دعوات الإفطار في شهر رمضان لا تنتهي لدى البعض، معظمها يكون من الأهل والأصدقاء، وبعضها من العمل، فهي مناسبة جيدة لصلة الرحم والتعرف على أصدقاء جدد، وتوطيد العلاقات مع الذين قد لا تلتقيهم طوال العام.
لتستمع بهذه الدعوات وحتى لا تصبح ضيفا ثقيلا أو صاحب دعوة يفتقر لأساسيات الضيافة، إليك بعض النصائح التي تساعدك على المشاركة في أفضل دعوات الإفطار الرمضانية.
أصحاب دعوة الإفطار
إذا كنت صاحبة دعوة الإفطار، عليك أن تجهزي المنزل قبل الموعد بفترة مناسبة قبل قدوم المدعوين، حتى ولو كانوا من الأقارب أو الأصدقاء المقربين، قومي بتحديد الموعد المناسب لاستقبال الضيوف دون أدنى حرج، حتى لا تتسببي في إرباك أسرتك أثناء الإعداد للإفطار، ولتستقبلي ضيوفك بترحاب دون انشغال.
لكن لا تستقبلي ضيوفك أبدا بملابس المنزل، أو التي كنت ترتدينها أثناء إعداد الطعام، احرصي على تعطير المنزل بمعطرات الجو أو الفواحات والبخور، وتجنبي الأخير إذا كان أحد ضيوفك يعاني من الحساسية، جهزي غرفة أو مكانا محددا للأطفال حتى لا يتسببوا في إزعاجكم أثناء الضيافة، خاصة إذا كانوا صغارا وغير صائمين، يمكنك أيضا تجهيز وجبات خفيفة لهم لتناولها قبل إفطار أمهاتهم، لا تقدمي العصائر والمشروبات للصغار لتناولها وحدهم، ويفضل أن تساعدهم أمهاتهم في ذلك.
ولا تنسي أن تسألي ضيوفك قبل يوم الدعوة عن الأكلات المفضلة، أو إذا كان هناك شخص قد لا يناسبه الأصناف المقدمة على المائدة كالمرضى أو النباتيين، لتقومي بإعداد أطباق خاصة لهؤلاء الأفراد، قومي بالإعراب عن سعادتك لاستقبال ضيوفك، ولا تبالغي في الترحاب بأحد دون الآخر، واحرصي أيضاً على تقديم المساعدة لكبار السن واختيار المكان المناسب لجلوسهم قبل الإفطار، وأثناء تناول الطعام.
من المهم أيضا معرفة أن اختيار رأس المائدة يتم لأصحاب دعوة الإفطار أو لأكبر المدعوين سنا، لا تضعي المزهريات الطويلة والضخمة على مائدة الطعام، ولا مانع من مساعدة ضيوفك في إعداد طاولة الطعام، ولكن لا تحاولي طلب ذلك بنفسك إلا إذا عرض أحد الضيوف هذا الأمر.
وحسب الإمكانيات والظروف، عليك بتخصيص مكان أو غرفة منفصلة للأطفال الذين يمكنهم تناول الطعام وحدهم دون مساعدة أمهاتهم. ولا تفترضي في ضيوفك أن يقوموا بسكب الأطعمة من الأطباق الرئيسية، بل قومي بنفسك وبمساعدة أفراد أسرتك بهذه المهمة. ولا تفرطي في الشكوى من تعب وإرهاق اليوم أثناء إعدادك الوليمة، واحتفظي بابتسامتك معظم الوقت، وتجنبي تماما أن تخبري ضيوفك بفقدانك للشهية، فهذا بمثابة إشارة لهم بعدم ترحابك، لذلك احرصي على تناول الطعام معهم ولو بكميات قليلة.
حاولي كذلك أن تتجنبي وأفراد أسرتك الحديث في الأمور الجدلية والقضايا السياسية أو الدينية أثناء تناول الطعام، تجنبا للخلافات وتوتر الأجواء، اشكري ضيوفك على الهدايا التي قاموا بإحضارها، ويفضل فتح الهدايا في حضور الضيوف، وأظهري إعجابك بالهدايا ومدى قبولك لها، وإذا كانت الهدايا من الحلويات أو الأشياء الموجودة لديك بالفعل لا تخبري ضيفك بأنه لم يكن هناك داعٍ لشراء هدايا مكررة، فهذا الأمر يتسبب في إحراج الضيف.
ولا تنسي أنه عليك ترتيب الحمام لاستقبال الضيوف، ولو كان بالمنزل أكثر من حمام عليك بترتيبها جميعا لأنك قد تضطرين لاستخدامها في نفس الوقت حسب عدد المدعوين.
المدعوون إلى الإفطار
إذا كنت مدعوا للإفطار عند شخص ما يفضل أن تسأل صاحب الدعوة عن التوقيت المناسب لاستقبالك، وعليك الحضور في الموعد المحدد دون تأخير حتى لا تتسبب في إرباك أو قلق صاحب الدعوة، لا تختر مقعدك للجلوس في المنزل واسأل صاحب الدعوة عن المكان المناسب لجلوسك.
عبر عن سعادتك لهذه الدعوة واشكر الأسرة التي استقبلتك، واحرص على اختيار هدية مناسبة لأصحاب الدعوة وليس شراء هدية دون هدف. وإذا كان أحد المدعوين غير معروف لدى الأسرة صاحبة دعوة الإفطار عليك بالقيام بتعريف الأطراف ببعضها بعضا، ليس فقط بالأسماء ولكن بمحاولة فتح حوارات مشتركة بينهم.
وتجنب أن يكون طفلك مصدرا للإزعاج في هذا اليوم واحرص على عدم تطفله على أفراد الأسرة الداعية، وكذلك حاول أن تبقيه إلى جوارك أطول مدة ممكنة إذا كان صغير السن وقد يصعب التحكم في تصرفاته. وإذا قام طفلك بتخريب شيء في المنزل حاول أن تعالج الأمر بنفسك.
أثناء تناول الإفطار تناول ما يروق لك من الطعام بطريقة هادئة ومقبولة، ولا تبالغ في تناول الكثير من الأصناف حتى ولو أعجبتك، ولا تستأثر بصنف من الطعام بزعم أنك تحبه للغاية، كذلك لا تقم برفض أي صنف يقدم إليك بقولك إنك تشعر بالقرف أو الغثيان منه، وإنما عليك إبلاغ صاحب الدعوة بأنك تفضل صنفا آخر وتحرص على تذوقه أولا.
من المهم أن يفهم المدعوون أنه بعد الإفطار بفترة قصيرة قد يحتاج أصحاب المنزل إلى الراحة.. حاول أن تغادر المكان بسلاسة إلا إذا كان برنامج استقبالك يسمح بالمكوث لفترة أطول، ولكن لا تضطرهم إلى أن يغلبهم النعاس أثناء وجودك. وبعد العودة إلى منزلك، اشكر الأسرة مرة أخرى على هذه الدعوة.