انضاف اللاعب أمين حاريث إلى لائحة الرياضيين الذين ساهموا في الصندوق الوطني للتضامن، والمفتوح أمام المغاربة داخل الوطن وخارجه، والمخصص لتلقي المساهمات المالية ودعم الصندوق الخاص بتدبير جائحة “فيروس كورونا” المستجد، والذي أحدثته الحكومة بناءً على تعليمات ملكية سامية.
نشر حاريث صورة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، تتضمن قيمة المبلغ المالي الذي تبرع به، والذي وصل إلى 100 مليون سنتيم، وهو مبلغ يوازي ما تبرع به هشام الكروج، مع العلم أن قيمة مساهمة نور الدين النايبت لم تعرف تحديدا، كما أن أغلب لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم، قرروا عن طواعية تخصيص أجرة شهر مارس لفائدة صندوق التضامن.
أبطال آخرون تبرعوا إما ماديا أو عن طريق اقتناء معدات ومستلزمات طبية، كما هو الحال بالنسبة لزعيتر وبدر هاري، مع العلم أن عبد السلام وادو كان أول الرياضيين المغاربة الذين ساهموا في هذا الصندوق، وهذا يحسب لهؤلاء الرياضيين الذين أبانوا عن روح وطنية عالية، كما هو الحال بالنسبة لأغلب نجوم الرياضة عبر العالم.
يمكن أن يكون هناك رياضيون قدموا مساهمات، إلا أنه – عموما- فإن نسبة مساهمة الرياضيين في هذا المجهود المالي والتضامني، تبقى قليلة وقليلة جدا، قياسا مع العدد الكبير من نجوم الرياضة الوطنية وخاصة كرة القدم، سواء السابقين أو الحاليين، وهي الملاحظة يطرحها الرأي العام الوطني دائما، حيث يسجل غياب ملحوظ للرياضيين عن الجانب التضامني والإنساني، كما أنهم لم يكلفوا أنفسهم حتى القيام بحملات تحسيسية وتوعوية تطالب الناس بالبقاء في المنازل واتباع طرق الوقاية.
وكثيرا ما يطرح سؤال على بعض الرياضيين الذين يتوفرون على إمكانيات مالية مهمة، ولديهم مشاريع تجارية تذر عليهم عائدات جد محترمة، بخصوص مساهمتهم في الأعمال الخيرية فغالبا ما يكون هناك جواب واحد: “أقوم بذلك دون أن أعلن عن ذلك، وأفضل عدم الإفصاح عن هذه الأعمال”.
جواب يعرف الجميع أنه يحمل الكثير من ضبابية وتعويم مقصودين، والكل يعرف جيدا من يساهم، ومن يتهرب، ومن لا يقول الحقيقة، مع العلم أن هؤلاء استفادوا من مأذونيات النقل ومناصب بالوظيفة العمومية، وغيرها من الامتيازات التي حصلوا عليها لأنهم أبطال رياضيون، احتضنهم الشعب المغربي بكثير من الحب والمودة والتشجيع.
وجاءت جائحة كورونا لتكشف عن كل هذه الحقائق الصادمة، وتتجلى في العقلية الانتهازية والانتفاعية والجشع الذي يسيطر على تفكير الأغلبية الساحقة من هؤلاء الرياضيين الذين راكموا الثروات دون أن يتحرك بدواخلهم أي شعور إنساني أو تضامني، اتجاه قضايا الشعب الذي كثيرا ما تحمل المشاق من أجل تشجيعهم والتغني بأسمائهم، وبذل الغالي والنفيس من أجل توفير كل الدعم، مهما كانت التضحيات.
محمد الروحلي