولها  إلى كتابة، وقد لا يتوفق البعض الآخر، وهذه هي النقطة المفصلية في الكتابة.
وبالرجوع إلى الكتابة الرقمية، توضح المحتفى بها أن الأمر يختلف عن الكتابة السردية، لأن في الرقمية يحاول الكاتب أن يعرف كيف يتكيف مع النظرية الفيزيائية، لأنه بكل بساطة لا يمكن أن تفهم بعض الأشياء في الكتابة الرقمية دون فهمها على مستوى النظرية الفيزيائية.
ومن جهته، قدم الأستاذ عبد الفتاح الفاقد قراءة مستفيضة في كتاب الباحث في الكتابة الرقمية محمد مفضال، حيث أحاط الفاقد تفسيرا وتحليلا بكتاب مفضال “السخرية في الثقافة الرقمية”،  متطرقا  بتفصيل إلى دواعي الكتابة الرقمية، وتضمن كتاب مفضال دراسة
إحصائية لعدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والذي ناهز 15 مليون مغربي  ناشط على الفاسبوك، كما تضمن الكتاب صورا ساخرة من الواقع المغربي المأزوم.

> عبد الله مرجان

Related posts

Top