هُم، للأسف العميق، ضحايا موت مؤلم وأرواح طاهرة تزهق فجأة تحت الأنقاض.. ومبانٍ تتحطَّمُ على رؤوسٍ وأجسادٍ نقيَّة وبريئة، وقلوب وأفئدة مكلومة وجريجة عمَّقت آلامنا المشتركة كثيراً..
أيُّ قدر هذا الذي قرَّر مصير هؤلاء الأبرياء “دون استئذان” وبلا ميعاد؟
وأيُّ وضعٍ مَأْسَوِيٍّ عاشه ويعيشُه العالقون المتضرِّرون من العزلة القسرية والتهميش والفقد والحرمان والتدمير؟
هم أبناءُ حياة شعبية، بسيطة، عفيفة مهزوزة على الدوام، لكنَّهم ظلُّوا أقوياء وبواسل مسلَّحين بالإيمان والانتصار للقناعة وللمبادئ الثابتة وللقيم الفاضلة التي لا توجد سوى في صدور وقلوب الأنقياء والنقيَّات..
هو هكذا الألم، درسٌ في الحياة وموقفٌ بطوليٌّ يصنع الرجال، والنساء أيضاً..
ما عشناه منذ البارحة ونعيشه حقّاً بألم شديد مع هذا “الغضب الطبيعي” المباغث (إن جاز التعبير)، هو – بالتأكيد – مشهدٌ مرعبٌ ووجعٌ ما بعده وجع!!
أليست “الرُّوح الإنسانية هي ضحية حتمية للألم، تقاسي ألم مفاجأة الألم، حتى مع ما تتوقَّعه من آلام”، كما قال الكاتب والشاعر البرتغالي الكبير فرناندو بيسوا F. Pessoa؟
مع التنويه بكل المبادرات الإنسانية العفوية والمهنية – على اختلاف مستوياتها’ التي رامت التخفيف من حِدَّة هذه الآلام..
في كلِّ الأحوال، نسأل الله اللطف بالأحياء والرحمة والمغفرة للموتى ضحايا الزلزال القاتل..
عزاؤنا واحد، مع خالص وأصدق مواساتنا لكل إخوتنا بكل الربوع والمناطق المنكوبة، إنا لله وإنا إليه راجعون..
< إبراهيم الحيسن