اشتعلت…

على بعد سبع دورات من انتهاء البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، اشتعلت المنافسة بين أغلب الأندية، منها من ينافس على المراكز المتقدمة، ومنها من يسابق الزمن من أجل ضمان البقاء، بينما هناك فرق مقتنعة بمركز آمن وسط الترتيب.
مخلفات الدورتين الأخيرتين، حملتا نتائج أحدثت تغييرات مهمة سواء بالمقدمة أو مؤخرة الترتيب، لتشتعل بالتالي المنافسة، المتوقع استمرارها إلى حدود آخر الدورات.
فالصراع من أجل كسب لقب الموسم، تجدد بقوة بين المتزعم الجيش الملكي والمطارد المباشر الوداد البيضاوي، هزيمة «العساكر» بأكادير خلال الدورة (22)، قلصت الفارق، ولم يعد يفصل بين الطرفين، سوى نقطة واحدة، لينحصر الصراع بين الفريقين اللذين ابتعدا عن أصحاب المرتبتين الثالثة والرابعة، بفارق مهم، يصعب تداركه فيما تبقى من الدورات، إلا إذا حدث شيئا خارج المنطق.
يتواجد بالمرتبة الثالثة فريق الفتح الرباطي، بفارق ثماني نقط عن الصف الثاني، متبوعا بأولمبيك أسفي بالمركز الرابع بفارق نقطتين، أما الرجاء البيضاوي فهو يكتفي برتبة خامسة، أصبحت تبعده شيئا فشيئا، عن تمثيل خارجي مباشر الموسم القادم.
بمنطقة الوسط الآمن؛ تتواجد فرق أصبحت تؤمن بالحكمة التي تقول «نحن بسلامة نفرح»، وخاصة فريق نهضة بركان المبتعد عن كوكبة المقدمة بفارق مهم، رغم توفر الإمكانيات والاستقرار الإداري والمالي، إلا أن طموح المنافسة على اللقب جد محدود، وافتقاد النفس المطلوب، يحول دون التمكن من كسب آليات التنافس إلى آخر الدورات.
شباب السوالم، والاتحاد التوركي، وأيضا المغرب الفاسي، ثلاثي تحدد مصيره هذا الموسم مبكرا، وهو الاكتفاء باحتلال رتب، جعلته مطمئنا بنسبة كبيرة على مكانته، قبل انتهاء الموسم، مما يسمح له التفكير في طريقة الإعداد الجيد للقادم، وترقب مستوى أفضل.
نصل إلى أسفل الترتيب التي اشتعلت بها المنافسة، إذ اختلطت الأوراق، واحتدم صراع البقاء بين كوكبة من الفرق، تجر وراءها تاريخا كبيرا، إذ سبقت أن فازت بلقب البطولة، باستثناء الدفاع الحسني الجديدي.
فريق اتحاد طنجة الذي أنهى مرحلة الذهاب بنقطتين فقط، يواصل المغامرة وركوب التحدي، حقق ريمونتادا عجيبة؛ وكسب في ظرف سبع دورات (15) نقطة، جعلته يتشبث بأمل البقاء، بعدما كان مع بداية السنة في عداد أندية القسم الثاني…
نتائج الدورتين (21) و(22)، مكنته من الالتحاق بأولمبيك خريبكة، والاقتراب تدريجيا من الفرق المتواجدة بالمراكز الملتهبة، والتي تتمركز بها فرق الجديدة، وجدة، المحمدية وتطوان…
يحمل هذا الصراع صفات الضراوة والإثارة، وكل عناصر التشويق مضمونة، والمؤكد أن مصير الفريقين النازلين، لن يتحدد إلا خلال آخر الدورات، بالنظر للتكدس الذي يعرفه القاع، وكل المباريات المتبقية ستعرف بدون أدنى شك، عناصر القوة والندية…
والمطلوب في هذه المراحل الحاسمة، الزيادة في درجة اليقظة ونسبة الانتباه، من طرف العصبة الاحترافية، والجهاز الجامعي بصفته المسؤول الأول، عن تدبير شؤون كرة القدم الوطنية، واتخاذ كافة التدابير التي تقتضيها روح المسؤولية.
أولا، الحرص على وجود تحكيم في المستوى المطلوب، يضمن تكافؤ الفرص بين كل الفرق، ثانيا برمجة عادلة، لا تترك أي مجال للشك وعدم اليقين، ثالثا الحرص على احتكام كل الأطراف لروح المنافسة الشريفة، والنزاهة الرياضية المطلوبة، وتفادي أي تهاون، أو تساهل أو مساومات، أو طبخ مسبق للنتائج…
هذا هو المطلوب، والمؤمل أن تتواصل المنافسات إلى آخر الموسم بأقل احتجاجات، ودون زيادة في نسبة الاعتراضات، والأهم من ذلك، دون الشك في نتائج بعض المباريات، وهذه مسألة مهمة، لأن الشك يقود في الكثير من الأحيان، إلى عدم مصداقية المنافسة ككل…

>محمد الروحلي

الوسوم

Related posts

Top