في دورة جماعية وُصفت بالاستثناء في تاريخ المجلس الجماعي بسوق السبت بالنظر إلى طول مدتها، وتعدد نقط جدول أعمالها، أجمع متدخلون على أن مستشفى القرب بسوق السبت في حاجة ماسة لتقوية الموارد البشرية وتوفير التجهيزات وترشيد الخدمات ببعض الأقسام، وأقروا أن قطاع النظافة يعرف تراجعا، وأن التعمير بات يطرح العديد من الإشكالات التي تُفوت على الجماعة مئات الملايين.
ونوه باشا المدينة بمجهودات محمد قرناشي عامل إقليم الفقيه بن صالح ورئيس المجلس الإقليمي بدينامية الأطر الطبية التي تشتغل في صمت من أجل تفعيل خدمات مركز القصور الكلوي بالمدينة، مؤكدا على أن افتتاح هذا المرفق سيشكل لا محالة إضافة نوعية للقطاع الصحي، وسيعمل في غضون بضعة أسابيع على الحد من معاناة هذه الفئة التي يتزايد عددها بالإقليم.
وطالب مستشارون خلال ذات الدورة بفسخ العقدة مع شركة النظافة، وقالوا إنه على الرغم من ارتفاع تسعيرة الصفقة مقارنة مع الشركة السابقة، إلا أن الخدمات لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، ولم تحترم في جوانب عدة منها منصوص دفتر التحملات، واعتبرت مستوى المراقبة والتتبع ضعيف جدا.
وأكد خالد اختياري المسؤول المحلي عن الشركة على أن خصوصية المنطقة (طابع قروي فلاحي)، ووجود السوق الأسبوعي في قلب المدينة، وتوالد أسواق أخرى صغيرة (جوطيات)، وانتشار الباعة الجائلين وكثرة بائعي المتلاشيات، واستعمال الحاويات لأغراض ذاتية أحيانا وحرقها أحيانا أخرى، واشتغال أرباب العربات المجرورة بدون حفاظات الأوساخ، كلها عوامل مستعصية تشكل إكراها حقيقيا لعمال النظافة، واقتضت من الشركة إعادة النظر في “آليات اشتغال” جديدة ومكلفة.
وطالب اختياري من كافة المسؤولين مد يد المساعدة للحد من تدخلات المواطنين السلبية، وشدد على أهمية الفاعل الجمعوي في التعبئة والتحسيس، وقال إن الشركة تفقد عشرات الحاويات سنويا بسبب غياب وعي حقيقي بأهمية النظافة، وعلى الرغم من ذلك فإنها تسعى إلى التفاعل مع كل المستجدات حتى لو لم تكن ضمن بنود دفتر التحملات، ولا أدل على ذلك، يقول، تدخلاتها الإضافية للحد من نفايات السوق الأسبوعي، والحد من أدخنة مطرح النفايات الذي أضحى، يقول المسؤول، عائقا حقيقيا أمام عمال الشركة وبات موضوعا ملحا يستوجب التفكير في بدائل أخرى قبل فوات الآوان.
وأكد المتحدث على أن الشركة ملتزمة بجمع النفايات بنسبة 100 بالمائة، وأنها خلال كل سنة تعضد أسطول الحاويات بالعدد المتفق عليه، وتكنس شوارع المدينة وأزقتها في الزمن المخصص لها ووفق ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات مع الاهتمام أكثر بمداخل المدينة استجابة لاقتراحات السلطات المحلية.
ونبه رئيس المجلس الجماعي، في السياق ذاته، إلى خطورة تراجع خدمات النظافة، وشدد على أهمية الالتزام بكناش التحملات، ودعا لجنة المتابعة إلى القيام بأدوارها في هذا النطاق ومد المجلس الجماعي بتقارير واقعية، ودعا كافة الفعاليات إلى الانخراط بقوة في عمليات التحسيس، ولما لا التفكير في القيام بأنشطة موازية بدار الشباب بتنسيق مع المجلس الجماعي.
وبخصوص قطاع التعمير، قال مستشارون جماعيون إن مستجدات القطاع قد فوتت على الجماعة مئات الملايين وان نسبة المداخيل قد تراجعت بشكل ملحوظ، واعتبر ممثل الوكالة الحضرية جماعة سوق السبت محظوظة، وقال إنها قريبا ستتوفر على تصميم التهيئة بما يعني أنها سبقت الكثير من الجماعات الترابية في هذا المجال، مثل بني ملال وتادلا، والفقيه بن صالح، وقال إن الوكالة تتوفر على سبع دراسات سيتم إدماجها في تصميم التهيئة.
واعتبر ممثل الوكالة قطاع التعمير من أصعب القطاعات لتداخله مع مجالات أخرى، وقال إن الأهم هو التفكير في كيفية الارتقاء بالمشهد الحضاري، وأشار إلى أن المجهودات المبذولة في هذا الإطار تبقى ضعيفة على مستوى التنزيل، ووصف البناء العشوائي بإشكالية المرحلة، وقال إن القضاء عليها يتداخل فيه السياسي والاجتماعي والقانوني.
والى هذا صادق الأعضاء بالأغلبية على باقي نقط جدول الدورة، ووافقوا على تحويل اعتمادات وعلى برمجة الفائض في شراء آليات للجماعة من بينها سيارة إسعاف، فيما تم إرجاء نقطة تتعلق بدعم الجمعيات إلى دورة لاحقة.
حميد رزقي