الشاعر عبد الكريم الطبال: وضع اتحاد كتاب المغرب ملتبس

في أفق انعقاد المؤتمر الوطني التاسع عشر لاتحاد كتاب المغرب، كان لبيان اليوم اتصال بنخبة من الكتاب المغاربة، منهم من ينتسب لهذه المنظمة العتيدة، ومنهم من يعتبر نفسه خارجها بعدما كان فاعلا فيها، من أجل الحديث عن وضعها الراهن، والمكتسبات التي من المفترض أن يكون المكتب التنفيذي الحالي للاتحاد قد حققها أو تراجع عنها، وحول الأسباب التي تحدو بفروع الاتحاد إلى تجميد أنشطتها، وما هي الأولويات التي يرونها جديرة بالمناقشة، والتدابير الناجعة التي يقترحونها لتقوية الاتحاد، وكذا الشروط التي يرون أنها من الضروري أن تتوفر في المرشح القادم للرئاسة.

ولو أنني في فرع الاتحاد هنا في الشاون إلا أنني منعزل.
يبدو لي وإن كنت غير متابع، أن الوضع الآن ملتبس وأن هوية الاتحاد متململة.

***
بين أن تكون أولا تكون، فمرة يبدو لي أن الاتحاد الذي عرفته في سنوات النشأة لا يزال هو هو، وبعدها بقليل أو كثير، يبدو لي أن الاتحاد الآن اتحاد آخر.
 لقد كان من قبل في زمن غلاب، وفي زمن برادة، موقفا لا مزايدة فيه، وجنبا لجنب مع اليسار الذي يهفو إلى التغيير، وكان اتحاد كل المثقفين بعكس الآن، فالأغلب اختار البعد عن هذه المؤسسة.
 وقد تيسر لي أن أحضر نشاطا ثقافيا في الرباط من تنظيم المركز، ففوجئت بخلو القاعة إلا من نفر قليل، ربما لا يتجاوز ثلاثين فردا كانوا هم الذين حضروا.

***

فروع الاتحاد تتجمد، ربما لأن ارتباطها بالمركز شكلي بحت، فالذي يجمع الأعضاء في الفرع هو علاقة الصداقة وعلاقة الإبداع لا غير، ولهذا قلما يتم الاجتماع من أجل وضع برنامج اتحادي إلا نادرا ولمناسبة ما أو لإشعار المكتب المركزي بوجوده على قيد الحياة،
وكمثال بسيط، هنا في الشاون، مكتب فرعي للاتحاد، يتكون من ثلاثة أعضاء، اثنان منهما لهما جمعيتهما، فالأول يرأس جمعية معروفة بنشاطها المسترسل من زمان، والثاني أسس جمعية ثقافية جديدة، وقد بدأت تؤتي أكلها، أما الثالث فهو عبد ربه يحضر عند الاستدعاء.
ولهذا يمكن القول إن الفرع معلق في الهواء،
ما أقوله عن الفرع هنا، قد يكون هو حال الفروع الأخرى.

***
هناك مكتسبات ثقافية عدة حققها المكتب التنفيذي الحالي للاتحاد، تتمثل في الطبع لبعض الإبداعات الثقافية، وهناك تأسيس علاقات ثقافية هنا وهناك، على غرار ما يقوم به بيت الشعر وما تقوم به وزارة الثقافة، وهي على أي حال دون المتوقع من الاتحاد الذي نعرف.

***
عن المؤتمر القادم أقول:
إن الذين سيحضرون، أدرى بالحديث عن الأوليات، مع تمنياتي للمؤتمر التوفيق وهو يبحث عن ذاته.

*****

الروائي عبد الرحيم بهير: لا مجال للحديث عن المكتسباتSans titre-13
 اتحاد كتاب المغرب فقد إشعاعه ومصداقيته ووزنه برحيل العمالقة الذين سهروا على الرفع من مكانته. ومكانة الاتحاد هي اليوم من مكانة الساهرين على كراسيه.

***
 ماذا قدم الاتحاد للكتاب وللثقافة عموما؟ لاشيء يذكر، بل أصبح وسيلة لتحقيق الذات، وهذا ما نلمسه من خلال الصراع القائم بين المتنافسين على الرئاسة.

***
 المكتب التنفيذي يذكرني بالحزب السياسي الذي لا نسمع صوته إلا في الحملات الانتخابية، ولا نراه إلا ساعة إنزال الناخبين، ولم يعرف المكتب من قبل هذا المستوى من الانحطاط والتردي.
 إذن لا مجال للحديث عن المكتسبات، اللهم مكتسبات الرئيس.

***
 أعتقد انه لا جدوى من فروع تستند إلى جدع متهالك وماذا قدمت هذه الفروع، فروع اتحاد كتاب المغرب؟ لاشيء، لأن المحسوبية والزبونية طالت جميع الميادين، بما فيها الثقافية والفنية.
 والاتحاد وفروعه سيان في الضعف والتردي، سينعقد الاتحاد وسيحضره أشباه كتاب، وسيختارون طبعا رئيسهم القديم.

***
 على العقلاء البحث عن صيغة أخرى، لتجديد الاتحاد قصد إحيائه، وعلى المكتب العمل على الاهتمام بالكتاب والكتاب والثقافة عموما.

اعداد: عبد العالي بركات

Related posts

Top