أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أول أمس الأربعاء، أنه بدون القدس عاصمة لفلسطين لن يكون هناك سلام ولا أمن ولا استقرار بالمنطقة والعالم.
وقال محمود عباس في كلمة مسجلة أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربي حول التصعيد الإسرائيلي في فلسطين، إن “القدس عاصمتنا الأبدية ولا يمكن أن نرضى عنها بديلا، وبدونها لن يكون هناك سلام ولا أمن ولا استقرار ولا اتفاق، في منطقتنا والعالم”.
وأضاف أن “القدس أثبتت مرة أخرى أنها الأساس الذي يجتمع عليه شعبنا وتلتف حوله جماهير أمتنا العربية والإسلامية، فلا قيمة لشيء بدونها”.
ووصف ما تقوم به إسرائيل الآن في قطاع غزة بـ “إرهاب دولة منظم وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، ولن نتهاون في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية”.
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن العمل “منصب حاليا على وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومن ثم الدخول في عملية سياسية جدية”، مشددا على أن عملية السلام يجب أن تكون بمرجعية دولية واضحة، تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بما فيها القدس الشرقية عاصمة فلسطين المقدسة.
وجدد أبو مازن تمسكه بمبادرة السلام العربية التي أقرتها القمم العربية المتعاقبة منذ قمة بيروت عام 2002.
وبشأن الانتخابات الفلسطينية التي كانت مقررة في 22 ماي الجاري وتم تأجيلها ، أكد عباس أن الجهود من أجل إجراء الانتخابات العامة مستمرة، مشيرا إلى أن إجراء الانتخابات سيتم فور إزالة الأسباب التي أدت إلى تأجيلها في كافة الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدس.
كما أكد اسـتعداده لتشكيل حكومة وفاق وطني تلتزم بالشرعية الدولية وتكون مقبولة دوليا.
وقال الرئيس الفلسطيني “نحن طلاب سلام لا طلاب حرب، لكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نفرط بأي من حقوق شعبنا وأمتنا، وبالذات في مدينة القدس”.
***
البرلمان العربي يدعو إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق مشتركة
دعا رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبد الرحمن العسومي، أول أمس الأربعاء، الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق مشتركة، حكومية وبرلمانية، للتحقيق في الانتهاكات الصارخة لسلطات الاحتلال في مدينة القدس وقطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالب العسومي خلال ترؤسه بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، أشغال الجلسة الطارئة لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، بعقد دورة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لبحث هذه الانتهاكات التي تعصف بأبسط مبادئ وقواعد حقوق الإنسان، المتعارف عليها عالميا والمنصوص عليها في كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
كما طالب المحكمة الجنائية الدولية بتطبيق اختصاصها الإقليمي حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتحقيق العاجل في الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال، ومحاكمة مرتكبيها.
ودعا أيضا، وسائل الإعلام العربية كافة وبمختلف أنواعها، إلى مخاطبة الرأي العام العالمي بلغاته المختلفة، لحشد الدعم والتأييد اللازم لنصرة القضية الفلسطينية على كافة المستويات.
وأكد رئيس البرلمان العربي أن القضية الفلسطينية، تمثل قضية الحق والعدل، وتجسد وبحق الأزمة الرئيسية التي تواجه الضمير الإنساني العالمي في العصر الراهن، خاصة في ظل حالة الصمت الدولي المخزي تجاه ما تقوم به سلطات الاحتلال من اعتداءات سافرة على حقوق الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن هذا الاجتماع، «يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية راسخة ومتجذرة في قلب كل عربي، وستظل القضية الأولى والمركزية التي توحدنا جميعا. ولن يقبل الشعب العربي بالمساس بالحقوق المشروعة لأشقائنا الفلسطينيين أو حرمانهم من أبسط حقوقهم في العيش بحرية وكرامة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس».
كما جدد التأكيد على المواقف الراسخة للبرلمان العربي تجاه القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها الدعم التام لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن البرلمان العربي، سيظل في حالة انعقاد دائم، وتواصل مستمر مع كافة البرلمانات الإقليمية والدولية المؤثرة، لحثها على اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال.
وأضاف «سنعمل على حشد المواقف البرلمانية الدولية المؤيدة لإدراج هذه المسألة كبند طارئ على اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري». بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن العمل الدبلوماسي العربي يتواصل حاليا في أروقة الأمم المتحدة، ومع عواصم القرار الدولي، بهدف وقف العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية للفلسطينيين ومحاسبة الاحتلال على ما ارتكبه من جرائم.
وأوضح أبو الغيط، أن القرار العربي يتضمن خطة للتحرك تشارك فيها أذرع العمل العربي المشترك كافة، ومن بينها البرلمان العربي، داعيا الجميع إلى العمل بشكل حثيث من أجل التواصل مع جميع الفاعليات الدولية، بما فيها المجالس المنتخبة في الدول كافة، بهدف كشف فظائع الاحتلال ومخططاته، ودعوة العالم للتضامن مع الحق الفلسطيني.
وأشار إلى أن «ما حدث في الشيخ جراح يحدث في أحياء أخرى في القدس منذ سنوات وهو ليس نهجا عشوائيا بل خطة متواصلة لعزل المقدسيين عن القدس، وإحاطة البلدة القديمة بحزام متصل من الوجود اليهودي، إرضاء لنزعات يمينية متطرفة ونبوءات دينية قوامها الكراهية والشعور بالاستعلاء».
وناقشت الجلسة الطارئة الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في كافة الأراضي الفلسطينية فضلا عن التهجير القسري لأهالي حي الشيخ جراح، واستمرار سياسة الاستيطان التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومثل المغرب في هذا الاجتماع، وفد برلماني يضم السادة فاطمة الطوسي عن فريق الأصالة والمعاصرة، وعضوة اللجنة المشتركة لمكافحة الإرهاب بالبرلمان العربي والنائب عبد اللطيف بن يعقوب عن فريق العدالة والتنمية، وبوسلهام الديش عن حزب التجمع الوطني للأحرار.
***
إدخال المساعدات الإنسانية المغربية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح
<عبد الكريم أقرقاب (و.م.ع)
تم أول أمس الأربعاء إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة الموجهة بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، للفلسطينيين ، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وتم تسليم هذه المساعدات بالمعبر إلى ممثل وزارة الصحة الفلسطينية فتحي أبو وردة من طرف سفير المغرب بالقاهرة وممثله الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد التازي.
وعبر المسؤول الفلسطيني عن تقديره وامتنانه لجلالة الملك محمد السادس على دعمه الموصول للقضية الفلسطينية ودفاعه عن الحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولة مستقلة.
كما نقل تحيات وتقدير القيادة الفلسطينية لجلالة الملك وللمغرب عن المبادرة التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
وذكر بالوقع الطيب لهذه الالتفاتة الملكية على الفلسطينيين بالضفة والقطاع الذين يواجهون ظروفا صعبة في ظل تصعيد التوتر بالمنطقة.
ووصلت أمس هذه المساعدات، التي تقدر بـ 20 طنا، إلى مطار القاعدة الجوية شرق القاهرة على متن طائرتين تابعتين للقوات المسلحة الملكية.
وتأتي هذه المبادرة في سياق الجسر الجوي الذي أقامه المغرب لنقل هذه المساعدات، حيث وصلت يوم الأحد إلى عمان بالأردن طائرتان محملتان بمواد غذائية أساسية وأدوية للعلاجات الطارئة وأغطية، سيتم نقلها إلى الأراضي الفلسطينية بواسطة شاحنات عبر الجسر الحدودي بين الأردن وفلسطين.
وكان جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، قد تفضل بإعطاء تعليماته السامية لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وهذه المساعدات الإنسانية التي تتكون في المجموع من 40 طنا، تتألف من مواد غذائية أساسية (30 طنا) وأدوية للعلاجات الطارئة وأغطية (10 أطنان).
ويأتي هذا القرار الملكي في إطار دعم المملكة المتواصل للقضية الفلسطينية العادلة، وتضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
وكانت المملكة المغربية قد أدانت بأشد العبارات أعمال العنف المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي لا يؤدي استمرارها سوى إلى تعميق الهوة، وتأجيج الأحقاد وإبعاد فرص السلام أكثر في المنطقة.
وتظل المملكة المغربية، التي تضع القضية الفلسطينية في مقدمة انشغالاتها، وفية لتمسكها بتحقيق حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، من خلال إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
***
وزارة الإعلام الفلسطينية تدعو إلى حماية الصحافيين من الاعتداءات الإسرائيلية
رصدت وزارة الإعلام 48 انتهاكا ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين ومؤسساتهم الإعلامية منذ بداية الشهر الحالي والتي ترافقت مع العدوان الإسرائيلي الواسع في القدس المحتلة وسائر أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني، حيث استشهد الصحفي يوسف أبوحسين، كما أصيب 27 صحفيا من بينهم صحفيتان بجراح مختلفة، كما قامت بقصف 16 مؤسسة إعلامية، ومصادرة وتدمير 3 معدات، وقصف وتدمير مكتبة، فضلا عن رش العشرات من الصحفيين بالمياه العادمة بشكل يومي لمنعهم من التغطية خصوصا في مدينة القدس المحتلة وحي الشيخ جراح، كما قامت بالتنسيق مع إدارة فيسبوك لحجب العشرات من الحسابات والصفحات والمنشورات الإعلامية الفلسطينية التي تكشف وتوثق للعدوان الاحتلالي الأخير.
وفي ظل هذا الاستهداف، تؤكد الوزارة على ضرورة حماية الصحفيين في هذه الظروف الصعبة، و تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2222 وملاحقتها لضمان عدم إفلات قوات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب.
وتصاعدت وتيرة انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينين خلال تغطيتهم اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين بعد الإعلان عن مخطط إسرائيلي استعماري تهجيري يتضمن إخلاء بيوت المقدسيين في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة وبناء 200 وحدة استعمارية لإسكان مستوطنين اسرائيليين، وما تبعها من مواجهات في جميع المحافظات الفلسطينية والعدوان الأخير على قطاع غزة، حيث تواصل قوات جيش الاحتلال قصفها العنيف برا وبحرا وجوا للمناطق السكنية.
وخلال التغطية الإعلامية يتعرض الصحفيون لإطلاق النار بشكل مباشر، وكذلك الرصاص المعدني والمطاطي وقنابل الصوت والغاز، والرش بالمياه العادمة.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بتاريخ 12/5 برج الشروق في مدينة غزة والذي يضم مكاتب 15 مؤسسة إعلامية، هي: قناة روسيا اليوم، التلفزيون الألماني ZDF، تلفزيون دبي، قناة روسيا اليوم بالإنجليزية، قناة الجزيرة الانجليزية، قناة برس، جريدة الحياة الجديدة، قناة الأقصى، إذاعة الأقصى، قناة القدس اليوم، قناة دبي 12، مرئية الأقصى، مؤسسة طيف الإعلامية، مؤسسة هنا القدس الإعلامية، شركة فلسطين للإنتاج الإعلامي، كما استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي مقر “مشارق للإنتاج” الفني بتاريخ 17/5، ودمر مبنى مكتبة “سمير منصور” بتاريخ 18/5.
وخلال هذه الفترة أقدمت مواقع التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها بطلب من سلطات الاحتلال على حجب العشرات من حسابات صحفيين ومؤسسات إعلامية.