الشبيبة الاشتراكية تحتفل بالعام الأربعين على إعلان تأسيسها

>  جمال كريمي بنشقرون
تخلد الشبيبة الاشتراكية يوم 18 يناير 2016 الذكرى الأربعين لتأسيسها كتنظيم شبابي موازي لحزب التقدم والاشتراكية، بزغت للوجود مع جيل من رواد العمل السياسي المغربي في 18 يناير 1976 بالدار البيضاء حاملة اسم الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، وجعلت من أهم أهدافها التوجه صوب تأطير الشباب المغربي، والتواجد على الدوام إلى جانبه دفاعا عن قضاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع الجيل المؤسس بقيادة الرفيق أحمد سالم لطافي، وهو الاسم الذي تغير في مؤتمرها الثالث في يوليوز 1994 إلى الشبيبة الاشتراكية، الذي تحمله إلى يومنا هذا، لينطلق قطار التجديد السياسي بنضالات الأجيال اللاحقة، بقيادة الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، ويتواصل مع الرفيق سعيد الفكاك ويستمر مع الرفيق إدريس الرضواني …
سنة بعد أخرى وجيلا بعد جيل، والشبيبة الاشتراكية تتميز بفكرها وعمق تحليلها، عبر ما تحمله أدبياتها الفكرية والسياسية، كمنظمة شبابية رائدة على المستويين الوطني والدولي من أفكار واستراتجيات وبرامج العمل الميداني والتواصلي مع الشباب المغربي عبر ربوع الوطن، مستمدة كنه ذلك من الفكر الحداثي التقدمي، مقاربة لهذا الفكر وحاجة المجتمع له، راسمة لأفق مشرق عبر توسعها النضالي في أكثر من 300 نقطة تنظيمية حاليا مابين الجماعات الحضرية والقروية، وإقرارها بترصيص صفوف التنظيم وهيكلته اقيلميا وجهويا.
تحل هذه الذكرى بعد مرور سنة عن انعقاد المؤتمر الوطني السابع للمنظمة، الذي شكل عرسا نضاليا شبابيا رائعا، وكان محطة تنظيمية ديمقراطية جد هامة، كرست للتوجه السياسي والفكري العميق، بدلالات وأبعاد شمولية أرسلت الرسائل وفككت الشيفرات، وهو المؤتمر الذي سبقته مؤتمرات قبله محصلتها كلها اليوم تراكمات نضالات الأجيال، من جيل إلى أخر، ممن حملوا المشعل وأوصلوه، إنهم قادة أسهموا تاريخيا وأعطوا بجدية ووفاء، عبر مختلف المؤتمرات والمحطات، رافعين الشعارات المحملة بثقل المسؤولية وعميق الإحساس بالدور الذي تلعبه الشبيبة الاشتراكية كتنظيم شبابي مواز لحزب التقدم والاشتراكية في المشهد السياسي المغربي، من أولويات عمله رفع تحديات النماء والازدهار ومقاومة الإقصاء والتهميش الاجتماعي.
تمر السنوات وتختلف التحديات والرهانات لشبيبة أرادت الانتصار للتغيير مند تأسيسها، مواصلة المشوار حتى اليوم، مؤكدة على ضرورة احتلال الشباب للمكانة اللائقة به، داعية الدولة بكل مؤسساتها إلى الاهتمام بشؤونه وتطوير سياستها تجاهه، ومن أجل ذلك تدعو المنظمة جميع فئات الشباب إلى الانخراط الواسع في الحياة السياسية المغربية، ولعب دوره بكل وطنية صادقة، محفزة على العطاء الدائم في كل الأمكنة و الفضاءات التي يتواجد فيها من مدراس وجامعات أساسا، إلى الأحياء الشعبية والمداشر والقرى، تحفزه و”تستفزه” للعب دوره في مقاومة كل أساليب الفساد السياسي والانتخابي، تدفعه إلى العمل العقلاني المقنن، منيرة طريق النضال الواقعي له، لتجعل منه قاطرة التنمية والتغيير من أجل تحقيق الاستقرار.
هكذا صادق المؤتمر الوطني السابع لمنظمة الشبيبة الاشتراكية على أدبيات جد متميزة تخاطب الشباب وتؤطر مجال اشتغاله، وتبرر أهمية أدواره في مغرب اليوم، مغرب الحرية والديمقراطية، اذ لامست الأطروحة الفكرية للمنظمة كل الزوايا باختلاف وجهات النظر على المستويين الوطني والدولي، وقدمت البديل الفكري والعملي، المستمد من خلاصات المسار النضالي لتسعة وثلاثين سنة من العمل والعطاء وسط فئات الشباب، كما خرج المؤتمر بتوصيات عامة بمثابة برنامج عمل متعدد الأهداف على كافة الأصعدة، بحمولة الفكر المنتصر للإرادة العامة للشباب وما يطمح له وما يصبو إليه من إثبات للذات وتحقيق النماء والرجاء.
إن ذلك هو الأساس المتين للشبيبة الاشتراكية الداعية إلى تكريس العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل لخيرات هذا الوطن، والأكيد أن مسارها النضالي من محطة إلى محطة يبرز هاته المعاني و يوثق لذلك، بشكل جدلي مع نضالات حزب التقدم والاشتراكية وكافة تنظيماته الموازية خدمة للمصلحة العليا والعامة للوطن، بصدق الإحساس ونبل العمل وإشراقة الأمل في الغد والمستقبل لشاباتنا وشبابنا.

Related posts

Top