أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في افتتاح جلسة الحكومة الاسرائيلية مطلع الاسبوع الماضي، وهو يتحدث عن محددات الموقف الإسرائيلي بشأن البناء الاستيطاني، أن حكومته ستسمح بالبناء داخل المستوطنات وقرب حدودها، وأن صيغته لما يسمى لجم البناء بالمستوطنات أبعد من أن تسمى بالنمو الطبيعي للمستوطنين.
وفي هذا السياق، يتبين من متابعة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، أن سلطات الاحتلال بدأت بإلغاء أوامر تجميد أعمال بناء في المستوطنات في أعقاب سن “قانون التسوية” لشرعنة الاستيطان، وذلك في الوقت الذي تلاشت فيه الضجة السياسية حول هذا القانون الذي يسمح رسميا لإسرائيل بنهب أراضي الفلسطينيين، حيث ألغت “الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال، أوامر وقف بناء أربعة مبان في مستوطنة “بساغوت” قرب رام الله، بالرغم من أن أوامر إيقاف العمل صدرت بعد سن “قانون التسوية” في الكنيست. ويتوقع أن تلغي “الإدارة المدنية” أوامر وقف أعمال بناء في مستوطنة “موديعين عيليت”، وأوامر إيقاف بناء أخرى في مستوطنة “كوخاف يعقوب”.
ومع اقتراب الذكرى الخمسين لاحتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، يتصاعد البناء الاستيطاني في مدينة القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، حيث اعلنت شركة “ع .أهارون ” الإسرائيلية عن بيع 41 وحدة سكنية من مشروع” هبارك في بسغات زئيف”، وبدأت بتسويق المرحلة الثانية من المشروع من المتوقع أن تبنى في إطاره 65 وحدة سكنية . وبدورها، بدأت شركة “يورو اسرائيل” بتسويق جديد في المستوطنة يطلق عليه اسم “يوروفي بسغات زئيف” يتم في اطاره بناء 122 وحدة سكنية ويقع المشروع الإستيطاني قرب مسار القطار الخفيف. كما أعلنت شركة “بيوتي هتيخون” الاسرائيلية عن بقاء حوالي 30 وحدة سكنية غير مسوقة من مشروع “توب أرنونا” الذي يتكون من مباني من 12 طابق. وأعلنت شركة تسرفتي شمعون عن تسويق94% من المباني في مستوطنة “هارحوماه” ويبلغ عدد الوحدات 142 وحدة سكنية بينما شركة “غولد هارحوماه” تقوم ببناء مشروع استيطاني من 122 وحدة جديده. كما اعلنت شركة دونه الاسرائيلية عن تسويق مشروع جديد “دونه في جيلو” سيتم بناء 113 وحدة سكنية بتكلفة 240 مليون شيكل .
في الوقت نفسه صادقت وزارة الداخلية الاسرائيلية بدورها على نقل 250 دونم من أراضي المجلس اللوائي”مطيه يهودا” ورمات راحيل الى منطقة نفوذ بلدية القدس ويعني هذا إقامة حي استيطاني يتكون من 2000 وحدة سكنية يطلق عليها “سفوح ارنونا”. كما نشرت وزارة المالية الإسرائيلية الاسبوع الماضي مناقصة لبناء 70 وحدة سكنية في مستوطنة “بيتار عيليت” وتقوم شركة” يورو اسرائيل” ببناء 78 وحدة سكنية في مستوطنة «النبي يعقوب” و 32 وحدة في ارئيل و96 في مودعين.
وعلى صعيد آخر، تقرر بعد جولة قام بها عضو الكنيست زئيف الكين وزير البيئة الاسرائيلي الى مستوطنة “معاليه أدوميم ” برفقة بني كسرائيل رئيس بلدية المستوطنة، وطواقم فنية من البلدية والوزارة اقامة منطقة لمعالجة وتدوير النفايات في منطقة “ميشور أدوميم” قرب مستوطنة “معاليه ادوميم “، كما بحث الكين وكسرائيل عدة قضايا منها اقامة منشأه لمعالجة النفايات في منطقة الطيب الصالح في ابوديس. ومن المتوقع اقامة المنطقة لمعالجة النفايات شرق معاليه ادوميم قرب مكب النفايات في ابوديس.
فيما أعلنت وزارة المالية في حكومة الاحتلال، عن نجاح مناقصة أطلق عليها اسم “سعر للساكن”، والمتعلقة ببناء 3608وحدات سكنية جديدة في الحي الجديد في مستوطنة موديعين “بكيم -رعوت”. وحصلت شركة “دونا” على معظم قطع الأراضي التي عرضت في المناقصة، ومن المتوقع أن تبني 2170وحدة سكنية، أي حوالي 60 في المائة من مجموع الوحدات. و”حي مورشت” هو الحي الثالث الذي يجرى تسويقه للبناء الاستيطاني في أعقاب الاتفاق الرئيس الذي وقع بين بلدية مستوطنة موديعين وسلطات الاحتلال قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وتعهدت البلدية في هذا الاتفاق ببناء 12 ألف وحدة سكنية.
كما طرح صندوق تراث حائط المبكى حائط البراق، مؤخرا، عطاء، لتشييد البنية التحتية الخاصة بمشروع “بيت هاليباه” في باحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى). و تبلغ مساحة المبنى 4 آلاف متر مربع ، وهو مكون من طابقين بمساحة 1500 متر، وطابق خاص بالآثار بمساحة 1550 مترا، وطابق زجاجي أعلى المبنى بمساحة 200 متر، ويشمل البناء مكتبة، وقاعات للزوار، وقاعة عرض للمكتشفات الأثرية، ويعد مخطط “بيت هاليباه” أحد المخططات الموضوعة ضمن ما يدعيه الاحتلال “خطة تطوير ساحة حائط البراق”، والتي تضم أيضا إقامة مبنى “دافيدسون”، الذي يقع جنوب حائط البراق في منطقة القصور الأموية، وقد بني سابقا، ويستخدم كمتحف اليوم، إضافة إلى مخطط مبنى “بيت شطراوس”، الذي يبنى حاليا في المنطقة الشمالية من الحائط، وكل ذلك لإضفاء طابع تلمودي على البلدة القديمة، خاصة المحيطة جدا بالمسجد الأقصى.كما تنوي بلدية القدس وسلطة تطوير القدس، إقامة جسر للمشاة جنوبي المسجد الأقصى المبارك على امتداد 197 متراً، وعلى ارتفاع 30 متراً ليربط بين حي أبو ثور وجبل صهيون.
في حين صادقت لجنة الداخلية في “الكنيست” الإسرائيلي، بالقراءة الثانية والثالثة على تعديل في قانون التخطيط والبناء، والذي يقضي بتسريع إجراءات هدم البيوت في البلدات العربيّة، عبر الانتقال من الإجراءات القضائيّة للإجراءات الإداريّة، ما يمنع الفلسطينيين من اللجوء للمحاكم في قضايا هدم المنازل، وإعطاء أذرع الاحتلال القدرة على فرض غرامات كبيرة في هذا الإطار تصل لـ 700 شيكل في اليوم الواحد، إضافةً لمصادرة مواد ومعدات البناء من أي ورشة بناء، واستخدام الأوامر الإداريّة لمنع العمل في البيوت أو المنشآت المختلفة وهدمها بشكلٍ مباشر
وفي السياق طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل بوقف هدم منازل الفلسطينيين في المنطقة (ج) من الضفة الغربية، ولا سيما في قرية الخان الأحمر البدوية القريبة من مستوطنة معاليه أدوميم، مشيرا الى أن ذلك سيؤدي إلى نقل السكان الفلسطينيين قسرا ويشكل انتهاكا للقانون الدولي و اتفاقية جنيف .
جاء ذلك خلال اجتماع تم عقده بين مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية وممثلين عن الاتحاد الاوروبي حيث قام سفير الاتحاد الأوربي لدى اسرائيل لارس فابورج اندرسون بتسليم رسالة حادة تصف اسرائيل بانها “قوة احتلال” وانها تسعى الى انفاذ عمليات النقل القسري وعمليات الإخلاء والهدم ومصادرة المنازل والأصول الإنسانية بما في ذلك تلك الممتلكات الفلسطينية الممولة من الاتحاد الأوروبي وقيام اسرائيل بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية ، والتي اعتبرها الاتحاد الاوروبي تتنافى مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي وعلى وجه الخصوص أحكام اتفاقية جنيف الرابعة … وتسبب معاناة للفلسطينيين المدنيين.
وعلى صعيد انتهاكات الاحتلال والمستوطنين التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الآرض فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير:
القدس :
دعت العديد من منظمات الهيكل المزعوم أنصارها من جمهور المستوطنين اليهود الى المشاركة الواسعة في اقتحامات جماعية للمسجد الاقصى تمهيداً لفعاليات كبرى لمناسبة عيد الفصح العبري، الذي يبدأ منتصف الشهر الجاري. وتضمنت النشرات والملصقات التي تم تعميمها على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع منظمات الهيكل الدعوة الى الحضور والمشاركة في فعالية ما يسمى “تمرين الذبيحة بعيد الفصح”، في منطقة القصور الأموية المُلاصقة لجدار المسجد الأقصى المبارك الجنوبي.
في الوقت نفسه هدمت جرافات تابعة لبلدية القدس، بركساً للخيل في منطقة شرفات بحي بيت صفافا جنوب القدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص، كما هدمت بناية سكنية تعود لعائلة الشبر في حارة الشيخ عنبر” بالقرية ، و البناية تضم ثلاثة طوابق، كل طابق يحتوي على شقتين، وهي جاهزة للسكن .وهدمت جرافات الاحتلال ثلاثة منازل أخرى أحدهما يعود لعائلة النتشة وآخر لعائلة أبو اسبيتان، وتبلغ مساحة كل منزل نحو 120 مترًا مربعًا. واضطرت عائلة المواطن حافظ الرجب الى هدم منزلها في بيت حنينا بنفسها، بقرار من بلدية القدس، تفاديا لدفع أجرة هدم لطواقم البلدية.
وأوضحت عائلة الرجبي أنها نفذت قرار بلدية القدس القاضي بهدم منزلها بنفسها، تفاديا لدفع تكاليف أجرة الهدم والتي قد تصل 250 ألف شيكل.
وأصدرت بلدية القدس قرارا يقضي بإخلاء وإغلاق ثلاث شقق سكنية تعود لعائلة عويضة في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بسبب خطورتها نتيجة اتساع التشققات والانهيارات في أساسات المنازل الناتجة عن حفر الأنفاق أسفلها. المنازل الثلاثة تعود لكل من: حامد عويضة وعبد عويضة وسليمان عويضة، وتأوي المنازل 16 فردا بينهم 10 أطفال.
وشهدت قرية الزعيم شرق مدينة القدس عملية هدمٍ كبيرة، طالت 4 منازل والأسوار الأسمنتية المحيطة بها، مع تجريف أراضٍ عديدة في القرية.
رام الله:
أخطرت قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدم منزل الاسير باجس نخلة من مخيم الجلزون شمال محافظة رام الله خلال ثلاثة ايام، بحجة البناء بدون ترخيص. وفي سياق متصل، سلمت سلطات الاحتلال إخطاريْن آخريْن للأسيريْن المحرريْن عباس قرعان ورامي اشتيوي، من مدينة البيرة، بهدم منزليهما؛ بالذريعة ذاتها (البناء دون ترخيص). وأخذت قوات الاحتلال، قياسات منزل منفذ عملية الدهس مالك حامد في بلدة سلواد شرق رام الله، مهددة بهدمه.
الخليل:
اقتحم عشرات المستوطنين المعززين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي قصر المورق الأثري في خربة المورق غرب مدينة دورا بالخليل ومنعوا المواطنين من العبور في الشوارع المؤدية للقصر، وحوّلوا المكان إلى منطقة عسكرية. وبعد ذلك، وسمحت قوات الاحتلال للمستوطنين باقتحام القصر الأثري، والدخول إلى سراديب تحت الأرض، لتأدية شعائر في المكان.
وعلى صعيد آخر نجا المواطنان محمد باسم خضر العلامي (25 عاما)، وسائد سمير حسن الصليبي (20 عاما)، من محاولة دهس من قبل مستوطن كان يمر عبر طريق القدس الخليل.
بيت لحم:
شرع مستوطنو “سيدي بوعز”، بأعمال تجريف في أرض ببلدة الخضر جنوب بيت لحم، حيث ردموا أرضا في منطقة “عين القسيس” تعود للمواطن روبين صلاح، بأكوام من التراب والصخور؛ تمهيدا لنصب بيوت متنقلة “كرفانات” فوقها. واخطرت سلطة شؤون الآثار الاسرائيلية، المواطن محمد علي زواهرة من بيت تعمر شرق بيت لحم، بوقف البناء في بئر مياه قيد الانشاء، بحجة أنها منطقة خاضعة للسيادة الاسرائيلية ، كما أقدمت جرافات الاحتلال على تجريف أراض زراعية جنوب مدينة بيت لحم جنوب الضفة حيث اقدمت3 جرافات تابعة لجيش الاحتلال على اقتحام منطقة خلة النحلة، وشرعت بتجريف أراضٍ زراعية تقدر مساحتها بـ100 دونم، بحجة أنها “أراضي دولة”. كما جرفت أيضاً أراضي زراعية في منطقتي خلة القطن وجبل أبو زعرور المجاورتين، ما أدى إلى اقتلاع عدد من أشجار الزيتون المزروعة فيها، وعرف من بين أصحاب هذه الأراضي المواطن عبد الحميد مزهر والمواطن أحمد أبو سرور وجمال ذياب الزغاري ومحمد عبدالقادر ابولبن والشيخ أحمد أبو سرور و بسام الفراحين ورياض العبسي وحسين الحانوتي وحسين شاهين ومحمد الزغاري وعلي فنون و ابراهيم طافش.
نابلس:
صد أهالي بلدة بورين جنوب نابلس هجوما شنه عدد من المستوطنين على منازل البلدة ، حيث هاجم عشرات المستوطنين المنازل في المنطقة الشرقية بالبلدة، ورشقوها بالحجارة مما ادى الى اندلاع مواجهات بين الاهالي الذين هبوا الى لصد الهجوم، ودارت مواجهات عنيفة قبل أن تصل قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي باتجاه المواطنين، مما أدى لوقوع العديد من حالات الاختناق، واقتحم مئات المستوطنين، قبر يوسف بالمدينة، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، بحجة أداء طقوسهم الدينية. واقتحمت عشرات الآليات العسكرية المنطقة الشرقية من المدينة وانتشرت في محيط قبر يوسف، واعتلى عدد من القناصة أسطح البنايات المطلة على المنطقة، تمهيدا لدخول المستوطنين.
ودعت مجموعات استيطانية إلى اقتحام منطقة سبسطية شمال نابلس بنفس أيام مهرجان الربيع الفلسطيني والمزمع إقامته في 13 و14 الشهر الجاري، ونشر المستوطنون إعلانات على مواقعهم الإلكترونية، تدعو لزيارة سبسطية والمسعودية، بنفس الأيام التي تقام فيها فعاليات المهرجان في سبسطية والمسعودية.
نابلس –بيان اليوم – وليد أبو سرحان