تابع الرأي العام الرياضي ومعه الجمهور الكروي عبر القنوات التلفزية، الشجار الذي وقع بين المدربين وليد الركراكي والإسباني خوان كارلوس غاريدو، مباشرة بعد نهاية مباراة فريقي الفتح الرباطي والرجاء البيضاوي برسم إياب ثمن نهائي كأس العرش في كرة القدم.
وتبين من خلال اللقطات القصيرة التي تسربت عبر النقل التلفزي لقناة الرياضية، رغم أن مخرج المباراة حاول إخفاء الواقعة، أن هناك مواجهة حقيقية، ألغت كليا مبدأ الروح الرياضية العالية المفروض أن تطبع العلاقة بين الرجلين والمفروض أن يقدما المثال والنموذج الحقيقي للأخلاق والتربية.
انطلق الأمر بمزايدات كلامية، لتتطور الحالة إلى ما هو أكثر من الشجار اللفظي، لولا تدخل أفراد من الطاقمين التقني للفريقين.
خلال التصريحات الصحفية التي أعقبت المباراة تقدم الركراكي باعتذار للمدرب الإسباني، إلا أن هذا الاعتذار لا يلغي أبدا مسؤوليته فيما حدث، فهو الذي كان السباق إلى الإدلاء بتصريحات مستفزة بعد مباراة الذهاب، والتي انتهت بتعادل أبيض اعتقد بعده وليد أن فريقه وضع القدم الأولى في الربع، دون أن يأخذ بعين الاعتبار أن المباريات تختلف، خاصة إذا كان يواجه فريقا قويا يقوده مدرب متمكن.
وليست هذه المرة الأولى التي تصدر فيها عن الركراكي سلوكات وتصريحات مستفزة ومثيرة للجدل، صحيح أنه من الجيل الجديد من المدربين الشباب داخل البطولة الوطنية، وقاد ممثل العاصمة الإدارية إلى تحقيق مجموعة من الألقاب سواء بكأس العرش أو البطولة، رغم أنه لا يملك تجربة كبيرة في ميدان التدريب باستثناء مساعدته لرشيد الطاوسي عندما كان الأخير مدربا للفريق الوطني.
الركراكي يتسم بشخصية عملية وجرأة غير مسبوقة، ويحب التواصل والإدلاء بتصريحات لا تخلو من إثارة، إلا أنها تتعدى أحيانا حدود المتعارف عليها.
إلا أن الملاحظ هو إصرار الركراكي على إثارة ردود فعل اتجاه تصريحاته ومواقفه التي لم تسلم منها أي جهة بما في ذلك الإعلام الرياضي، كما أنه يصر على توجيه انتقادات وتلميحات موجهة أساسا لفريقي الوداد والرجاء، مما جعله اسما غير محبوب من طرف قاعدة واسعة ليس من جمهور الفريقين فقط، بل حتى جماهير باقي المدن المغربية.
كل هذا يؤكد أن هذا الدولي السابق الذي دافع عن القميص الوطني في العديد من المناسبات، وتحول في ظرف قياسي إلى مدرب “ناجح”، لا يحقق نفس الميزة على مستوى علاقاته العامة وطريقة تعامله مع المحيط الرياضي عموما، كما أن سلوكه لا ينسجم مع الحكمة والهدوء والعقلانية التي يتسم بها عادة تسيير ناد عريق كالفتح الرباطي.
وعليه، فإن وليد مطالب بتغيير سلوك جلب العديد من ردود الفعل الغاضبة، والتي بدأت تؤثر حتى على صورة الفتح في عيون الأوساط الرياضية الوطنية، خاصة وأن الركراكي قد يتحول مستقبلا إلى مدرب لأي فريق مغربي آخر، وهذه هي الحقيقية التي يجب أن يستحضرها قبل أن يطلق العنان لتصريحات وسلوكات غير مسؤولة تماما.
محمد الروحلي