بدوان: الرياضة والإعلام بمثابة جناحين لطائر واحد

في أمسية روحانية وأجواء حماسية رائعة شهدتها إحدى قاعات نادي “لانوريا” (ضاحية المحمدية)، الاثنين الماضي، احتفت الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع باليوم العالمي للرياضة في خدمة التنمية والسلام، بحضور  حشد من الإعلاميين الرياضيين والأبطال الرياضيين السابقين.

وقد ثمن الحاضرون عاليا فكرة إقامة هذا الحفل البهيج،الذي يحمل في طياته دلالات عميقة،  معتبرًين هذه المبادرة غير المسبوقة فرصة مثالية جمعت أسرة الإعلام والرياضة، تحت سقف واحد، آملين مواصلة احتفاليات من هذا القبيل مستقبلا، لما لها من إيجابيات كثيرة من حيث توطيد العلاقات بين مختلف أطياف المجتمع الرياضي، ورجال الإعلام الرياضي.

وفي هذا السياق، اعتبرت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع نزهة بدوان أن الرياضة والإعلام هما بمثابة جناحين لطائر واحد.

 وقالت في كلمة افتتاحية للندوة التي نظمتها الجامعة في  موضوع “الحركة البدنية رافد محوري للتنمية”، إنه “لا رياضة بدون إعلام ولا إعلام بدون رياضة، لكونهما يشكلان أسرة واحدة، هي حاضرة اليوم وبقوة في هذا الحفل البهيج”.

واعتبرت البطلة العالمية السابقة، الإعلام الرياضي الوطني على اختلاف مشاربه وأجناسه، شريكا استراتيجيا للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، الحريصة دوما على إشراكه لمواكبة مختلف أنشطتها، سواء تعلق الأمر بالقوافل الوطنية أو الأيام الرياضية أو الدورات التكوينية أو الحملات التحسيسية، ومساهمته بالتالي في تبليغ مفهوم الرياضة للجميع إلى كل بيت مغربي، وإشاعة الثقافة الرياضية لدى مختلف شرائح المجتمع والفئات العمرية.

وتابعت بدوان ” ومما يزيدنا سرورا وفخرا واعتزازا كون اعتماد الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في 23 غشت 2013، يوم  6 أبريل من كل سنة يوما دوليا للرياضة من أجل التنمية والسلام، جاء بمبادرة مغربية رائدة كان وراءها، الأستاذ كمال لحلو المتشبع بمُثُل وقيم الرياضة في جوانبها النبيلة والأولمبية في طابعها الشمولي والكوني،هذا الإنسان الذي نذر حياته لخدمة شغفين وهما الإعلام والرياضة”.    من جانبه، أشار المستشار بالجامعة محمد نعمة، إلى وضع الجامعة تصورا عاما وإستراتيجية على مدى عشر سنوات من أجل تحقيق ما ينتظر منها، وينسجم مع ما جاءت به الرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في مناظرة الصخيرات عام 2008 في مجال الرياضة الجماهيرية.

وتروم هذه الإستراتيجية على الخصوص إشاعة وترسيخ ثقافة الممارسة الرياضية والنشاط البدني لدى كافة أطياف المجتمع والاهتمام في المقام الأول بالمواطنين والمواطنات غير المنتمين لأية جامعة رياضية والذين لا يمارسون الرياضة بشكل منتظم وتسخير كل الجهود للوصول بمفهوم الرياضة للجميع إلى كل بيت مغربي حيثما وجد وجعل الرياضة أسلوب حياة في سبيل بناء مجتمع صحي وفعال.

وذكر أن الجامعة تركز في مجال التنشيط الرياضي على أربعة محاور أساسية تتمثل في القوافل الوطنية للرياضة للجميع والتي جابت مختلف جهات المملكة  واستفاد منها مئات الآلاف من المواطنين والمواطنات.

ويتمثل المحور الثاني في الأيام الرياضية وتشمل  أنشطة رياضية متنوعة، يوكل تنظيم البعض منها إلى الجمعيات النشيطة بدعم من الجامعة، في حين يدخل بعضها الآخر في إطار الأنشطة المبرمجة ضمن الشراكات والاتفاقيات التي تبرمها الجامعة مع مجموعة من الهيئات والمؤسسات والشركاء، الذين يكونون في حاجة للتنشيط الرياضي.

كما تولى الجامعة، يضيف نعمة، اهتماما خاصا لتكوين الأطر الرياضية بالجمعيات والعصب الجهوية في مختلف المجالات التنشيط الرياضي وتنظيم وتأطير التظاهرات الرياضية على المستويين المحلي والوطني، إلى جانب الحملات التحسيسية  لما تتيحه من فرص التواصل المباشر مع المواطنين وتبليغ وشرح الرسالة التي تحملها الجامعة.

وتعتبر الألعاب الرياضية التقليدية جزء هاما من الأنشطة التي توليها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع عناية خاصة، سواء ضمن برامج القوافل الرياضية الوطنية أو الأيام الرياضية التي يتم تنظيمها بمختلف أرجاء البلاد، أو من خلال التشجيع على تكوين جمعيات تعنى بهذا التراث اللامادي، الذي تسعى الجامعة إلى إحيائه وتثمينه ونشره، لاسيما في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وعرج نعمة على البرنامج الجديد الذي باشرته الجامعة في الموسم الرياضي الحالي، والذي يهم سباق  “خطوات النصر النسائية”، تحت إشراف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة، والذي كانت انطلاقته يوم 14 أكتوبر الماضي بمدينة الناظور حيث تجاوز عدد المشاركات فيه الـ20 ألف مشاركة من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.

من جهته، عبر رئيس تحرير جريدة “المنتخب” الرياضية بدر الدين الإدريسي، عن امتنانه للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع التي جمعت إعلاميين ورياضيين من أجل تقاسم  ما عاشوه من لحظات جميلة من تاريخ الرياضة المغربية.  

واعتبر الإدريسي أن الرياضة تعد من منظور الطب أم العلاجات لكل الأمراض الجسدية والعقلية والنفسية، فيما تعد من المنظور الاقتصادي  منتجة للثروة  ورافعة للتنمية المستدامة.

بدوره، سجل الإطار الوطني المبرز والخبير الدولي في ألعاب القوى، عزيز داودة، الإقبال المتزايد للمجتمع المغربي بكل أطيافه على ممارسة الحركة البدنية والرياضة التي أضحت من روافد التنمية البشرية في خضم التطورات والدينامية التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، والتي تجلت بالأساس في ارتفاع الناتج الداخلي الإجمالي ثلاث مرات.

وأوضح أن الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تستمد ماهيتها ومرجعيتها من الرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة، المنعقدة يوم 24 أكتوبر 2008 بالصخيرات، والتي تعد “ميثاقها الرياضي وخارطة طريقها من أجل تمكين مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية من ممارسة الحركة البدنية والرياضة، التي أصبحت حقا دستوريا”.

وأشار إلى أن كل المنظمات الدولية المختصة توصى في الوقت الراهن بضرورة ممارسة النشاط البدني للوقاية من الأمراض المزمنة كالسرطان والسكري والسمنة والمساهمة في علاج الأمراض  النفسية والعصبية والاكتئاب والتوتر.  

وأكد أن الرياضة تعد من روافد الاقتصاد الوطني إذ أنها تساهم بنسبة 1.5 بالمائة في الناتج الداخلي الإجمالي، مسجلا أن المغرب يعتبر أول مستثمر في الرياضة على الصعيد الإفريقي، لاسيما على مستوى البنيات التحتية، بيد أن النتائج لا ترقى إلى مستوى التطلعات.

وتكريسا لثقافة الاعتراف التي دأبت عليها الجامعة، تم بهذه المناسبة تكريم ثلة من الإعلاميات والإعلاميين الرياضيين من مختلف الأجيال، والذين أثروا على مر عقود من الزمن الحقلين الرياضي والإعلامي على حد سواء من خلال تعاليقهم الرصينة ونقدهم البناء وتحليلاتهم الهادفة ومواكبتهم الموصولة.

وهكذا، تم تكريم الزملاء حميد الصبار (المنتدى) وسعيد زدوق(راديو بلوس) ومحمد الروحلي (بيان اليوم) ومحمد الجفال (المنتخب) ومحمد أبوسهل ( راديو إم إف إم) وعبد الهادي الناجي (النخبة)  وحسن الحريري (الجامعة الملكية المغربية للفروسية) وحسن البصري (الأخبار وتيلي ماروك) ونور الدين الركراكي (بارتاج ماكس).

كما حظي بالتكريم في هذه الأمسية الرمضانية، هشام بن ثابت (العلم) وإبراهيم العماري (الاتحاد الاشتراكي)  وحنان الشفاع (ميديا 90).

وعن فئة الإعلاميات والإعلاميين الشباب تم  تكريم كل من أميمة الرافعي (موقع 360) وإدريس الدحني (هبة بريس)، فيما حظي محمد شروق (أنفاس بريس) بتكريم خاص.

وتم تكريم هذه النخبة المتميزة من الصحفيات والصحفيين من طرف رئيسة الجامعة نزهة بدوان ونائبتها ربيعة السعدوني والكاتبة العامة للجامعة حياة التدميري والبطل الأولمبي مولاي إبرهيم بوطيب، وعزيز داودة وسعيد بلخياط (المدير التنفيذي لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين)، وبدر الدين الإدريسي (رئيس تحرير جريدة المنتخب) وإدريس الضاوي (مدير معهد مهن الرياضة بجامعة ابن طفيل).

كما تولى تكريمهم لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم السابقين نور الدين النيبت وعزيز بودربالة وصلاح الدين بصير وعبد الرزاق خيري  وعبد الكريم الحضريوي وخالد الأبيض ومومن عبد الناصر (بطل إفريقيا سابقا في مسابقة العشاري).

Top