تم تسجيل 91 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد، حتى حدود الساعة العاشرة من صباح أمس الخميس، ما جعل الحصيلة ترتفع بالمملكة إلى 3537 حالة، حسب وزارة الصحة.
وأضافت الوزارة، على بوابتها الرسمية الخاصة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب، أن عدد الحالات التي تماثلت للشفاء من المرض ارتفع إلى 430 حالة، بعد تماثل 13 حالة جديدة للشفاء، فيما ارتفع عدد حالات الوفاة إلى 151. وبلغ عدد الحالات المستبعدة بعد تحليل مخبري سلبي 17 ألف و295 حالة.
وكانت وزارة الصحة قبل ذلك، قد أفادت بأنه تم إلى حدود الساعة السادسة من مساء أول أمس الأربعاء، تسجيل 237 حالة إصابة بالفيروس خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية، و 3446 حالة كعدد إجمالي لحالات الإصابة، مضيفة، أن 24 حالة تماثلت للشفاء خلال نفس اليوم ليبلغ عدد المتعافين من المرض حتى حدود تلك الساعة 417 شخصا، وأن 4 حالات وفاة إضافية قد سجلت خلال نفس الفترة جراء الإصابة بالفيروس ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 149 حالة حتى حدود تلك الساعة، لتبلغ بذلك نسبة الفتك أي النسبة المئوية للهالكين من بين مجموع الحالات المؤكدة 4.3 في المائة.
وأوضح محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، أن العدد الأكبر من حالات الإصابة المؤكدة خلال نفس اليوم، هم بؤرة واسعة النطاق بمدينة ورزازات حيث سجلت لوحدها 120 حالة ليصل إجمالي الحالات بها إلى 186 حالة، فيما لم تسجل خلال الـ24 ساعة الماضية أية حالة إضافية بالبؤر الأخرى، باستثناء بؤرة واحدة بمدينة طنجة التي سجلت بها 16 حالة إضافية ليصل مجموع الحالات المسجلة بها 46 حالة بها.
ونظرا لهذه المعطيات، يقول المسؤول، فإن التوزيع الجغرافي للحالات حسب جهات المملكة طرأ عليه بعض التغيير، حيث أن جهتي الدار البيضاء – سطات ومراكش – آسفي لا زالتا تسجلان أكبر النسب من الحالات ما يقارب 27 و22 في المائة على التوالي، ولكن مع ظهور بؤرة في مدينة ورزازات سجل صعود جهة درعة -تافيلالت إلى نسبة تقارب 8 في المائة حيث أصبحت هي الجهة السادسة من حيث النسبة المئوية للحالات المسجلة، تأتي قبلها جهات فاس – مكناس وطنجة – تطوان -الحسيمة ثم الرباط-سلا-القنيطرة .
وبخصوص معدل العمر، حسب اليوبي، فقد عرف انخفاضا طفيفا حيث أصبح 41 سنة، مع استمرار ملاحظة أن الفئة العمرية ما بين 40 و65 سنة هي التي تمثل أكبر نسبة من الحالات بما يفوق 38 بالمائة، تليها الفئة العمرية ما بين 25 و40 سنة التي تمثل أكثر من 30 في المائة.
وسجل أن التتبع الصحي للمخالطين يعتبر الوسيلة الأساسية لاكتشاف الحالات، حيث إن 90 في المائة من بين 237 حالة التي اكتشفت خلال الـ24 ساعة الماضية، أي 213 حالة اكتشفت جراء عملية التتبع الصحي للمخالطين، مشيرا إلى أن مجموع الحالات التي اكتشفت بواسطة التتبع الصحي بلغ إلى حدود اليوم 1974 حالة، مع الإشارة إلى أن 6655 حالة للمخالطين مازالت إلى حدود تلك الساعة رهن التتبع الصحي.
• وزارة الصحة تدعو إلى التقيد الصارم بالتدابير الوقائية
وأهابت وزارة الصحة، بالجميع الالتزام الصارم بالتدابير الوقائية خلال فترة تمديد الحجر الصحي خلال حالة الطوارئ الصحية، موضحة في بلاغ لها أول أمس، أنه في ظل تسجيل بؤر جديدة للإصابة بفيروس كورونا داخل وحدات صناعية وتجارية وكذا ببعض الأوساط العائلية، توصي جميع المواطنات والمواطنين بضرورة التقيد الصارم والانخراط الفعلي في تنزيل كل التدابير الوقائية المتخذة”.
وشددت الوزارة على ضرورة احترام التدابير الصادرة عن السلطات العمومية من قبيل تقييد التنقل ومغادرة البيوت إلا عند الضرورة القصوى، واحترام مسافة الأمان (مترا واحدا على الأقل) خلال التبضع، فضلا عن الالتزام بارتداء الكمامات الواقية واستعمال المناديل الورقية عند العطس أو السعال والتخلص منها بطريقة صحيحة، عن طريق رميها في سلة النفايات تحتوي على كيس بلاستيكي. كما أكدت أنه يجب تجنب ملامسة الوجه والعيون والأنف دون غسل اليدين مع الحرص على اتباع قواعد النظافة المعتادة كتطهير اليدين باستمرار بالماء والصابون أو بالمطهر الكحولي لمدة 40 ثانية.
كما توصي الوزارة، حسب نفس البلاغ، بضرورة تطهير المشتريات وكذا الأرضيات ومقابض الأبواب والمقابض الكهربائية بالمنازل مع تهويتها بشكل مستمر، وذلك باستعمال المنظفات ومواد التطهير كمحلول ماء جافيل 12 درجة من الكلور، الذي يجب أن يخفف بما يعادل 1 على 6 (أي كأس من ماء جافيل في كل 5 كؤوس من الماء الجاري) مع تجنب خلطه مع مواد تطهيرية أخرى. وذكرت الوزارة بأن الإقرار الاستباقي لحالة الطوارئ الصحية والتزام السلطات والمواطنين باحترام التدابير الوقائية وتوجيهات الحجر الصحي مكنت من التقليص من عدد الحالات والوفيات الناتجة عن هذا المرض.
•منظمة الصحة تحذر من التراخي في مواجهة الوباء
من جانب آخر، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن مكافحة فيروس كورونا المستجد، ستكون طويلة الأمد بينما تشهد الولايات المتحدة تصاعدا في الاستياء، وتستعد أوروبا لتخفيف إجراءات العزل وسط قلق على الوضع الاقتصادي.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادانوم غيبريسوس، أول أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي عبر الفيديو “لا يخطئن أحد: أمامنا طريق طويل. هذا الفيروس سيكون معنا لفترة طويلة”.
ويخشى مدير المنظمة التابعة للأمم المتحدة من التراخي في المعركة ضد الفيروس الجديد الذي أودى بحياة أكثر من 180 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في دجنبر الماضي.
وقال من مقر المنظمة في جنيف إن “الخطر الأكبر الذي نواجهه اليوم هو التهاون” أمام الوباء العالمي، مشيرا إلى أن “العناصر الأولية تبين أن غالبية سكان العالم لا يزالون معرضين” للإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وفي الولايات المتحدة أحصت السلطات في نفس اليوم، 1738 وفاة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، في تراجع عن حصيلة الثلاثاء يحسب أرقام نشرتها جامعة جونز هوبكينز.
وبهذه الحصيلة اليومية يرتفع إلى 46 ألفا و583 مجموع الوفيات التي سجلت منذ بداية الوباء في الولايات المتحدة، ما يجعلها البلد الذي سجل فيه أكبر عدد من الوفيات بوباء كوفيد-19 في العالم.
وعلى الرغم من هذه الأرقام والوضع المأسوي في المستشفيات في بعض المناطق المتضررة، رأى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أنه حان الوقت لإعادة إطلاق النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة. لكن ترك لحكام الولايات اتخاذ القرارات المناسبة تبعا لدرجة خطورة الوباء في ولاياتهم.
وقد قام بعضهم بتخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي بسرعة. لكن في الولايات التي ما زالت تخضع لأوامر الحجر، يضاعف الأميركيون منذ أيام التظاهرات للدعوة إلى إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد.
على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تستعد دول أوروبية عدة للخروج تدريجيا من إجراءات العزل التي فرضت على السكان احترامها منذ الشهر الماضي. وهي تفكر أيضا بإعادة إطلاق بعض النشاطات الاقتصادية في مواجهة خطر الركود.
لكن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رأت الثلاثاء أن “التسرع سيكون خطأ”، بينما قررت برلين و16 من الولايات الاتحادية الألمانية فرض وضع الأقنعة الواقية في وسائل النقل العام، على أن تبقى الحانات والمطاعم والأماكن الثقافية والنوادي الرياضية مغلقة. وسيعاد فتح المدارس الابتدائية والثانوية تدريجيا.
إلى جانب ألمانيا، بدأت النمسا والنروج والدنمارك تخفيف إجراءات العزل مع الإبقاء على بعض قواعد “التباعد الاجتماعي”.
كذلك، تستعد إيطاليا وفرنسا وسويسرا وفنلندا ورومانيا لتخفيف الحجر بحذر. واستأنفت مجموعة “رينو” الفرنسية لصناعة السيارات الإنتاج المتوقف منذ 16 مارس. وعلى الرغم من مؤشرات تباطئه، أودى الوباء بحياة 112 ألف شخص في القارة العجوز. وتعد إيطاليا حيث توفي 25 ألفا و85 شخصا، واسبانيا (21 ألفا و717 وفاة) هما البلدان الأكثر تضررا في أوروبا تليهما فرنسا (21 ألفا و340 وفاة) وبريطانيا (18 ألفا ومائة وفاة).
•الأمل..تجارب سريرية لأدوية على البشر
وانتعش السباق لتطوير لقاح في العالم بمشاركة كل الدول والمختبرات الكبرى وشركات الأدوية بعدما أعطت السلطات الاتحادية الألمانية المكلفة المصادقة على اللقاحات، أول أمس الأربعاء الضوء الأخضر لمختبر “بايوتيك” والمجموعة الأميركية العملاقة لصناعة الأدوية “فايزر” لإجراء تجارب سريرية على البشر.
ويجري حاليا، حسب خبراء، اختبار خمسة مشاريع لقاحات على البشر في العالم. لكن يتوقع أن يحتاج تطوير مركب فعال وآمن بين 12 و18 شهرا على الأقل.
وبانتظار هذا اللقاح الذي يتطلع العالم بأسره إلى الحصول عليه ويمكن أن يكون ذلك محور منافسة شرسة، يستمر الوباء في تأجيج أزمة اقتصادية عالمية تداعياتها غير مسبوقة.
سعيد أيت اومزيد