تتالي الإخفاقات يعجل برحيل الزاكي

> محمد الروحلي
في الوقت الذي كانت فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تقدم حصيلتها أمام الجمع العام العادي بقصر المؤتمرات بالصخيرات، مساء أول أمس الثلاثاء، هيمن خبر هز القاعة بقوة، وحول الاتجاه العام للنقاش إلى موضوع إقالة الزاكي وتعويضه بالفرنسي هيرفي رونار، كما روجت له، أكثر من مرة، جريدة ليكيب الفرنسية المتخصصة.
شيوع الخبر والضجة التي خلفها، فرض على رئيس الجامعة الخروج بتصريح ناف لكل ما يروج. إلا أن النفي لم يكن إلا مؤقتا.
لكن سرعان ما عادت الجامعة، صباح أمس الأربعاء، عبر بلاغ رسمي، لتؤكد خبر إقالة المدرب بادو الزاكي  بصفة نهائية وتعويضه بالإطار الفرنسي هيرفي رونار..
صحيح أن حصيلة الجامعة كانت في مجملها إيجابية، رغم التكلفة المالية الباهظة التي شدت الانتباه، خصوصا في ظل العجز عن تحقيق نتائج إيجابية على مستوى جل المنتخبات، كان آخرها الظهور الباهت للمنتخب المحلي بقيادة امحمد فاخر، والمستوى الباهت لمنتخب الكبار بقيادة الزاكي الذي جعل الجامعة في موقف لا تحسد عليه.  Sans titre-8
إن تحقيق نتائج إيجابية على مستوى المنتخبات، كان من الممكن أن يجعل الرأي العام يغفر للجامعة أي أخطاء يمكن أن ترتكب، وغياب هذه النتائج يجعلها في فوهة بركان، في وقت ينظر الرأي العام بعدم الرضا للكيفية التي يتم بها صرف المال العام، بكثير من السخاء إلى درجة البذخ.
فموضوع الفريق الوطني لكرة القدم يستأثر باهتمام خاص من طرف الجمهور الرياضي بمختلف فئاته، وهذه مسألة طبيعية وعادية وقفنا عليها في العديد من المناسبات، أكد فيها الجمهور الرياضي حبه وتعلقه بهذا المنتخب الذي يرى فيه هويته وانتماءه ولونه الوطني.
هذه القيمة الاستثنائية، هي التي تشكل سر الاهتمام الكبير والمتزايد بشؤون منتخب كرة القدم الأول، وعلى هذا الأساس فإن أي إخفاق يكون له انعكاس سلبي على جل مكونات اللعبة على الصعيد الوطني. ومما لا يخفى على أي أحد أن الطاقم التقني للفريق الوطني وقعت فيه تدخلات خارج إطار الجامعة، وأن أغلب الأسماء بمن فيهم بادو الزاكي نوقشت في صالونات خارج هياكل الجامعة، حيث فرضت التشكيلة على الجامعة التي وافقت على الفور، لتلغي، تحت تأثير الضغط، الاتفاق المبدئي الذي توصلت إليه مع أحد الأطر الأجنبية.
هذه التدخلات الخارجية أعطتنا طاقما تقنيا غير متجانس، ليتحول أعضاؤه مع مرور الوقت إلى مجرد كومبارس يؤثث الفضاء، بعد أن استسلم أفراده لطغيان شخصية بادو الزاكي، وتصلبه في اتخاذ مواقف فردية غير قابلة في نظره للنقاش.
على هذا الأساس فإن الجامعة، ومباشرة بعد نهاية اللقاء ضد غينيا الاستوائية، خرجت بقناعة راسخة بالنسبة لها، ألا وهي أن الأمور لا تبشر بخير. صحيح أن الفريق الوطني يحتل حاليا المرتبة الأولى مناصفة مع الرأس الأخضر، إلا أن كل المؤشرات والمعطيات التقنية تؤكد بالملموس أن الأمور ليست على ما يرام، وأن سنتين من الإعداد والتهييئ لم تكن بالنسبة للطاقم التقني الذي يقوده الزاكي كافية لتكوين منتخب تنافسي قادر على الفوز والإقناع.
في البداية طالبت مجموعة من الأصوات بضرورة دعم طاقم الزاكي بكفاءات وطنية بعدما وصلت الأمور إلى حدود العجز بفعل انفراد الزاكي بكل السلط وعجز الجامعة عن مناقشته.
 ولعل التخوف على مستقبل الفريق الوطني ليس فقط فيما يخص مصيره بالتصفيات الحالية، ولكن بالوصول إلى دور المجموعات، في مواجهة صفوة كرة القدم القارية، وعلى هذا الأساس اشتغلت الجامعة مؤخرا في إعادة فتح ملف الطاقم التقني للمنتخب الأول، وقد بلغت درجة الاحتقان داخل الجامعة أوجها بعد المشاركة الباهتة للمنتخب المحلي، في وقت راهن عليه الجميع من أجل تحقيق نتيجة إيجابية تساهم في خلق أجواء سليمة.
 احتقان أفضى إلى  القرار النهائي القاضي بإقالة الزاكي بشكل رسمي صباح أمس الأربعاء خلال اجتماع طارئ بقاعة المؤتمرات بالصخيرات، وتعيين الفرنسي هرفي رونار مشرفا عاما على المنتخبات الوطنية كبار، محليين، وأولمبيين، لتدخل بذلك كرة القدم المغربية منعطفا جديدا مفتوحا على كل الاحتمالات، تحتل فيه المنتخبات الوطنية قاطرة أساسية، لكن لا بد من إحاطة الملف بكثير من الضمانات التقنية الضرورية، أساسها الإشراك ورح العمل الجماعي يترجمه فريق عمل تتحكم في تعيينه الكفاءة وليس المحاباة والزبونية.        

Related posts

Top