أصوات جديدة في الكتابة

> محمد توفيق أمزيان (صحافي متدرب)
 في حلقة جديدة من سلسلة أصوات جديدة في الكتابة الذي ينظمها المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، احتضنت قاعة فاطمة المرنيسي، جلسة أدبية للاحتفاء بأدباء شباب وتقديم أعمالهم التي حصلوا من خلالها على جائزة اتحاد كتاب المغرب، وعرفت الجلسة الأدبية التي ترأسها الكاتب المسرحي والصحفي الحسين الشعبي، الاحتفاء بكل من عادل أيت أزكاغ وزهير قاسمي ومعاد محال.
 وقدم الحسين الشعبي بدايةً مداخلة أبرز فيها أعمال الشباب الأدبية وخصائص كل منها، حيث تعرض إلى الكاتب الشاب عادل أيت أكازغ وعمله الأدبي “الضحك ونقده عند شارلي شابلن”، مشيرا إلى مجال تخصص الكاتب الذي دأب على إصدار بحوث حول تيمة الضحك، التي تعتبر من التيمات الصعبة مقارنة مع تيمات أخرى، وبعدها عرج مسير الجلسة لجنس آخر وهو جنس السيناريو مع كاتبه الشاب معاد محال، إذ اعتبر الحسين الشعبي أن هذا العمل فريد من نوعه، خصوصا وأن جنس السيناريو دائما ما يكون موجها للتمثيل والتجسيد أكثر ما هو موجه للقراءة، كما أشاد بلغة الكتابة التي اشتغل عليها الكاتب، إذ عمد إلى لغة سهلة سلسة، عكس اللغة التقنية التي تطغى على أغلب السيناريوهات، وبعدها اتجه الشعبي صوب زهير قاسمي الذي ألف مجموعة قصصية تعنى بالطفل، حيث قال الشعبي في هذا الصدد، إن أدب الطفل يتميز بخصوصيات تربوية وقواعد يجب احترامها، معتبرا أن الكتابة في هذا الجنس تختلف عن باقي الأجناس، إذ تتطلب الجمع بين سلاسة اللغة وسهولتها والحرص على المضمون العام الموجه للطفل، منوها في ختام تدخله بالأعمال الأدبية الفريدة للكتاب الشباب المحتفى بهم.
 ومن جهته تحدث عادل أيت أكازغ  عن تجربته، بكونها تقدم أيقونة الشاشة شارلي شابلن بصفته كاتبا مبدعا، وليس بصفته الممثل، حيث قال إن الكثيرين لا يعرفون بأن شابلن كان كاتبا كذلك، كما قال إنه أشار في كتابه لسيرة لشارلي شابلن بعيون النقاد، كما قارب الكاتب كذلك بين كتابات شارلي شابلن والعديد من الكتاب أمثال فيكتور هيكو، وقال إن شارلي  يتمتع بعين ثالثة وحاسة سادسة في الكتابة وحتى في التمثيل كذلك تميزه عن غيره.
 ومن جهته قال معاد محال صاحب السيناريو، إن الجميع يعتقدون أن السيناريو موجه للتمثيل فقط وليس للنشر، وهو أمر خاطئ، فالسيناريو موجه كذلك للقراءة والنشر، مستحضرا بعض الدول مثل فرنسا والولايات المتحدة التي قطعت أشواطا في نشر السيناريو وجعله مادة للقراءة، وعن نصه قال معاد إن اقتباسه تم من قصة واقعية وقعت بالعرائش شمال المغرب، حيث تتعرض امرأة للاغتصاب، وتعاني بعد ذلك في صمت قبل أن تستلهم طريقة الانتحار من فأر وجدته ميتا، كانت هي من وضعت له السم، حيث أن للسيناريو معالجة للظاهرة بطريقة مختلفة.
 وبدوره تطرق زهير قاسمي لمجال كتابته، حيث أشار إلى أن مجال أدب الطفل، هو مجال صعب وتكمن صعوبته في الكتابة بشكل بسيط يفهمه الطفل، إذ على الكاتب في أدب الطفل أن يكون طفلا، وأن يستحضر شعور الطفل وسؤاله وتشبعه بالقصة، وقال إنه يعمل جاهدا على هذا المجال، سواء من خلال تأليف مجموعات قصصية أو من خلال قصصه الصغيرة والمقالات الموجهة للأطفال بمجلة العربي الصغير.
 واختتمت الجلسة الأدبية بإضافات تقدم بها الحسين الشعبي في الفن والأدب، كما أعطى الفرصة لبعض المتدخلين لإضفاء جو النقاش على الجلسة.
 يشار إلى أن المعرض الدولي للكتاب ينظم سلسلة يحتفي من خلالها بالكتاب الشباب الجدد في مختلف الأجناس الأدبية، وذلك بغية النهوض بالأدب وتشجيع الشباب على الإبداع.   

Related posts

Top