الرياضة في بعدها الوطني…

شكل الاحتفال بالذكرى الأربعين لحدث المسيرة الخضراء مناسبة عظيمة لتكريس البعد الوطني للرياضة؛

إذ اشتملت الأنشطة على برامج متنوعة بالعديد من المدن المغربية، خاصة بالأقاليم الصحراوية وبصفة خاصة العيون والداخلة.
إشعاع هذه الأنشطة كانت له إيجابيات كبيرة بحضور نجوم كبار من مختلف الدول كالأسطورة الأرجنتينية ديغو مارادونا الذي منح  حضوره نجاحا كبيرا راهن عليه المنظمون.
كما أن مشاركة أسماء مغربية كبيرة ساهم في إعطاء الحدث الوطني إضافة مهمة سواء نجوم كرة القدم أو العاب القوى وغيرها من الأنواع الرياضية.
وبدون أدنى شك، فإن المساهمة الرياضية في مثل هذه الأحداث تبقى مسألة مهمة وأساسية نظرا لكونها تضمن الإشعاع المطلوب وتحفز الطاقات وتقوي الشعور الوطني لدى مختلف الفئات.
وقد أكدنا في الكثير من المناسبات على أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في هذا المجال، فقد كان للرياضيين دائما دور مهم في تقديم خدمات مهمة  للوطن، كما لعبت الرياضة أدوارا مهمة على مستوى تقديم صورة إيجابية عن المغرب في جل بقاع العالم، وأدى الرياضيون مهاما دبلوماسية جليلة، وهم ينافسون صفوة الرياضة العالمية بكثير من الاستحقاق والتفوق والتألق ما شد أنظار مؤسسات الرياضة العالمية .
على هذا الأساس فإن الضرورة تفرض الاهتمام بالرياضة بجل جهات المغرب، وخاصة الأقاليم الصحراوية وهذا من شأنه كسب المزيد من الدعم لقضية وحدتنا الترابية ويزيد من تعريف العالم بالمجهود التنموي الذي يبذله المغرب في هذا الجزء الهام من ترابه، الشيء الذي من شأنه إحراج أعداء وحدة المغرب الترابية .
وفي هذا الإطار يمكن أن نقدم أكبر مثال ناصع عن ذلك، وهو الدور الذي يلعبه فريق وداد السمارة لكرة اليد الذي شكل حضوره بالمنافسة الأفريقية عقدة حقيقية للفرق الجزائرية وكثيرا ما تفضل فرق هذه الدولة الشقيقة الانسحاب، على أن تواجه فريقا يمثل الأقاليم الصحراوية المغربية. وهذا درس بليغ يجب استيعابه والعمل على تكريسه كأمر واقع .
إذن لماذا لا نحلم في يوم من الأيام بفريق “صحراوي” يفوز بالدوري الاحترافي المغربي لكرة القدم، ويفرض على الخصوم المشاركة بعصبة الأبطال الأفريقية واستقبال ضيوفه بعاصمة  الصحراء المغربية مدينة العيون. هذه أمنية غالية، لكن الوصول إليها يتطلب الكثير من الحرص على جعل القطاع الرياضي من أولويات تنمية أقاليمنا الصحراوية.  
دعم الرياضة بالصحراء المغربية مضمون النتائج ويتماشى مع الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك خلال زيارته التاريخية لمدينة العيون، شريطة تقوية البنيات التحتية والاهتمام بالعمل القاعدي حتى تلعب الرياضة الدور المطلوب منها إلى جانب القطاعات الحيوية، ولا ننسى أن للرياضة دورا  أساسيا لا يخفى على أحد ويتجلى في تأطير الشباب وتقوية النسيج الجمعوي ومنح الشباب الأمل في المستقبل وجعله أمام خيارات أخرى لتحسين وضعيته الاجتماعية على اعتبار أن الرياضة أصبحت وسيلة من الوسائل الناجعة للرقي الاجتماعي المبني على العمل والجهد والمثابرة عوض الاتكالية وانتظار الاستفادة من اقتصاد الريع .
للرياضة إذن دور حيوي ومن الضرورة جعلها من الخيارات الاستراتيجية للدولة .

[email protected]

Top