حميد رزفي
كانت جماعة سوق السبت الحضرية بإقليم الفقيه بن صالح، على موعد صبيحة الأربعاء مع مسيرة جماهيرية لساكنة أولاد سي بلغيت، طالب من خلالها المحتجون بوقف مشروع لتربية الديك الرومي يتواجد بالقرب من مقر سكناهم. المسيرة حبلت بالشعارات المنددة بالوضع، وكان شعار”هي كلْمة وحدة الشركة ترحل ولابد ” يُلخص بدقة موضوع الاحتجاج، ويُطرح إحدى أهم الإشكالات البيئية الخطيرة التي تنضاف إلى باقي الإكراهات التي يعرفها الإقليم، حيث لم يكن هذا الاحتجاج هو الأول من نوعه، إنما جاء بعد وقفات سابقة، نتجت، يقول أحد المحتجين، عن هذا الوضع المتأزم الذي تزداد تأثيراته يوما بعد يوم على صحة الساكنة مقابل صمت المصالح المعنية بالرغم من أن الساكنة سبق لها وأن قامت بكل الخطوات الإجرائية اللازمة التي يجب استحضارها عند الترخيص. احتجاج الأربعاء، يأتي في وقت تقول فيه مصادر بيان اليوم، بلغ مؤشر الاحتقان إلى درجة قصوى، بسبب بعض الحالات المرضية التي ظهرت في صفوف الأطفال، وخلقت نوعا من التوتر لدى بعض الأسر القريبة من المقاولة، وذلك تخوفا من أن يتصيّد هذا الواقع الموبوء المزيد من الأسماء، وتُمسي نهيلة الطفلة المريضة أو الاسم الأنثوي المفرد، تعبيرا مجازيا عن أسماء أخرى قد تشكو من ضيق التنفس بنفس القدر الذي تشكو منه الساكنة من ضيق صدر من يتواطئون ضد صفاء الحياة بأولاد سي بلغيت. إلى ذلك، قال أحد الفاعلين الحقوقيين، أن اختيار زمن الاحتجاج القريب من لحظات احتفالات رأس السنة، وإن كان عفويا، فهو يُقدم في واقع الأمر، دلالات عميقة على طبيعة المحنة وأبعادها النفسية على الساكنة. ففي الوقت الذي يتطلع فيه البعض إلى ليالي حمراء، يضيف المتحدث، نجد هذا السواد الأعظم من ساكنة أولاد سي بلغيت، يحتشد أمام مؤسسات عمومية للدولة، ليس رغبة في فنادق من خمسة نجوم أو من أجل ملاهي للرقص وو…، إنما من أجل أن يتدخل كل مسؤول من موقعه للحد من هذه الروائح الكريهة التي استعصت معها الحياة، وخلخلت راحة الساكنة التي كانت إلى حدود الأمس القريب تنعم بنسيم الطبيعة الزكي. من جانبهم، اعتبر مناضلو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت الذين تدخلوا، بما أن الأمر يتعلق بإحدى الحقوق الأساسية لضمان كرامة الإنسان وهو الحق في عيش كريم وبيئة سليمة، لمؤازرة المتضررين، اعتبروا من خلال كلمة لعُضوة المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نعيمة وهلي، ما يجري على تراب جماعة أولاد بورحمون ضربا لحق من حقوق الإنسان، وقالوا إن السلطات المعنية مطالبة بإيجاد حلول عاجلة للموضوع. وتساءلت نعيمة وهلي عن أسباب هذا الجمود والغموض في التعامل مع ملف يعتبر وفق تصريحات الساكنة خطيرا بما انه يمس بالدرجة الأولى صحة الإنسان. وحمل بلفقيه الحسن عضو الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت من جانبه، مسؤولية الأخطار الناجمة عن الشركة إلى مختلف المصالح المعنية وفي مقدمتها السلطات المحلية بدائرة بني موسى الشرقية والمجلس الجماعي، حيث يتواجد المشروع. وتساءل عن سر هذا التناقض المكشوف في تفريغ مضمون النصوص البيئية الخاصة بالقطاع، حيث أنه في الوقت التي تدعو فيه كل مواثيق البيئة إلى حماية حقوق الفرد والجماعة من أخطار التلوث، وتتعالى فيه النداءات الداعية إلى بيئة نظيفة، نجد أغلبية المصالح التي لها صلة بموضوع الترخيص على المشروع، لم تُقدم للساكنة إجابات واضحة كفيلة بطمأنتهم على أنه ليس بالغ الخطورة.