موعد هام ينتظر الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، اليوم السبت، وهو يخوض مباراته الحاسمة والمصيرية أمام منتخب الكوت ديفوار، على ملعب “هوفيت بوانيي” بأبيدجان، ابتداء من الساعة الخامسة والنصف بالتوقيتين المحلي والمغربي، برسم آخر جولة من التصفيات الأفريقية المؤدية مباشرة لكأس العالم بروسيا 2018.
هذا الموعد تتجلى أهميته في ضرورة ضمان نقطة واحدة فقط، كافية للعبور نحو أعراس المونديال الصيف القادم، والتواجد ضمن صفوة كرة القدم العالمية، والتي غابت عنها كرة القدم الوطنية لعقدين من الزمن.
غياب قاس حمل الكثير من السلبيات، وأثر كثيرا على مناعة الرياضة الشعبية الأولى وطنيا، وبالتالي فمن غير المقبول استمرار هذا الغياب المؤثر.
وعلى هذا الأساس، كان على الجامعة المشرفة ضمان كل الشروط الأساسية لجعل المنتخب الأول قادرا على المنافسة قاريا، حيث أحاطته بكثير من الرعاية والاهتمام حتى في أدق التفاصيل، دون إغفال أي جانب من الجوانب التي يمكن أن يكون لها تأثير على كل مراحل الإعداد، إلى درجة التعاقد مع طباخين وممولين ومختصين في التغذية، والاعتماد على مواد محملة من المغرب، دون إغفال تخصيص رحلات مريحة على طائرات خاصة وغيرها من الامتيازات يمكن وصفها بـ “الفشوش”.
أهمية خاصة إذن تعطى لمسألة التأهيل لكأس العالم، بحكم أن تحقيق هذا الهدف الذي يشغل بال مختلف الأوساط الرياضية، ومعها فئات عريضة، بحكم أن هذا المنتخب يمثل شعبا بكامله، فالتأهيل سيخلق أجواء إيجابية، وسيساهم في تحفيز الكثير من الطاقات، كما سيشجع على الانخراط في الشأن الرياضي عموما، وهذا ما تطمح له الجامعة الحالية، التي قطعت أشواطا مهمة، على طريق هيكلة المؤسسة الجامعية وتحسين البنيات التحتية وتكوين الأطر، واعتماد مبدأ التخصص والزيادة في الدعم المالي، وغيرها من الجوانب التي تؤكد أن هناك رغبة قوية في جعل كرة القدم الوطنية رائدة قاريا.
إلا أن كل هذه المكتسبات لابد لها من نتائج محفزة، وتأهيل الفريق الوطني للمونديال يدخل في هذا الإطار، لأنه سيمكن من تحقيق الطفرة المطلوبة.
صحيح أن المهمة اليوم ليست سهلة في مواجهة الإيفواريين الذين تمتلكهم هم أيضا الرغبة في تحقيق نفس الهدف، إلا أن “أسود الأطلس” سيدافعون – كما عودونا على ذلك منذ التحاق هيرفي رونار- بقتالية وإصرار كبير ورغبة قوية في تحقيق الفوز، وهذه مميزات مهمة طبعت أداء العناصر الوطنية خلال كأس أمم أفريقيا بالغابون، وخلفت ارتياحا كبيرا وسط الجمهور الرياضي، وننتظر أن تكون حاضرة في مباراة اليوم.
نقطة واحدة تزن ذهبا في تاريخ كرة القدم، كافية لجعل الفريق الوطني حاضرا ضمن كبار القوم، نقطة واحدة تطلبت الكثير من الجهد، والإعداد والتفكير والرحلات المكوكية، وتعبئة كل الموارد المالية والبشرية وتقديم تضحيات كبيرة، في سبيل تحقيق الهدف، بعد كل هذا: ألا يستحق المغرب الوصول إلى المونديال؟…
نعم هناك استحقاق إلى أبعد الحدود، فمن يحتل مركز الريادة سياسيا واقتصاديا وتنمويا، ومن أصبح مؤثرا في القارة الأفريقية بجميع المجالات، يستحق بالفعل تمثيلها في كل المحافل، ومونديال كرة القدم أولى هذه المواعيد الهامة…
> محمد الروحلي