الأمن الصحي لكافة المغاربة.. ضرورة ملحة

يعتبر توسيع ولوج كل المواطنين للخدمات الصحية ضرورة ملحة ولا محيد عنها، ولهذه الغاية يحرص جلالة الملك محمد السادس، شخصيا على تنفيذ ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي أطلقه جلالته في 14 أبريل 2021، والذي يهدف إلى ضمان استفادة جميع المواطنين المغاربة من التأمين الإجباري عن المرض، وتوسيع قاعدة الانخراط في أنظمة التقاعد للساكنة النشيطة، وتعميم التعويضات العائلية والتعويض عن فقدان الشغل.
وفي الواقع، ومنذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين، لم يدخر جلالة الملك من جهوده ولا وقته لضمان العدالة الاجتماعية والمساواة في الولوج إلى العلاجات الطبية لرعاياه الأوفياء.
وقد جعل جلالته من النهوض بقطاع الصحة بالمملكة أولى أولوياته، من خلال إدراجه ضمن الأوراش الأساسية الوطنية الكبرى، والمراهنة عليه كركيزة أساسية في مسلسل تعزيز المواطنة وتحقيق التنمية البشرية الشاملة والمندمجة.
ويظل الرهان الأبرز في هذا الصدد هو تحقيق رفاهية جسدية ونفسية مرضية للساكنة، وكذا ضمان ظروف صحية ملائمة تمكنهم من المساهمة الكاملة والناجعة في الأنشطة المنتجة وتطوير مجتمعهم.
ولم يفتأ جلالة الملك يكثف المبادرات السامية الرامية إلى دمقرطة الولوج العادل للرعاية الصحية لفائدة المواطنين، في إطار سياسة القرب، وتحسين الحالة الصحية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة إلى ضمان السيادة الصحية للمملكة.
وتعززت هذه الجهود والأعمال بإطلاق أشغال إنجاز مصنع لتصنيع اللقاح المضاد لكوفيد 19 ولقاحات أخرى، في 27 يناير الماضي، وهو مشروع هيكلي سيساهم في تأمين السيادة اللقاحية للمملكة ولمجموع القارة الإفريقية.
وتندرج هذه الوحدة الصناعية في إطار تنفيذ رؤية جلالة الملك الرامية إلى جعل المملكة قطبا بيوتكنولوجيا لا محيد عنه على صعيد إفريقيا والعالم، قادرا على تأمين الاحتياجات الصحية للقارة على المديين القصير والطويل، من خلال إدماج البحث الصيدلاني والتطوير السريري، وتصنيع وتسويق المنتوجات البيو-صيدلية ذات الضرورة الكبرى..
وستضمن هذه الوحدة الصناعية التي تحمل اسم “سينسيو فارماتيك”، والتي ستكون أكبر منصة من حيث القدرة على التعبئة والتغليف في إفريقيا، تصنيع وتعبئة اللقاحات المضادة لكوفيد 19 ولقاحات أخرى.
كما تجسد الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للقطاع الصحي من خلال إشراف جلالته في 5 ماي الماضي بالرباط على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز المستشفى الجديد “ابن سينا”، وهو مشروع مستقبلي يأتي لتعزيز العرض الصحي بالمملكة بقدرة استيعابية تفوق ألف سرير.
ويعكس هذا المشروع ذو البعد الاجتماعي القوي، والمندرج في إطار رؤية شاملة لتعزيز البنية الصحية الحالية للمملكة، الدور المركزي الذي يوليه جلالة الملك لتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين وتنمية قدرات الموارد البشرية في هذا القطاع الحيوي، وعزم جلالته على ضمان تمكينهم من تكوين ذي جودة، يساير التطور العلمي والتكنولوجي المسجل في مجال العلاجات والوقاية والحكامة الصحية، وذلك طبقا للمعايير الدولية.
بالموازاة مع ذلك، تجسدت العناية السامية التي يوليها جلالة الملك إلى القطاع الصحي في الرسالة التي وجهها جلالته إلى المشاركين في المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية التي انعقدت بمراكش في شهر نونبر الماضي.
وفي هذه الرسالة، أكد جلالة الملك أن صحة المواطن تشكل ركيزة أساسية للتقارب والتضامن بين الشعوب وإحدى الدعامات المحورية لبناء تعاون جنوب – جنوب فعال.
وقال جلالة الملك إنه منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، “اعتمدنا مقاربة، جيو-استراتيجية جديدة في إطار شراكة جنوب- جنوب، تقوم على التضامن والتعاون وخدمة المصالح المشتركة، بما يعود بالنفع على المواطن الإفريقي”.
وتجسد هذا التضامن في إطلاق المغرب لعدة مشاريع، على نطاق واسع في العديد من البلدان الإفريقية، لا سيما من خلال إنشاء مصحات طبية ومستشفيات، وكذا إرسال مساعدات إنسانية، من معدات ومستلزمات طبية وأدوية.
كما يتعلق الأمر بعمل المملكة المغربية على توفير منح دراسية لتكوين الأطباء والصيادلة، والأطر الطبية الإفريقية، في مختلف الجامعات المغربية.
وتكرست أعمال جلالة الملك الحاملة لقيم التضامن والإنسانية في هذا السياق أيضا في عديد المبادرات التي تروم ضمان ولوج عادل للمواطنات والمواطنين المغاربة للعلاجات الطبية، بالإضافة إلى استعداد المغرب لتقاسم خبراته وتجاربه في هذا المجال، مع سائر الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة.

Related posts

Top